الموضوع: كشكول منابر
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-15-2020, 08:54 AM
المشاركة 2730
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: كشكول منابر


قصة بعنوان : ( الإخوة الأعداء )

يقول أحدهم أنا و أخي كنا أعداء في صغرنا حتى عندما كبرنا كانت الوالدة رحمها الله تقول يا أبنائي أنتم اخوان مالكم غير بعض، و مهما وقف معكم الناس هم ناس يا ابنائي.
و الوالد رحمه الله كان دائما غير راض عنا ولا يتكلم معنا و كلامه معنا رسمي جدا..
و السبب عداوتي انا و اخي
وكان دائما يقول للوالدة الله يهديهم..
وسوف يأتي اليوم الذي يعرفون فيه قيمة بعضهم و يتذكرون كلامنا ؛ أن الاخ مايعوض و عندما يتألم أحدهم يقول اخ ولا يقول صاحبي او صديقي.

مرت الأيام و تزوجنا أنا و أخي و زادت عداوتنا حتى عندما تجتمع زوجاتنا في بيت ابي تحدث المشاكل .

أمي و أبي احتاروا معنا كثيرا و كانا يخافا أنهم إذا وقفوا إلى جانب أحد منا يغضب الآخر و استمر بنا الحال على هذه الحالة.

ماتت امي و بعدها أبي بخمس سنين وقمنا ببيع أملاك ابي و كل منا أخذ حقه و لم يعد يعرف شيئاً عن الاخر، كبر أولادنا و لا أحد فيهم يعرف الثاني.

و في يوم من الأيام و هنا الطامة الكبرى عملت في الاسهم و خسرت كل أموالي و حالتي أصبحت صعبة جداً.

مرضت بمرض السكري و مع الضغوط اليومية أصابتني جلطة أفقدتني عيني اليمنى من كثرة التفكير في حالتي و في ابنائي لأنني ضيعت كل شي في لحظة طمع .

و في يوم و انا أصلي الفجر بكيت و دعيت ربي و قلت يارب ارحم امي و ابي و ارحم ضعفي و قلة حيلتي و عوضني خير في أبنائي .

وبعد أيام قليلة شاهدت أحد أصدقائي و كان جاراً لنا عندما كنا صغار سلم علي و عرف عني كل شي و بعد أسبوع زارني في بيتي وقال لي أريد منك طلب قلت تفضل قال هذا شيك بمبلغ و قدره ٥٠٠٠٠٠ الف ريال(نصف مليون) ريال ابدأ به حياتك من جديد وعندما يفرجها الله عليك اعتبرها دين.

أخذت الشيك وقمت بعمل مشروع صغير لي و الحمدلله عوضني الله كل الذي فقدته. و في كل يوم اشكر الله وأحمده الف مرة

و في احد الأيام تفاجأت بصديقي يزورني و يقول لي أنا أتيت لك لأمر مهم و لا يحتمل التأجيل قلت له إذا كان عن المال الذي اقترضته منك فإن الله عز وجل قد فرّج عني وعوضني ما فقدته وسوف أسدد لك القرض ، قال الأمر أكبر بكثير قلت ما هي القصة ؟

قال إن الذي أعطاك الفلوس هو أخوك وقال لي يا فلان اسألك بالله هذا سر بيني و بينك لا أستطيع أن أرى أخي محتاج و اتركه في هذه الحالة.
خذ هذا المبلغ و أعطه لأخي و لا تخبره بأنه مني.
و أنا جئتك اليوم حتى تذهب معي لتزور أخاك في المستشفى لأنه الآن بين الحياة و الموت وعلى الأقل إذهب و تسامح أنت و أخوك فأخوك يحبك.

ذهبت مسرعاً إلى المستشفى و دموعي تغسل كل كره السنين لأخي ابن أمي و أبي ، دخلت غرفة الانعاش و شاهدت أخي عليه أجهزة في كل جسمه ، أمسكت يده و قبلت رأسه و قلت له سامحني فتح عيونه و نظر إلي والدمع ينزل من عيونه وضم يده ليدي و شهق أنفاسه الأخيرة .
أخي مات كان ينتظر حضوري مات أخي بين يدي.

وفي كل يوم جمعة اذهب إلى قبره و أبكي و أتذكر كلام أمي يا أولادي أنتم إخوان.

صدقتِ يا أمي لم يقف أحد معي في شدتي إلا أخي ، روحه الطاهرة لم تفارق جسده إلا عندما شاهدني .

الأخ لا يعوض ..
( رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ) ..اللهم احفظ لي أخوتي وأخواتي واجمعنا على الخير في الدنيا والآخرة،،،

واليوم كم نشاهد من قطيعة بين الإخوه بل وحتى الأخوات والأقارب للأسف الشديد ،،، تذكروا ثم تذكّروا أن الدنيا زائله لامحال
قال تعالى :
( سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ).
لم يختّر الله تبارك وتعالى من اﻷقارب لشد العضد إلا اﻷخ.... تأملوها ..!
أخوك وأختك ياقرة العين ،، تحاشى كل مايوتر علاقتكما ،،، ﻷنك لن تجد بالدنيا شخص يشد عضدك كأخيك !