عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-2016, 06:47 PM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
طفولتي ذبلت برمضاء الأسى
وزهورها شوك من الحرمان


بعد مقدمة تقطر ألما كما ورد في البيت الاول السابق والذي اخبرنا فيه الشاعر بان اليتم عنده مثل ثوب منسوج من خيوط الأحزان يكسوه، لكن ليس كما يكسو الثوب العادي الجسد، وانما كما يكسو الليل الدنيا فيلفها بالعتمة والكآبة، وذلك كناية عن شدة كآبة الحال ووطأة اليتم الذي اصابه، ينتقل الشاعر في هذا البيت ليخبرنا بشكل مباشر بأن مثل ذلك الجو الكئيب انما هو نتيجة ليتمه الذي وقع في الطفولة المبكرة كما يوحي البيت.
تلك الطفولة التي يقول الشاعر انها ذبلت كما تذبل الأزهار، ولكن ذبولها جاء كنتيجة لشدة حرارة الأسى الذي اصابه كنتيجة لذلك اليتم، ليس ذلك فقط وانما تلك الطفولة التي كانت أزهارها من الشوك . واذا كانت أزهار تلك الطفولة من الشوك فكيف تكون أشواك تلك الطفولة اذا ؟ ونحن نعرف ان الأزهار تحميها الأشواك فكيف اذا كان الزهر شوكا فأي حال تكون عليه اشواك تلك الطفولة من القساوة والصعوبة ؟! ويذهب الشاعر الي ابعد من ذلك فيحدد ان تلك الأزهار التي هي أشواك اصلا ليست كالأزهار وانما هي مصنوعة من الحرمان .
وهنا أيضاً يبث الشاعر الحياة في شعره من خلال جعل الطفولة وكأنها نبتة او أزهار تذبل وهو ما يجعل هذا البيت بليغ وبالغ التأثير، كما ويجعل سبب الذبول هو شدة الحرارة او الالم المنبعث من الأسى الذي اصابه كنتيجة لذلك اليتم .

اذا نجد هنا ان الشاعر يصف لنا طفولة مريرة ويشبهها بالازهار التي ذبلت من شدة مرارة الحياة التي عاشها بعد ان إصابته مصيبة اليتم فكان الأسى والحرمان هما العنوان لتلك الحياة.
ونجد ان هذا البيت لا يقل بلاغة عن سابقه، ويرسم لنا صورة مأساوية لطفولة ذلك الشاعر اليتيم.


*