رثاء أم ..... (1)
آخرُ محاولاتكِ لتكتبيني خالداً
كانت فاشلةً تماماً يا أمي
لم توفَّقي .. لكنك ما جانبت الصواب
لم تخالفك الحكمة .. أصبتِ عينها بمهارة
لا شك أنَّ مخاضك العسير ورقتك الملائكية
وضعفك المفرط في الضعف
اشتركوا في نسيج بردة حكمتك السامية
آلامك أحسُّها
دموعك الطاهرة لا تزال تغسل جبيني
كل صباح وتعمِّده بماءِ الورد
لا زلت أتنفس شذى أنفاسك
الحبل السريُّ بين صدركِ وصدري لم ينقطع يوماً
أين أنت يا سيدتي ؟؟
أين غيَّبك الموت ؟؟
طبيعيٌّ أن تستريح النجوم في التراب بعد طول الترحال
خلودها أن ينطفئَ نورها
لتشرعَ نوافذَ الوجود على المزيد من الضياء
(ليسعدَ دودُ الأرض بجسدك كما أسعدتِني في حياتي)*
عندها ستحيا البذور المَواتُ
لتزهرَ براعم الورد
ويلتقط النحل أنفاسَه
ذلك هو سرُّ الموت
ورحيق الحياة
* هذه الصورة وردت في إحدى رسائل ستالين إلى أمه
25-11-2009