عرض مشاركة واحدة
قديم 06-18-2013, 08:32 AM
المشاركة 8
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع...من مقال ...الإسلام والعروبة فى أدب فطاحل الغرب

ويمثل الأديب الألمانى يوهان ولفجانج جوته حالة ساطعة فى ميدان الأدب المقارن حتى بمقاييس المدرسة الفرنسية المتشددة، إذ يكثر لديه التأثر بالشعر العربى والاحتذاء بالإسلام عموما، والقرآن الكريم والنبى محمد على وجه الخصوص، فضلا عن إعجابه بحافظ الشيرازى واستحضاره إياه استحضارا قويا فى أشعاره: نصوصًا من إبداعه، ووقائعَ من حياته.

وقد صدر فى يونيه 1967م فى سلسلة "كتاب الهلال" (العدد 195) كتاب أكثر من رائع عن هذا الموضوع للمرحوم عبد الرحمن صدقى مدير دار الأوبرا الأسبق عنوانه: "الشرق والإسلام فى أدب جوته"، وإن كنا قد قرأناه فى طبعة سلسلة "المكتبة الثقافية" التى صدرت قبل ذلك فيما أذكر، وفرحنا به كثيرا، إذ وجدناه يلقى ضوءا وهّاجا على قضية أشد لمعانًا ووهجًا هى قضية تأثر أديب وعالم ومفكر بقامة جوته الألماني بالإسلام والقرآن والنبى محمد صلى الله عليه وسلم.

ثم مرت الأيام ورأيت كتاب الدكتور عبد الرحمن بدوى عن "الديوان الشرقى للمؤلف الغربى"، وهو ديوان شعر للأديب الألماني يتبدَّى فيه هذا التأثر والإعجاب بالإسلام والرسول والكتاب الذي أنزله الله عليه وبعض شعراء أمته.

ثم ها هو ذا كتاب آخر عن ذات الموضوع يصدر عن سلسلة "عالم المعرفة" فى رمضان 1415هـ- فبراير 1995م (العدد 194) بعنوان "جوته والعالم العربى"، وهو للكاتبة الألمانية كاتارينا مومزن، وترجمة د. عدنان عباس على، وهو الكتاب الذى سيكون معتمَدنا عليه فى الفقرات التالية التى سنخصصها لإلقاء نظرة سريعة على موضوع المقارنة بين جوته والأدب العربى والفكر الإسلامى بوجه عام، وتأثره بالقرآن وشخصية الرسول على سبيل التخصيص.

ويتعرض الكتاب الذى بين أيدينا لاهتمام جوته بالثقافة العربية والإسلامية وبما وضعه المستشرقون من دراسات عنها واستيحائه بعضا من عبارات الشعر الجاهلى وموضوعاته وأساليبه الفنية، وبخاصة فى المعلقات، التى أشاد بها فى تعليقاته وبحوثه، وكذلك تأثره الغلاب بالقرآن الكريم وروحانيته وعقائده، وبخاصة عقيدة التوحيد والقضاء والقدر وإسلام النفس لمشيئة الله، ونفوره من عقيدة الصلب والفداء النصرانية جَرّاء ذلك، وترديده أسماء الله الحسنى فى الديوان الشرقى، وإعجابه بالشاعر المسلم حافظ الشيرازى.

وسوف أتريث قليلا عند تأثره الشديد بالقرآن المجيد وشخصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وهو ما خصصتْ له المؤلفة الفصل الثانى من كتابها هذا.

تقول الكاتبة إن "علاقة جوته بالإسلام وبنبيه محمد... ظاهرة من أكثر الظواهر مدعاة للدهشة فى حياة الشاعر، فكل الشواهد تدل على أنه كان فى أعماق وجدانه شديد الاهتمام بالإسلام، وأن معرفته بالقرآن الكريم كانت، بعد معرفته بالكتاب المقدس، أوثق من معرفته بأى كتاب من كتب الديانات الأخرى.

ولم يقتصر اهتمامه بالإسلام وتعاطفه معه على مرحلة معينة من حياته، بل كان ظاهرة تميزت بها كل مراحل عمره الطويل. فقد نظَم، وهو فى الثالثة والعشرين من عمره، قصيدة رائعة أشاد فيها بالنبى محمد صلى الله عليه وسلم، وحينما بلغ السبعين من عمره أعلن على الملإ أنه يعتزم أن "يحتفل فى خشوع بتلك الليلة المقدسة التى أُنْزِل فيها القرآن على النبى".

وبين هاتين المرحلتين امتدت حياة طويلة أعرب الشاعر خلالها بشتى الطرق عن احترامه وإجلاله للإسلام. وهذا ما نجده قبل كل شىء فى ذلك الكتاب الذى يُعَدّ، إلى جانب "فاوست"، من أهم وصاياه الأدبية للأجيال، ونقصد به "الديوان الشرقى للمؤلف الغربى".

بل إن دهشتنا لتزداد عندما نقرأ العبارة التى كتبها فى إعلانه عن صدور هذا الديوان وقال فيها إنه هو نفسه "لا يكره أن يقال عنه إنه مسلم"..." (ص 177).
==
==================================================
الايتام ماشريع العظماء ..تعرف على السر هنا؟؟؟؟



فيديوهات تشرح العلاقة بين اليتم والعبقرية.." نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية.....النظرية البوزيترونية "...


http://www.youtube.com/channel/UCHE03RH2wntdVG1beTS4YYg