عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-2010, 04:07 AM
المشاركة 24
حسن الشيخ ناصر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: نصوص بأقلام رواد منبر قصيدة النثر هام جدا


إلى روح الصديق الشاعر الكبير

محمد عفيفى مطر / علي محمود عبيد

دخلتَ من النهر باب الهويسِ
إلى البحر
حتى ارتقيتَ
إلى سدةِ الشِّعرِ
لكن من حال َدونَ ارْتقائكَ عرش الغناءِ
كثيرونَ هم
تولوا حصارَكَ
حتى تفيضَ على الدُّنيا
عذبَ الكلامِ الصعيبِ الصعيبِ
ورغم الحصار الشديد الشديدِ
يفوز الجواد الجموحُ
ويحصدُ كلَّ الجوائزَ
من أوَّل السعفتينِ
إلى الرافدينِ
ومن أول شيخ العويس
إلى آخر العصرِ

كنتَ جريئاً
أخذتَ من الشمس مصباحها
ومنَ الليلِ ذاك الحذاء النحاسىَّ
حتى تطوفَ البلاد َ
تصحِّى الجوانح فوق الرَّصيفِ
على حافةِ النفسِ
خوفَ الإدانةِ

تمشى وتكبرُ..تكبرُ
شيئاً ..فشيئاً
إلى أن ولَدتَ
( أنتَ واحدها)
فأظهرتَ زيفَ الذينَ تولوا
أمرَ بيْعِ الأمانى كلاماً لنا
خانوا الأمانات ِ
أطفأوا الشمس
تولواقيدنا من شوشة الرأس
إلى أخمص المستحيل
فحريتنا قادمةٌ ..قادمه
حتى ولو تعوَّد القيدُ معصمَنا
لا نريمُ.

وألقتْ عليك القبضَ
ألقوك فى ليل (لاظوغلى)
لا يستبينَ الليلَ من النهار ِ
إلّ مع تثويبِ مطلع الفجرِ

أوسعوكَ كهربة ياأخى
وجسدك الهشُّ يئنُّ
تحتَ السياطِ
وعينك أيها الشاعر
تصوب بصرا ليس يطرف
فوق مومياواتنا المتوحشةِ
تنهال عليكَ
من كلِّ حدبٍ وصوْبْ
تلتهم من وُلِدَفى مصرَ
وغنّى لها
آآآهْ
لكنَّ غناءك
نفد إلينا من عقبِ زنزانتِكَ
غضاً طريّا..

والآنَ يا صاحبى
ياعفيفى مطر
( كما كان يحلو لى أن أناديك)
تحررتَ من آسريك
تحررتَ من الجلاّدِ
من مبغضيكَ

تحررت ممن تركوأ
كبدك المتليّفَ يأكل جسدكَ
ولو كنتَ لاعب َكرةٍِ
أو بهلواناً
أو راقصةً
لعالجوك فى الخارج
على نفقةِ الدولةِ
لكنّ قضاء الله نفذ

الآنَ لن يطولوكَ أبداً
ورغم ماصنعوا بكَ
فهم زائلونَ
وأنتَ الذى سيبقى
بما يدهشُ الأجيالَ الطالعةَ
من عباءتكَ
كما تنباْتَ.

وداعا صاحبى
وإلى الملتقى.


1/7/2010م