البارحة ، استيقظت من منامي ،عندما سمعت شخصاً يناديني باسمي ويقول: تهيأ للرحيل ولنغادر في هدوء إلى مكان بعيد لنمشي حيث الآمال والأمان
لا سلوى هنا في ارض لا تعرف الطرائد من الوحوش
نظرت حولي فرأيت مخلوقاً مخيفاً مقوس الظهر طويل العنق رأسه دائري خالياً من العيون ، له خرطوم ، و فم واسع مليء بالأسنان ، يحمل جسده الذي يشبه البرميل قوائم ست تشبه أعواد القصب ترافقه دواب مجنحه رؤوسها رؤوس ذئاب وضباع
اقترب مني وقال :لا عليك يا عزيزي سأفرد جناحي الذي طويته منذ زمن بعيد ،سأحملك واحلق بك لتعانق المدى
استعذت بالله ، وأخذت أتمتم ببعض الآيات فاختفى
فتساءلت أمعقول هذا حلم ؟!
ظللت لأكثر من ساعة مستيقظا اخرج من الغرفة ثم أعود إليها مرددا :أحلام أضغاث أحلام
وأخيرا عد ت لمخدعي ووضعت راسي وإذا النجوم تتطاير من حولي وتضرب بعضها ، وتتحول إلى سراب
انتفض قلبي واخذ يهز بدني
حاولت جاهدا النهوض لكن لم استطع
ووسط هذا الصراع ، سمعت صوت لا اعلم اهو من الأرض –أم من السماء يردد:
آلا أيها الغريب في داخلي
هل تناسيت ماضياً بالأمس
وحبال فُتلت طويت بها عنقي
لقد توغل وتعمق سُمك القديم
نمت أنت وعيناي لم تنم
عرفت صاحب الصوت رأيته انه ذلك المخلوق القبيح يتنقل بين الفلوات ، و أطراف الشعاب يعارض الريح ماداً خرطومه وكأنه يبحث عن فريسة
هبط فوق سفح جبل عال ومد رأسه
وكشر عن أنيابه ثم عوى مستغيثا
ورأيتني كطالب العسل تحته في علياء فاتحاً شدقي ، يسيل مني اللعاب ، صحت بصوت يشبه الرعد فأمطرت سحابة كانت بالقرب مني ، وانساب ماؤها على الفلاة وبدأ النواح
ليخرج من تحت الثرى أشباه أناس كل منهم يعزي الآخر
فجأة رأيت نفسي امسك خطام ناقة و أسراباً من المسافرين ،ذات أشكال غريبة توافدوا خلفي ،و تزاحموا حولي ، فأصبح المكان صاخبا
أنخت ناقتي وأشعلت ناري وافترشت أرضاً جافة يابسة
وأسدلت ستارة ليلي ورحت في سبات عميق