عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2020, 03:18 PM
المشاركة 1470
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... أَخْنَثُ مِنْ مُصَفِّرِ اسْتِهِ ....

هذا مثل من أمثال الأنصار كانوا يَكيدون به المهاجرين
من بني مَخْزوم ، حكى ذلك ابن جعدبة ، وزعم أنهم
كانوا يعنون بهذا المثل أبا جَهْل بن هشام ، وقد كان
يردع أليتيه بالزعفران لبَرَص كان هناك ، فادّعتِ
الأنصار أنه إنما كان يطليها بالزعفران تَطْييباً لمن كان
يَعْلُوه لأنه كان مَسْتُوها ، قالوا : ولذلك قال فيه عتبة
ابن ربيعة* : سيعلم مُصَفِّرَ استه أينا ينتفخ سَحَرُهُ ،
فدفَعَتْ بنو مَخْزُوم ذلك وقالت : فقد قال قيس بن
زهير لأصحابه يوم الهَبَاءة وهو يريدهم على قَصِّ أثر
حُذَيفة بن بدر : إن حُذَيفة رجل مُخْرَنْفِج ، ولكأني
بالمُصَفِّر اسْتِهِ مستنقعاً في جَفْر الهَبَاءة ، قالوا : فينبغي
أن تحكموا على حذيفة أيضاً أنه كان مَسْتُوها مثفاراً ،
ولم نر أحداً قطُّ قال ذلك ، وقد ضرب أهلُ مكة
المثلَ قبل الإسلام في التخنث برجل آخر من مشركي
قريش لا أحب ذكره ، وزعموا أنه كان مأبونا، ورووا
له هذا الشعر :

يا جَوَارِي الحَيِّ عُدْنَنِيَهْ
حَجَبُوا عنِّي مُعَلِّلِيَهْ

كَيْفَ تَلْحُوني عَلَى رَجُلٍ
لَوْ سَقَاني سمَّ ساعَتِيَهْ

لم أَقُلْ غَيْظَاً جهلت ولا
عندَها فاضَتْ مَدَامِعِيَهْ

لم أقلْ إنّي مَلِلْتُ وَلَا
إنَّ مَنْ أَهْوَاهُ مَلَّنِيَهْ

لو أصابَتْهُ مَنِيَّتُه
شرِقَتْ عَيْنِي بِعَبْرَتِيَهْ

قرّبُوا عُوْدَاً وبَاطِيَةٍ
فبذا أدْرَكْتُ حَاجَتِيَهْ


وقال قوم : إنما هذه كلمة تقال لأصحاب الدَّعة والنّعْمة.


* وفي نسخة " عتبة بن مسعود "