الموضوع: تفاصيل Details
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
2

المشاهدات
4309
 
أحمد النجار
مُـجـرّدُ إنسَـان

أحمد النجار is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
170

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Jun 2007

الاقامة

رقم العضوية
3671
08-20-2012, 01:23 PM
المشاركة 1
08-20-2012, 01:23 PM
المشاركة 1
افتراضي تفاصيل Details

تسوقُنا الحياةُ - قَسراً - نحو رِحلَةٍ نَقطَعُ فيها أراضٍ مجُهولَةٍ لانَكادُ نَعرِفُ عَنها شيئاً .. أي شيء .. !!
ولانَعلَمُ أسعيدَةٌ ستكونُ تِلكَ الرِحلَةُ أم ستكونُ مُثخَنَةً بالجرَاحِ والحُزنِ والألم ؟!!
مُذ عَرِفْتُ نَفسي وأنا أخافُ من المجهولِ حتى وإن كانَ هذا المجهولُ سيحمِلُ لي بينَ طياتهِ سَعادَةً وفَرَحاً , أخافُ أن أحمِلَ عصا التفاؤلِ وأرحَلَ قاطِعاً أرضَ الأمَلِ نَحو مَجهولٍ قد يحمِلُ لي فَرحةً تكسو حياتي كُلَها وتهبني الشمسَ في كَفٍ والقمَرَ في الأُخرى .. جَداً أخاف !!!
أذكرُ أنني وفي وَقتٍ مَضى كُانَ يحلو لي أن أسألَ الكَثيرَ ممن حولي هذا السؤال :
لو أن هناكَ في أرضٍ ما ثُقبٌ ما وأخبركَ أحدٌ ما أن مافي هذا الثقبِ مَجهولاً فلو أدخَلتَ يَدَكَ فيهِ قَد تَجِدُ جوهرَةً ثَمينَةً أو صَكاً ( شيكاً ) بمبلَغٍ ضَخمٍ من المال لحامِله أو تَجِدُ فراغاً يُشبِهُ ذاكَ الذي يُخلِفَهُ رَحيلُ حبيبٍ في حياةِ حَبيبهِ أو قَد تَجِدُ يَدَكَ نابا أفعى فتودِعُ فيها سُماً يَجعَلُ مِنْ الثُقبِ آخِرَ ماتراهُ عيناك .. , لو كَأنَ هُناكَ مِثلُ هذا الثُقبِ بمثلِ هذهِ الاحتمالاتِ المُتناقَضةِ أتقبَلُ السَفَرَ في رِحلَةٍ نحو المَجهولِ حتى ولو كانَ هذا المجهول أفعى لايعرِفُ فَحيحُها إلا لُغَة الموت وتُدخِلُ يَدَكَ في الثُقب ؟
كان هناكَ الكَثيرُ من الاجاباتِ , ولم تَكُن لي - في أي عُمرٍ لي - إلا إجابةً واحِدَةً بأن أضُمُ يدي إلى جَنَاحي لتَخرُجَ فارِغَةً مِنْ غَير سوء لالأني أخافُ الموتَ ولَكني أخافُ المجهولَ , فالموتُ في بَعضِ الأحيانِ قَد لايكونُ أبشَعَ النهايات ..
كفى بكَ داءً أنْ ترَى الموْتَ شافِيَا *** وَحَسْبُ المَنَايَا أنْ يكُنّ أمانِيَا !!!
الموت حَق وكِلنا ذايقِنه *** مِير البلا مِنْ ذاق موتٍ ولامات !!!

