عرض مشاركة واحدة
قديم 02-22-2011, 09:57 PM
المشاركة 3
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي





قلبي يحترق على الحديقة


(ج 2)


وأختي التي كانت صديقة الزهور‏


وكلمات قلبها الساذجة‏


عندما تضربها أمي


تأخذ الزهور إلى محفلها العطوف الصامت‏


أحياناً تستضيف عائلة الأسماك‏


إلى الشمس والحلوى


بيتها في الجانب الآخر من المدينة‏


هي داخل بيتها الاصطناعي‏


مع أسماكها الحمر الاصطناعية‏


وفي حماية حب زوجها الاصطناعي‏


وتحت أغصان أشجار تفاحها الاصطناعية‏


تغني أغاني اصطناعية‏


وتصنع أطفالاً طبيعيين


كلما جاءت تزورنا‏


تتوسخ أذيال تنورتها من فقر الحديقة‏


تستحم بالكولونيا


هي كلما جاءتنا‏


تكون حبلى


باحة بيتنا منعزلة


باحة بيتنا منعزلة


في كل يوم يأتي من وراء الباب صوت انفجار‏


جميع جيراننا يزرعون في تراب حديقتهم القذائفَ‏


والبنادقَ بدلَ الزهور


جيراننا يغطّون أحواضهم المبلّطة


الأحواض، رغماً عنها


صارتْ مخازن سرية للبارود


وأطفال زقاقنا ملأوا حقائبهم المدرسية‏


قنابلَ صغيرة


باحة بيتنا دائخة


أخاف الزمن الذي أضاع قلبه‏


أخاف التصور العبثيِّ لكل هذه الأيدي‏


أخاف من تجسّم غرابة كل الوجوه


أنا وحيدة‏


مثل تلميذة تعشق درس الهندسة بجنون‏


وأعتقد أن من الممكن أخذ الحديقة إلى المستشفى‏


أعتقد‏


أعتقد‏


أعتقد‏


قلب الحديقة تورم تحت الشمس‏


قلب الحديقة ينزف، بهدوء، ذكرياتٍ خضراء





ترجمة: ناطق عزيز - أحمد عبد الحسين

مخـتارات من كتاب: عمدني بنبيذ الأمواج

الناشر: (اتحاد الكتاب العرب)2000




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)