ضاق الفضا والأفق من أوزاره
واعتلَّتِ الأرضون من أقذاره
لا الناس منه بسالمين من الأذى
طراً ولا حتى التي في داره
إن راح ينطق فاللسان بذيئةٌ
أو راح يصمت لُفَّ في أطماره
مثل الغراب متى يصيح نعيقه
يؤذي وتلقى الدودَ في منقاره
يهوى المزابل والربوع فسيحةٌ
والروض فاح العطر من أزهاره
كن ما استطعت من السفيه بمعزلٍ
واهجره كيلا يصطليك بناره
إن السفيه وإن تجمل ساقطٌ
حط الخنا والفحش من مقداره
ليس الجمال بحلةٍ نزهو بها
أو منصبٍ أو رافلٍ بإزاره
إنَّ الجمال مناقبُ المرء التي
تسمو به وتزيد من أنواره
حسبي من الخُلُق الكريم سجيةٌ
كالصبح لاح على الدُّنا بوقاره
يهدي الوجود من الضياء أساوراً
بيضاء كالتقوى لدى أنصاره
من يزرع المعروف يحصد خيره
فاحرص وكن يا صاح من بُذَّاره
واحسنْ وإن لم تلق غير إساءةٍ
من جاهلٍ ودماك في أظفاره
واضحكْ وإن ألفيتَ دهرك عابساً
تلبس بهاء الغصن في جُلْناره