عرض مشاركة واحدة
قديم 08-18-2010, 04:15 PM
المشاركة 111
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ابن خلدون

هو ابو زيد عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي. ولقبه ولي الدين لقبه بذلك السلطان الظاهر برقوق من سلاطين المماليك في مصر عند عهده اياه بمنصب قاضي قضاة المالكية في مصر سنة 786هـ -1386م، علي ما يذكر المقريزي في ترجمته له.
ولد في تونس غرة رمضان سنة 732 هـ مايس سنة 1332 م في دار مازالت عامرة حتي يومنا، تقع في شارع (تربة الباي) من تونس المدينة القديمة، وفيها شب وتعلم، حيث كان ابوه معلمه الاول. ثم اختلف علي العديد من العلماء والمشايخ الذين استقطبتهم تونس من مختلف بلاد المغرب والاندلس بعد ان ساءت احوالهم في تلك البلاد فحفظ عليهم القرآن وجوده بالقراءات السبع- وكذلك بقراءة يعقوب إبن اسحق البصري. وتقف عنهم علوم الشرع من تفسير وحديث وفقه واصول وتوحيد، ودرس علوم اللسان من لغة ونحو وصرف وبلاغة وادب وتاريخ ثم درس المنطق والفلسفة وعلوم الطبيعة والرياضة.
ولقد اظهر في كل اولئك نبوغا اعجب شيوخه ومعلميه
ويذكر -ابن خلدون، اسماء من درس عليهم واخذ عنهم في كتابه (التعريف بابن خلدون) الذي يختتم به كتاب العبر في التاريخ ويترجم بعناية وتفصيل لنفسه ولاثنين من شيوخه. هما محمد بن عبد المهيمن الحضرمي، امام المحدثين والنحاة في المغرب، الذي اخذ عنه الحديث والسيرة وعلوم اللغة وابو عبد الله محمد بن ابراهيم الابلي الذي اخذ عـنـه الفلسفة والمنطق والطبيعة.
ومن الكتب التي اثر ابن خلدون ان يقف عندها في تعريفه اللامية في القراءات والرائية في رسم المصحف للشاطبي وكتاب التسهيل في النحو لابن مالك والاغاني لابي الفرج الأصبهاني والمعلقات وكتاب الحماسة للاعلم الشنتمري وديوان ابي تمام وديوان المتنبي والصحاح الست خاصة صحيح مسلم وموطا مالك وكتاب التهذيب للبرادعي ومختصر ابن الحاجب في الفقه والاصول ومختصر سحنون فــي الفقه المالك لابن اسحـق.
ولما بلغ ابن خلدون الثامنة عشرة اجتاح تونس الطاعون فاهلك فيمن اهلك ابويه وجميع من كان ياخذ عنهم العلم، فاستوحش لذلك ورغب في ان يهاجر الي المغرب الاقصي مع من هاجر من العلماء والشيوخ في صحبة السلطان ابي الحسن صاحب دولة بني مرين، الا ان اخاه الاكبر صرفه عن ذلك.
فاقام في تونس ولكن ليعزف عن الدرس الذي لم يبق في تونس من الشيوخ والعلماء من يرغبه فيه بعد هجرة عامتهم مع ابي الحسن، وقرر ان يجرب حظه في الحياة العملية فتطلع الي اعمال الدولة ورغب في مناصبها، متابعا في ذلك سيرة اجداده في توليه امور الدولة والقيام علي خدمة اغراض السلطان
.
وفي اثر خروج السلطان ابي الحسن الي المغرب، زحف الفضل بن السلطان ابي يحيي الحفصي علي تونس لينتزعها من يد بني مرين بعد ان كانوا قد استولوا عليها وقتلوا اباه سنة 748 هـ ولكن لم يلبث الفضل طويلا حتي عزله وزيره ابو محمد بن تافراكـين ليولي مكانه اخاه الاصغر ابا اسحق بن ابي يحيي، وليستبد هو بالملك من دونه.
وفي عهد الوزير هذا تولي ابن خلدون سنة 751 هـ كتابه العلامة للسلطان، وكانت هذه اول وظيفة يتولاها في دولة بني حفص.
ويبدو انها كانت في
حاجة الي نبوغ ابن خلدون في الانشاء والصياغة لتستقيم ديباجته مع موضوع
الامر او المرسوم اللذين يصدران باسم السلطان ولكن لم يكد ابن خلدن ان يستقر في هذه الوظيفة حتي زحف ابو زيد حفيد السلطان ابي يحيي الحفصي، امير قسنطينة علي تونس لينتزعها من يد الوزير الغاصب ابن تافراكين ويعيدها خالصة لبني حفص، ويهرب ابن خلدون الي الجزائر ويستقر في بسكرة ويتزوج هناك نحو عام 754 هـ ولما ولي ابو عنان بن ابي الحسن ملك المغرب الاقصي بعد وفاة ابيه، عمل علي استعادة ما استولي عليه ابوه من يد بني حفص في المغرب الادني وتونس.. وبني عبد الواد في المغرب الاوسط ولما تم ذلك واستقر في تلمسان- قاعدة المغرب الاوسط، سعي له ابن خلدون وجهد في التقرب منه فالحقه هذا ببطانته وعينه عضوا في مجلسه العلمي بفاس وكلفه شهود الصلوات معه سنة 755 هـ ثم رفعه ليكون ضمن كتابه وموقعيه.
وفي فاس عاود ابن خلدون الدرس والاتصال بالشيوخ والعلماء من المغرب وممن وفد عليها من الاندلس، وبلغ من ذلك البغية علي انه ذكر في كتاب (التعريف) وفي الوقت نفسه يتطلع الي المزيد من الحظوة لدي السلطان والرقي في مناصب الدولة.
وقد قاده ذلك التطلع والاشرأباب المحمومين الي الاشتراك في مؤامرة ضد السلطان مع الامير ابي عبد الله محمد الحفصي الذي خلعه السلطان عن بجاية واحتفظ به اسيرا في فاس ولما بلغ ابا عنان خبرهما قبض علي ابن خلدون والامير المخلوع وسجنهما ولم يسمع لهما تضرعا او شفاعة فظلا في السجن ثم اطلق سراح الامير محمد وبقي ابن خلدون في السجن حتي سنة 759 هـ
حيث كتب الي ابي عنان قصيدة طويلة رق لها الامير. ووعد بالافراج عنه وكان يومها في تلمسان ولكن الموت عاجل الاسير فتوفي قبل ان يغادر الي فاس ويفي بوعده في إطلاق سراحه ومما قال في هذه القصيدة:
علي اي حال لليالي اعاتب
واي صروف للزمان اغالب
كفي حزنا اني علي القرب نازح
واني علي دعوي شهودي غائب
واني علي حكم الحوادث نازل
تسالمني طورا وطورا تحارب
سلوتهم الا ادكار معاهد
لها في الليالي الغابرات غرائب
وان نسيم الريح منهم يشوقني
اليهم وتصيبني البروق اللواعب