الموضوع: لحظة غباء ..ق.ق
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
10

المشاهدات
5299
 
رضا الهجرسى
من آل منابر ثقافية

رضا الهجرسى is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
138

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Jun 2013

الاقامة
القاهرة ..مصر

رقم العضوية
12158
06-22-2013, 03:14 PM
المشاركة 1
06-22-2013, 03:14 PM
المشاركة 1
افتراضي لحظة غباء ..ق.ق
لحظة غباء

مد أنامله المرتعشة وفتح دفتره ذات الغلاف الأسود ..
وقع بصره علي التاريخ المسجل في أولي صفحاته ..
قرأ العنوان المكتوب
- الحساب الأول ..كلية الطب ..أم ..كلية التجارة ..
تنفس بعمق وأغمض عينيه ..
تذكر سؤال أبيه له ..
-ماذا قررت ..
أنت تعلم يا بني وضعنا المادي ..نعم نحن مستورون والحمد لله ..ولكن مصاريف الجامعة شئ آخر ..
كلية الطب الذي يؤهلك مجموعك لها تفوق طاقتى ..
طلب من أبيه أن يمهله يوما ليقرر ويجيبه ..
هنا واتته فكرة الدفتر ..
أطلق عليه ..دفتر الحساب ..
أعتبرها في حينها أنها فكرة عبقرية من عبقرى مثله
دون حسابه الأول ..بعد أن دون مصاريف كلية الطب
وسنوات دراستها الطويلة ..ودون مصاريف كلية التجارة وسنواتها الأربع
قرر دخول كلية التجارة ..وطمأن أبيه أن مصاريفه لن تزيد ..
من يومها ودفتره لا يفارقه ..
مد يده المرتجفة وأحضر قلما ودون في نهاية هذه الصفحة
لحظة عبقرية ..
ثم أخذ يقلب في صفحات الدفتر ويشم رائحته العفنة التي أثارت أنفه ..
أعتدل مذعورا حين وقع بصره علي صفحتها المعنونة بإسمها ..
- حساب هند السمرى ..
في غضب تلقائى أطاح بيديه الدفتر علي أرضية الغرفة راجعا بظهره مغمضاعينيه ..
عائدا إلى أقسي كوابيس حياته ..
- لو سمحت ..أهذا جدول محاضرات سنة أولي ..
- أنا مثلك تماما ..لا أعرف ..
منذ هذا اللقاء القدرى ..لم يفترقا ..
كانت تحجز له بجانبها أذا سبقته في الدخول لقاعة المحاضرات..
علم عنها كل شئ ..فهي من عائلة ثرية ..
حرص هو ألا تعلم عنه ألا اليسير ..
لم يبث أحداهما مشاعره الجياشة للآخر ..
ظنوها أمرا مسلما به ..
أربع سنوات مرت كالحلم وهذه آخر محاضرة ..
بعدها يتحقق حلمه وحلم أبيه..
جلسا متلاصقين كتفا بكتف كعادتهما ..
كان يُنصت بإهتمام وتركيز للمحاضر..
وضعت أمامه دفتر مفتوحا مكتوب به ..
- لقد آتى إلي منزلنا المعيد سامي ..ليخطبني ..ما رأيك ..
في عفوية رفع يده طالبا من المحاضر مغادرة القاعة
ولم ينتظر موافقته ..
أسند ظهره علي الشجرة التي رأت وسمعت أحاديثهم طوال أربع سنوات ..
أخرج دفتره ذات الغلاف الأسود .. فتح صفحة جديدة وكتب ..
- حساب هند السمرى ..والمعيد سامي .. بدأ يسجل بحيادية تامة مميزاته
عائلته الكبيرة المشهورة .. مستقبله الزاهروالمضمون ..
أخذ يكتب أمام كل ميزة في سامي عيبه المقابل لها ..
حتي وصل إلي الحب ..
فكتب ..
أعشقها وتحبني ..وهذا لا يكفي ..
أحس قلبه بخطواتها وشم عبيق عطرها الذي كان يعلن عن قدومها قبل أن يراها ..
جلست أمامه محدقة في عينيه ..
نشق نفسا عميقا زفره بقوة ..
تناول دفترها وسجل به قرار ذبح قلبه لباقى سنوات عمره بكلمة واحدة ..
مبروك ..
رفع دفتره ذات الغلاف الأسود وفتح صفحتها ..
تناول قلمه وسجل في نهاية الصفحة ..
لحظة غباء ..

النهاية