عرض مشاركة واحدة
قديم 01-18-2015, 12:58 AM
المشاركة 27
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وقد تبين لك من خلال ردي وجود ذلك .. و ما الذبح باسم الدين عنا ببعيد .. هناك مدارس تنتسب للإسلام وللأسف أبعد ما يكون عن الوطنية .

وضح هذه الفكرة أكثر ، و لا تكتف بالتلميح ، مدارس تنتسب للإسلام و ليست وطنية " هل تقصد أنها أقرب إلى الإسلام وأبعد من الوطنية ، أم تقصد أن الإسلام الصحيح هو الوطنية ، هنا عمقت المشكل أكثر من توضيحه ، وضح موقفك أيضا من المعاهد الإسلامية الموجودة في الغرب ، و لا تنس أنك صاحب الموضوع ، ومن حق كل من مرّ من هنا أن يتثبت مما يقرأه و من حقه أن يسأل و يستمع منك إلى الجواب و ليس العكس .

و حينما تقول أن محور الفلسفة الوجود والقيم والمعرفة .. أطلب منك ذكر المعايير التي بها ستفهم حقيقة الوجود والقيم والمعرفة هل ستعتمد على معيار الوحي المعصوم فلا تنسب ذلك للفلاسفة ..
أو ستعتمد على عقل الفلاسفة فلا تنسب ذلك الفهم للدين


أي فكر ينسب لصاحبه و تلك أمانة علمية ، حتى المجتهدين المسلمين فكل فكرة تنسب إليهم ، ولا تزر وازرة وزر أخرى ، و من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها ... ، فمن أين أتيت بتقديس أفكار الناس ، فالوحي ظاهر بيّن و هو كتاب الله جل جلاله و ما صح من حديث رسوله صلى الله عليه و سلم ، و سبق أن قلت لك أن كل الحقائق العلمية والفلسفية محدودة و ليست مطلقة فهي اجتهاد بشري ، وليست وحيا معصوما ولو ظهر لنا أنها توافق الشرع فربما غدا أو بعد غد ظهر عيبها و لكن نأخذ بها ما لم يظهر تنافيها مع الشرع ، دون اعتبارها في منزلة المقدس .

تحدثت مرارا عن المعايير ، و قلت لك سابقا أن المنهاج الفلسفي ، استدلالي و برهاني ، ينطلق من ظاهرة و يدرسها ، و يخرج بخلاصة أو استناتج أو نظرية ، كالمدرسة السلوكية في علم النفس ، فهي مدرسة طبقت المنهاج العلمي الكلاسيكي ، المستند على الملاحظة ، فكل ما لا يلاحظ لا تعيره اهتماما ما ، و هي عكس مدرسة التحليلي النفسي، و المدرسة الجشطالتية و... ، والمنهاج العلمي كله مستمد من الفلسفة ، فهو استدلال يربط بين مقدمة و نتيجة .
سأسألك سؤالا محددا ، هل العقل " الفكر" مرتبط بالعقيدة ، أو بصيغة أوضح ، هل كل إنسان عقيدته فاسدة يعتبر مجنونا أو رفع عنه القلم ؟ إذا كان هذا سليما ، يمكن اعتبار مخرجات عقله الاستدلالية مجرد زبالة وقيح كما تحب أن تسمي كل فكرة لا تنسجم وفهمك للأمور .

و لي سؤال محدد آخر بما أنك أديب ، ما رأيك في المدارس الأدبية الكلاسيكية أو الرومانسية و الواقعية والرمزية .... ، إن كنت تعتبر الأدب ثقافة ؟


مشكلتك في استعمال التعاريف الفضفاضة التي تحمل على ألف وجه
كلامك هذا ممكن يستفاد منه في كل العلوم الطبيعية لكن هل خلافي معك في مسائل العلوم الطبيعية الخاضعة للتجربة والبحث ؟..


مشكلتي أنني أخاطب العقل ، فمشكلتك أنك تعترف ببعض العلوم وتنفي أخرى ، و أنت تعرف أن العلوم مترابطة و انبجست من رحم الفلسفة التي ماهي إلا قراءة لمعطيات الواقع و استخلاص القوانين منها ، و على نتائج العلوم يؤسس الفكر الفلسفي المعاصر كمقاربات نقدية أو تطويرية و استشرافية لحفز العقل على الابتكار . فالغربيون تقدموا لأنهم أعطوا العقل هذه المنزلة التي تميز الإنسان عن الحيوان .



