عرض مشاركة واحدة
قديم 02-14-2012, 12:44 PM
المشاركة 3
محمد الصاوى السيد
عضو النادي الأدبي بسوهاج
  • غير موجود
افتراضي
تحياتى البيضاء

يُصْغِي إِلَى أُغْنِيَاتِ الْبَرْدِ مُبْتَسِمًا
كَأَنَّهُ قَدْ رَمَى الْعَبْرَاتِ فِي السَّهَرِ

ما أجمل هذا البيت ، والذى يقوم على علاقة نحوية بليغة ذكية فاعلة فى سياقه الجمالى والدلالى ، حيث نتلقى علاقة المضارع " يصغى " وهى العلاقة التى تستحيل ديمومة وتجددا يسيج لوحة البيت كلها

- ثم ولنتأمل علاقة المفعول المضاف " أغنيات البرد " وهى العلاقة التى تقوم على الاستعارة المكنية التى تجسد لنا البرد أمام بصائرنا كيانا حيا يغنى

- والحقيقة أن التخييل هنا يقوم على الإيحاء حيث يستحيل البرد رافضا لجموده وحالة الكمون التى يستحضرها حضوره ، إن البرد هنا فى لوحة البيت يتجلى بردا غير ما نعرف عن البرد

- البرد هنا يلبس معطفه ويقبض أمام بصائرنا على جمرة الغناء ، فيكون حينها هذا التواصل العذب الذى يتجلى فى علاقة المضارعة " يصغى " لتتحقق حالة التواصل والتماهى بين البرد الذى صار حيا شجيا وبين بطل النص المصغى مبتسما فى لوحة البيت

- ثم ولنتأمل الشطرة الثانية والتى تقوم على التشبيه عبر علاقة الجملة الاسمية وهى العلاقة التى تقدم لنا مشهدين مشهد بطل النص فى لوحة البيت مبتسما للبرد الذى يستحيل مغنيا شجيا وبين لوحة ذلك الذى جعل البكاء وراء قلبه ربما من كثرة الأسى والحنين