عرض مشاركة واحدة
قديم 03-03-2018, 08:08 AM
المشاركة 5
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

كلُ مافي الأمرِ
========
حسام الدين بهي الدين ريشو
===============
كلُ مافي الأمر
أني أدين له
بهذي القصيدة .

رأيتهُ بالمدى الممتد
والعابرون رصيف الظل
أو وهجَ الشمس
أشكالٌ وألوانُ

يواجه زئير الريح
وتقلبات الفصول بالسكون
لا ينحني لها
كما تنحني الغصون

مسجون
في خارطة المكان
بلا سجن ولا سجان

كأنه يؤرخُ للأحداث
للأيامِ
لتقلبات الزمان

فإذا جاءهُ الليل
يختال بعباءةِ الظلام
تجلى
من شريانه نور
يشاكس الدجى والديجور
كي لايفترش الطريق
أو الميدان

هو والليل شاهدان
يرقبان
بين آن وأحيانٍ
بلا أي انفعال
فتى وفتاة بالجوار
يتناجيان
عن الرغبة المؤجلة
يتهامسان
بشفاه ظمأى لقبلة
دافئة
يحلمان بفاكهة الغنج
واللذة المحرمة
يتوجسان
سهام النظرات العابرة
وهي تهتك
تضاريس الصدر النافر
كالطوفان .

هو والليل شاهدان
يرقبان
لصين يتآمران
عن صيد ثمين
في يد الإمكان
وحين يسمعان
كلبا الحراسة والنباحُ
يطعن خاصرة الليل
بالنصال
يقول المولود أولا
لاتخف
فالتواطؤ يخدر الضمير
إنهما صديقان

هو والليل شاهدان
يرقبان
فتيان يدخنان
يتلفتان لليمين وللشمال
كالفئران
يتبادلان أقراصا
" يسهرُ العاطلون جراها ويختصموا "
ثم على عجل يغادران .

بينما طفل
في الشرفة المقابلة
تركاه أبواه
وأغلقا عليه الباب
يلعب بالكرة
ويغني
" أنت التى في خاطري
وفي دمي "
ياساحرة الأكوان .

محايد دائما
لاقدرة له
على الصراخ أو الكلام
أو لعله
متخلق بفضيلة الكتمان

كل مافي الأمر
أوحى إليَّ نبض القصيدةِ
ثم وَقَّعَ
على صفحة الذاكرةِ
عمودُ الإنارة بالميدان !!

كل ما في الأمر أن هذا الصامت المحايد الموسوم بالكتمان
ليس له عليك حق أبداً أن تذكره لا بقصيدة ولا بكلمة حتى
لأن استخدم أضعف الإيمان في كل المواقف
وكان الأجدى به أن يخرج عن صمته
أقلها .. ينهى عن منكر رآه
فكل ما رأته عيناه منكر مزعج مؤلم مدعاة للصراخ
وأنا شخصياً لا أحب الحياد .. إما نعم وإما لا
بوح رائع يا أخي حسام
تحية