عرض مشاركة واحدة
قديم 02-22-2011, 10:30 PM
المشاركة 8
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




فلنؤمنْ بحلول الفصل البارد

(ج 1)




وهذه أنا‏


امرأة وحيدة‏


على عتبة الفصل البارد


في بدء إدراك الوجود الملوث بالأرض


ويأس السماء البسيط الحزين‏


وعجز تلك الأيدي الإسمنتية


مضى الزمن‏


مضى الزمن ودقّت الساعة أربع مرات‏


دقت أربع مرات‏


اليوم أول شهر دي- (1)‏


أنا أعرف سرّ الفصول‏


وأفهم كلام اللحظات


المنقذ يرقد في لحده‏


والتراب، التراب المضياف‏


علامة السكينة


مضى الزمن ودقت الساعة أربع مرات‏


تأتي الريح في الزقاق‏


تأتي الريح في الزقاق‏


وأنا أفكر باقتران الزهور‏


وبالبراعم ذات السيقان النحيلة، فقيرة الدم‏


وبهذا الزمن المتعب المسلول‏


والرجل العابر من جنب الأشجار الرطبة‏


الرجل الذي حبال شرايينه الزرق‏


كالأفاعي الميتة، تزحف من طَرَفِيْ حلقومه‏


إلى الأعلى، وبصدغيه الهائجين يكرّر ذلك‏


اللفظَ المدمى:‏


ـ سلاماً‏


ـ سلاماً‏


وأنا أفكر باقتران الزهور


على عتبة الفصل البارد


في محفل عزاء المرايا‏


والحشد المعزي للتجارب باهتة اللون‏


وهذا الغروب اليانع بحكمة الصمت‏


وهذا الذي يعبر هكذا‏


صبوراً وقوراً‏


حائراً‏


كيف يؤمر بالوقوف؟‏


كيف يقال له: أنت لست حياً؟‏


إنه لم يكن حياً أبداً


تأتي الريح في الزقاق‏


غربان العزلة، وحيدة‏


تدور في الحدائق الشائخة الكسلى‏


والسلّم... يا لارتفاعه الحقير


لقد أخذوا معهم كلَّ صفاء القلب‏


إلى قصر الحكايات‏


والآن، مرة أخرى


مرة أخرى كيف ينهض شخص إلى الرقص‏


ويحلّ ضفائر طفولته في الماء الجاري


والتفاحة التي اقتُطِفَتْ في النهاية‏


وشُمّتْ‏


ستدحرجها الأقدام




(1) ذي: الشهر العاشر في السنة الإيرانية ويقابله الكانونان من السنة الميلادية.‏


يتبع

.

.




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)