عرض مشاركة واحدة
قديم 09-25-2010, 07:05 PM
المشاركة 17
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
· وإذا كانت النفوس كباراً


· همة تنطح الثريا وعزم


· لولا المشقة ساد الناس كلهم


· همتي همة الملوك ونفسي


· تريدين لقيان المعالي رخيصة


· إذا غامرت في شرف مرومٍ


· ولم أر في عيوب الناس عيباً


· ومن تكن العلياءُ همة نفسه


· لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى


· من يهن يسهل الهوان عليه


· لولا لطائف صنع الله ما نبتت



تعبت في مرادها الأجسام


نبويٌّ يزعزع الأجبالا


الجود يفقر والإقدام قتَّالُ


نفس حر ترى المذلة كفراً


ولا بد دون الشهد من إبر النحل


فلا تقنع بما دون النجوم


كنقص القادرين على التمامِ


فكل الذي يلقاه فيها محبب


فما انقادت الآمال إلا لصابر

وما لجرح بميت إيلام


تلك المكارم في لحم وفي عصبِ



الفصل الثاني
همة تناطح الثريا

قال تعالى: ﴿ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴾ ، وقال:﴿ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ﴾ ، وقال:﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ ﴾، وقال:﴿ وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ﴾، وقال:﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله )، وقال: ( الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأمانيّ )، وقال: ( اغتنم خمساً قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك).
وقال لأحد لأصحابه: ( أعني على نفسك بكثرة السجود)، وقال لآخر: ( لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله )، وكان يقول: ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من البخل والجبن، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال)، وقام من الليل حتى تفطرت قدماه ، وربط الحجر على بطنه من الجوع، وربما صلى أكثر الليل، وصبر على الإيذاء، والسب والشتم والطرد من الأوطان والجراح في المعركة والجوع، وجاهد أعداء الله من مشركين ويهود ونصارى ومنافقين، وكان أعظم الناس جهاداً وأحسنهم خلقاً، وأجلهم إيماناً، وأسدهم رأياً وأنبلهم كرماً، وأكرمهم نفساً، وأطيبهم عشرة، وأشجعهم قلباً، وأسخاهم يداً ، وأكبرهم همة، وأمضاهم عزيمة، وأكثرهم صبراً صلى الله عليه وسلم.

~ ويبقى الأمل ...