عرض مشاركة واحدة
قديم 08-23-2010, 06:00 AM
المشاركة 8
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أيـن بغداد عنا ؟!




[GASIDA="type=0 bkcolor=#000066 color=#FFFFFF font="bold large 'Times New Roman', Times, serif""]يا شذا المجدِ في تُخُوم العراقِ=يا بواكيرَ ذكرياتِ التَّلاقي
يا نخيلاً ما زال يُنْتِجُ تَمْراً=ويُرينا بَشاشةَ الإِعذاقِ
يا خَيولاً يحدِّث الرَّكْضُ عنها=بسباقٍ يَزُفُّ بُشْرَى سباقِ
يا فُراتاً، به تُرَوَّى المعالي=ويُغنِّي بمائه كُلُّ ساقِ
يا تَراتيلَ دِجْلَةِ الخير ، لمَّا=سمع النَّهرُ هَمْهماتِ السَّواقي
يا غصوناً،لمَّا انجلى الليلُ عنها=علَّمتْ مَنْ يُحبُّ معنىَ العناق
جادها الغيثُ ، فاستجاب ثَراها=وتَغنَّى بخُضْرةِ الأَوراقِ
يا شذا المجد،أنتَ ما زلتَ تَسري=في شرايين مُدْنَفٍ مُشتاقِ
تُنعش القلبَ في مساءٍ حزينٍ=يلبس البدرُ فيه ثَوْبَ المُحاَقِ
يا شُموخَ ابنِ حنْبلٍ،حين أعطى=مثلاً للوفاءِ بالميثاقِ
يا ابتسامَ الرَّشيد ، حين رآها=وهي تَنْأى شديدةَ الإبراقِ
أمطري يا سحابةَ الخير أَنَّى=شئتِ ، جُودي بغيثكِ الدَّفَّاق
فسيأتي إليَ منكِ خَراجٌ=من عطاءاتِ ربِّنا الرَّزَّاقِ
يا شذا المجد ، أينَ بغدادُ عنَّا=ما لها استسلمتْ لطول الفراقِ؟
ما لها سافرتْ وراءِ سرابٍ=ما سقاها إلا سمومَ النِّفاقِ؟
أين بغدادُناَ ، لماذا تلظَّى=بين أحشائها لهيبُ الشِّقاقِ؟
ولماذا أضلَّها الوَهْمُ حتى=أسلمتْها يداه للإِخفاقِ؟
يا بقلبي تلكَ المَغاني ، أَراها=تتلوَّى من قَسْوةِ الإحراقِ
يا بقلبي وجهَ المروءاتِ أمسى=كالحاً من تسلُّطِ الفُسَّاقِ
يا بقلبي صوتَ الحقيقةِ لمَّا=ضاع منَّا في ضَجَّة الأبواقِ
يا شذا المجد،عين بغدادَ تبكي=يا بقلبي مدامعَ الأحداقِ
آه يا دارة الرشيد ، رأينا=كيف تسطو قبيحةُ الأشداق
ورأينا الصِّراعَ ، بين طُغاةٍ=فيكِ ، لا يُؤمنون بالإشفاقِ
كَبُرَ الجرحُ يا حبيبةُ حتىَ=أصبح الدمعُ حائراً في المآقي
ما استطعْنا سيراً ، لأنَّا حُفاَة=ولأنَّ الرؤوسَ في إطراقِ
ولأنَّ الإعصارَ هَبَّ علينا=وبقاياَ الخيام دُوْنَ رِواَقِ
ولأنَّا عن نَبْعِنا قد شُغِلنا=بسراب المَجاهلِ الرَّقْراقِ
يا شذا المجدِ،عينُ بغداد تبكي=وتعاني من شدَّةِ الإرهاقِ
أين راياتُ خالدٍ ، والمثنَّى=أينَ إشراقةُ الصَّباحِ العراقي؟
أين فَتْحُ الفتوحِ يومَ رسمنا=لخيول الإيمانِ دَرْبَ انطلاقِ؟
حين سُقْنا قوافلَ الخير، سُقْنا=للبرايا مكارمَ الأخلاقِ
ومددْنا لهم جسورَ التَّآخي=وفتحنا منافذَ الآفاقِ
هكذا يا عراقُ ، واراكَ عنَّا=في وحولِ الرَّدَى جُنونُ الرِّفاقِ
فتحوا الباب للجراثيم حتَّى=صِرْتَ تَشكو من"حَصْبَة ٍ"وحُمَاَقٍ
قدَّسواالوهم،وامتطواكلَّ ظهر=غير ظهر الخشوعِ للخلاَّق
لكأني أرَى " حلَبْجة" تسقي=عطش الظُّلْمِ بالدَّمِ المُهْراقِ
هكذَا يا عراقُ صِرْتَ حبيباً=بينَ باغٍ ومُلْحدٍ أَفَّاقِ
في خِضمِّ القصفِ العنيف،رأينا=كيف تبدو حضارةُ الأَطباقِ
ورأينا حضارةَ القومِ عُنْفاً=تتلقَّى الأَرواحَ بالإِزْهاقِ
تَهْدم الدارَ، تقتلُ الطفلَ، ترمي=بشظايا أحقادها مَنْ تُلاقي
لمَّعَتْ وجهَها الدَّعاوىَ ، ولكنْ=مالها عند ربِّنا مِنْ خَلاَقِ
يا شذا المجد في عراقِ الأَماني=والمنايا ، والوَرْدِ والحُرَّاق
يا شذا المجد في عراق التَّجلِّي=والتَّخلّيِ ، والخِصْبِ والإملاقِ
طوَّقَتْ أمتي الحوادثُ ، حتّى=أصبحتْ تشتكي من الأطواقِ
ما يَئِسْناَ-واللهِ-إناَّ لنرجو=فَرَجَ اللهِ ، بعدَ هذا الخِنَاقِ
ما يئسْناَ ، فإِنَّ طَعْم المآسي=في سبيل الرحمنِ ،حَلْوُ المذاقِ
سوف تفنى حجَافلُ الظُّلمِ مهما=أحكمتْ غُلَّها على الأَعناقِ
يدّعي المُدَّعونَ،والحقُّ شَمْسٌ=تُلْجِمُ المُدَّعينَ بالإشْراقِ[/GASIDA]