كيف الأماني تُرجّى دون تضحيةٍ
كيف الأماني تُرجّى دون تضحيةٍ
الصبحُ آتٍ ولو طالَ الدجى دَهَرا = وخبّأ الغيمُ عنه النجمَ والقمَرا
وأيقنَ القلبُ أنّ الفجرَ من جزعٍ = نأى عن الليلِ حتّى باتَ مُستترا
يا ساهدُ انْهضْ فهذي الشمسُ قد بزغتْ = والضوءُ لاحَ وصوتُ الطيرِ قد جهَرا
وانْزعْ من الروحِ قبل الفجرِ شرنقةً = ألبسْتها منْ ظنونِ اليأسِ مُقتدرا
واجْعلْ من الليلِ محْراباً تلوذُ به = باللهِ منْ كلِّ شرٍّ دامَ واسْتعَرا
ما دام يسرٌ وإنْ قامتْ ركائزُه = أو دامَ عسرٌ وإنْ للصبرِ قد دحَرا
للمؤمنِ الصبرُ لو يُبْلى بمعضلةٍ = يمدّه اللهُ روحاً كلّما احْتُضِرا
كيف الأماني تُرجّى دون تضحيةٍ = والأرضُ والبحرُ ضمّا الماسَ والدرَرا
معنى الحياة هو الآمالُ لو فُقدتْ = فالمرءُ يفنى بسُمّ اليأسِ منتحِرا
ما أطهر القلبَ إذْ في الدين وازعُه = للعبد ِواقٍ ولو في سرّه اخْتُبَرا
داعي التقدّمِ قال الدينُ مُنكفئٌ= بالجهلِ يبني ظلاماً حيثما انْتشَرا
لا يصلح الدينُ، قد نادوا، لمجتمعٍ = بالعلمِ قامَ وبالحرِّيّة ازْدهَرا
للخلقِ صاغوا قوانيناً بما اعتقدوا = فكان جوهرهُا للعدلِ مُفتقرا
تعلو المصالحُ ناموساً إذا رغبوا = حتّى استباحوا بها الأخلاقَ والبشَرا
حرّيّة الفسقِ والأهواءِ قد نشروا = واستعبدوا الرأيَ والإنسانَ والقدَرا
بالعلمِ قد أزْهقوا الأرواحَ واقتتلوا = وأفسدوا البرّ ذا والبحرَ والجُزُرا
جعلوا التدينَ عذراً كلّما سقطوا = والعيبُ فيهم وفي أفكارهم نخَرا
حرّيّةُ العقلِ والإنسانِ قد ضُمنتْ = في الدينِ ، والفعلُ بالإصلاحِ قد حُصِرا
مَن بات مدّعِياً بالدين منقصةً = يوقظْ بنورِ كمالِ الدين مُنبهِرا
ومَنْ يفتّشْ بدين الله عن خللٍ = يرْجعْ حسيراً وبالخُفّينِ مُنكسِرا
التعديل الأخير تم بواسطة ثريا نبوي ; 03-08-2021 الساعة 09:09 AM
سبب آخر: بناءً على طلب الشاعر مع قليلٍ من التعديلات فيما أرفقه لعله يهتدي إليها