عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-2010, 04:27 AM
المشاركة 16
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
** طيفكَ .. وأربعة وجوه
أُحار أنا في أمرك .. في وجودك المبتور من كفوف حاضري .. ولا أجيد التصفيق بأصابع شُلّ أنينها.. أجل ..لا أجيد الحراك ..
روح أنت تعبث بأرجائي ولا تكف عن السعير .. روح تشرأب بعنقها على سقف الشعور .. روح وتناوش بقية جلد هشة في دمي ..
القلب الراكن يتساوك النبض هزيلا . .ألتفت ومزمار إقراري الملامة . ألتفت رغمآ عني إلى طيفك :
أقبل إلي طفل يعابث ضحكاتي . أقبل وأسنانك تشي ببياض يطل من حدق الشفاه .. أقبل , وتسحبني اللوعة إلى محبرتي لأشي بك ..أصل إلى جداول دغلك .. ونخيل قد تساقط رطبه .. وقصر كان مشيد ليهيم بين السحب ثم أمسى أثر بعد عين..
الغضب أو ما يوازيه من دخان للقهر , ينزلق إلى سرداب عميق من ذاتي .. حيث إنتكاسة للهم تتعاظم وتتمحور على دروب الروح ..حيث هناك أنا بلا ظل ..
الغضب يمسك بتلابيب أمنية بريئة .. كانت تتسكع بروية وتشدو ما هو آت .. يلكمها .. يبعثرها .. يكومها حتى يرديها غائمة بالإحتضار .. ويعود أدراجه إلى جمجمتي ..
الغضب وفراغ يمتصني .. أشعر بخواء في قلبي .. ولم يعد في حدقي سواك .. فاهجرني مليا .. أو تنح عن ذاك الخيال ..
لا أقدر على رتق هذا الشق ...لازال دمي يهرول ملبدآ بملامحك.. يضخك الفؤاد لتنعش أوردتي ...أخالك تلوذ فرارآ كسفينة تكسر المدى وتشرخ وجه البحر ..ك " يا إلهي " تندب شهقتي فتات ألمي ..
من زحمة التعب خرجت بخفقة مائجة بهفوة الآه ...ونهاري الذي خبا بلا لون للتو.. وخطوط القيظ تعمق تجاعيده العابسة .. يستلقي في لحد الزمن ويموت ..
يشق علي هذا الغياب في مدى الهجر ....وكلما وجهتُ شعوري صوب اللامبالاة أجدني أكثر تشبثآ بإستحضارك ..
خمسة وجوه تستبين حين غرة .. طيفك كان يطل من أكتافها ولا ينبس بنظرة ..ينزع صمتك إلى إطلاق زفرة , وبدلآ منها علقت إنكسار على عينيك شديدة الذبول ..
كنت أعد مائدة للكلام وأزينها بباقة بكاء..
وفي دورق اليقظة سكبت ماء الدمع ونسقت الكاسات الحزينة على سطح عيني ..
الوجوه تبعثرت على كراسي الغيم ..
قال أحدها يلطم كرامتي : ها قد حضر الند فما ترين ؟
وأشار آخر لي بنظرة انسلت من يده .. أن تروي ولا تقطفي زهر الندم الآن ..
وتحرك الثالث نحو قلبي وهمس باستجداء : ترفقي .. إنه غائب عن الرشد ..
والرابع لم يحرك ساكنآ , فلم يبق سواك أنت يا منكس الرأس وتذرف أنفاس على وجنة الفراغ كالحمم ..أنت فقط تراوغني من وراء ظهر الألم
أدحجك بتهور: إليك عني .. دعني وشأني ..
تصخب الوجوه وتتوجم .. ويذوي شهيقها مع صوت بعيد يدنو من حواسي ..
صوت يهاتفني بالطهر داعي السكينة هو: حي على الصلاة .. حي على الفلاح ..
المجلس انفض في عيني .. ألملم الوجوه وأجمعها براحتي مع طيفك .. ثم أدسكم تحت وسادتي ..
أنهض لأقف أمام من لا تأخذه سنة ولا نوم ..
أقف وأنا أتلفح بالخشوع .. حتى أستعين به عليك ..
تتابع قادم
تحيتي