وشاءَ اللهُ بحَكمَتِهِ أن لاينفَكُ كَتفي يحمِلُ عصواتِ الترحالِ واحَدةً تلو الأخرى أضرِبُ أكبادَ البَحثِ في رَحَلاتِ التفاصيلِ المُنهِكَةَ ..!!!
كُلُ رِحلَةٍ خُضتَها كنتُ أُسيّرُ - وفي نَفسِ الوَقتِ - رِحَلَةً في أَرضِ تَفاصيلي لأجِدَ في ثنايا أحمَدَ الكثيرَ مِنْ التفاصيلِ السوداء والبيضاء والرمادِيةَ فأعجَبُ كيفَ نبتتْ كُلُ تِلَكَ التفاصيلِ على أرضي ؟!!!
كُلُ تَفصيلَةٍ أحاوِلُ - جاهِداً - أن أعرِفَ الكَفَ التي استطاعتْ اختراقَ سياجِ أرضي الأمَني ولم تَكتفِ بِذَلِكَ بل وحَرثتْ مَشاعِري ورَمَتْ فِيهِ بِذرَةَ تَفصيلَةٍ سوداء وسقتَها بماء الجَرحِ والألم والحُزنِ حتى نمت تَفصيلَةٌ بَغيضةٌ ثمرها كرؤوس الشياطين !! أو تِلكَ الكَفُ التي لامستْ بالحُنانِ أرضي ووضعَتْ فيها بالحُبِ بِذرَةً بيضاء وسقتها بمَطَرِ الفرَحَةِ وماء السَعَادَةِ فهتزت أرضي وربَتْ وانبتتْ مِن كل تَفصيلَةٍ بيضاء ثَمراً بَهيجاً ..
تِلكَ الأكُفُ موقِفاً ما , تَجرِبةً ما , نزفاً أو جَرحاً ما , وبعضُها كانت كَفاً أصابِعُها الحروفُ لأنها كانت مَجَرَدُ كَلمِةً ما ..!!!
بَعضُ البذورِ نمتْ وازهَرتْ سوداء كانت أو بيضاء فلستُ ملاكاً ولم أكَنُ في يومٍ شيطاناً ..
وبَعضُ البذورِ ماتتْ في مَهدِها فكانَتْ تفاصيلَ رمادِيةَ لاهي بيضاء تسرُ الناظرين ولا هي سوداء يندى لها الجَبينُ ..
أنا مُفعَمٌ بالتفاصيل ..
كُلُ تَفصيلَةٍ بيضاء كُنتُ ألتَقي بِها في رَحلاتِ التفاصيلِ في أراضي البَعضِ المُتعَددةَ كُنتُ أحاوِلُ - جاهِداً - تحويطها والقضاء على أي حَشرَةِ جَرحٍ قَديمٍ وموقفٍ أليمٍ تتغذى عليها فتضرها وتُضعِفها وتؤذيها وأحاوِلُ إعادةَ زراعَتِها في أماكِنَ مُختَلِفةً في الأرضِ التي أسافِرُ فيها .. ثم يَنتَهي بيَّ المَطافُ إلى محاولَةِ زَرعِها في أرضيَّ أنا ..
كلُ تَفصيلَةٍ سوداء كُنتُ أحاولُ - جاهِداً - اقتلاِعَها ماستطعتُ إلى ذَلِكَ سَبيلاً أو - عَلى الأقَلِ - كُنتُ أُعينُ صاحَبَ الأرَضِ عَلى وضعِ لجامٍ لها يُسيطِرُ عَليها ويكبَحُ جِماحها بَعضَ الشيء ... , وكَنتُ ألتَمِسُ العُذرَ لَهُ فِيها وأعَامِلَهُ مُعامَلةَ من يسيرُ في الزِحامِ فيرتَطِمُ بِهُ شَخصٌ ما من الخلفِ بقوةٍ فيلتَفِتُ غاضباً حانقاً على ذَلِكَ المُرتَطِم فيجِدهُ فاقِداً للبَصَرِ فيستَحيلُ غَضبَهُ إلى تَعاطُفٍ وشَفَقَةً وحِنقَهُ إلى لومٍ بالغٍ لنفسِهِ وكأنَهُ هو مَنْ ارتَطَمَ بالبصيرِ لاالعَكس !!!
وأحاوِلُ أن أُسيَّرَ رَحلَةً إلى أرضي حامِلاً معي صورَةً طِبقَ الأصلِ لهذه التفصيلَةِ السوداء لعليّ إجِدُها في بُقعَةٍ ما من أرضي المُمتدَة الشاسِعةَ وأصنَعُ مَعها ماصَنَعتَهُ مع التفصيلةِ السوداءَ الأصلية وأعتَرِفُ أن قَبضَتي تَزدَحِمُ بألجِمَةٍ في نهايتها تَقبَعُ تفاصيلٌ سوداء تتفلَتُ مَني أحياناً فأحاولُ رَدعَها حتى يجرَحُ اللِجامُ كفي وقليلٌ مِنها تنجَحُ في قَطعِ لجامَها وتدوسُ قلبي أولاً قَبلَ أن تدوسَ أي شيء آخر .. , مِنْ أجلِ هذا توسلَتُ لأحَدهِم يوماً فقلتُ لَه : أرجوك توقفْ عَن إثارَة غَضبي فبداخلي وَحشٌ تَخدَرَ مِعصمَي من محاولَةِ رَدعهِ عَن الخروج ...!!!
(( مُشكَلتي الوحيدَةُ أنني لم أستطِع إلتماسَ عُذرٍ لنفسي وكأن الشخصَ البَصيرَ كأنَ وقِفاً وهرولتُ نَحوهُ مُتعَمِداً وارتطمتُ بِهِ ... !!! ))وكلُ تَفصيلَةِ رَمادية كَنتُ أتجاهلها - في كَثيرٍ من الأحيان - فالمَنطَقِةُ الرَمادَيةُ هي مَنطِقَةٌ صحية جِداً تمتدُ مساحتها وتتناقص وتنتِقلُ بعضُ التفصيلاتِ منها إلى المَنطَقة السوداء أو مِنها إلى المنطقة البيضاء ..
.
.
.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

على قَبرِ الحُبِ شاهِدٌ مَكتوبٌ عَليهِ :
لاجِدالَ في الحُبِ , فإياكَ أن تُجادِلَ حَبيباً .. , فحتى لو كَسبِتَ قضيتَكَ بالجِدالِ فستكونُ كالطبيبِ الذي أجرى عَمليةً ناجِحَةً لمريضٍ ولكِنَ المَريضَ مات !!!
أحمد النجار
.
.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
Advice
It is not what you say , it is how you say it .

.
.

بَعضُ الكَلماتِ تقولُ العَرَبُ عَنها : غارِقَةٌ في التَنكيرِ فلن تُصبِحَ مَعرِفَةً ولو أضفنا لها مليار ( أل) تَعريف ..