بل أريد منك رداً عملياً .. أذكر لي الجوانب الحسنة في الفلسفة
التي لا تعارض الدين.. أما ذكرك لبعض الفلاسفة المسلمين فهذا حجة عليهم وليس لهم .. بل لدينا تاريخ طويل مرير ـ وهو من أسباب وعوامل انحدار حضارتنا ـ حينما دخلت الفلسفة على المسلمين فأفسدت عليهم عقيدتهم ونشأ علم الكلام .. وتاريخ الرد على المتكلمين ( الفلاسفة في ثياب رجال الدين) محفوظ في دواوين أهل السنة من الأئمة الأربعة و حتى شيخ الإسلام ابن تيمية .. يكفيك أن تعرف أن من أسباب تفرق الأمة كان دخول الفلسفة على العقيدة
فنشأت الفرق الكلامية التي تلوي النصوص وتصرفها عن ظاهرها
حتى توافق القواعد التي قعدها فلاسفة اليونان..



كلامك غير دقيق و تمرّر مغالطة كبيرة ، فهل الفلسفة هي التي سببت التخلف أم عدم قدرة النظام السياسي على ابتكار أساليب جديدة في التعامل مع الثورة العقلية التي وصل إليها المجتمع و اهتمام الجميع بالشأن العام و من ثم السعي إلى تكميم الأفواه و إغلاق باب الاجتهاد و قطع الطريق على كل المجدّدين و من تم سياسة الانغلاق التي تنم عن العجز عن مجاراة المجتمع . فالانغلاق هو بداية الاندحار ، لأن الله خلق الانسان في مجتمع فطريقة تدبير المجتمع هي التي تنتهي إلى الافلاس ، و ليس ما يروج في المجتمع . أتعلم أن هتلر حاول في أوربا كبح جماح الفكر و كان مستعدا لإفناء الجميع كي يؤسس لنظام شمولي فؤوي عنصري فاجتمع عليه الغرب تفاديا للنكوص والرجوع إلى الماضي العنيف . هل الخلاف الشيعي و السني مبعثه فلسفي أو سياسي ؟ ألم تظهر الفرق الإسلامية قبل انتشار التدوين و الترجمة وازدهار الفنون . إذا كان الفرد يقرأ التاريخ يجب أن لا يكون انتقائيا . سم الأمور بمسمياتها ثم انطلق . و كلما تهاونا عن قراءة التاريخ وتحديد نقاط القوية للبناء عليها ، و تعرف نقاط الضعف ، ومحاولة الحد من تأصيلها و توظيفها فنحن سنبقى هكذا .



فلماذا تخلطه بما ننازع فيه ..أو تكون أمراض متعلقة بالنفس تجد علاجها في الشرع .. لأنها متعلقة بالنفس البشرية التي لا يعلم حقيقتها إلا الله .. و لا يصلح معها ألف طبيب نفسي..على شاكلة فرويد.. أما إذا ما كان الأمر عضوياً..فعلاجه بالعقاقير عند أطباء النفس.. لكن مما لاشك فيه أن علم النفس والسلوك في الجملة متأثر بكلام الفلاسفة المبني على معايير مخالفة للوحي.. وعد لكلام فرويد وطرق علاجه للمرضى النفسيين تجد الخلل العقدي مستشري فيه ستجد دجلاً وأشياء ما انزل الله بها من سلطان ..


لم يقل فرويد دجلا و لم يكن يوما دجّالا بل كان طبيبا ممارسا و باحثا ، أفنى حياته كلها في سبيل إيجاد طرق لعلاج أمراض الأعصاب و الأمراض النفسية ، و منذ بدأت حوارك وأنت ترمي التهم جزافا ، أنت قلت أن الطب علم من العلوم والآن انسلخت عنه في لحظة ، فقط لأن فرويد لا تعجبك أفكاره التي حاول من خلالها الوصول إلى أسباب الأمراض النفسية ، قد لا يكون كل كلامه معقولا كله و لكن هذا لا ينفي أنه قدم علما و استفاد العديد من المرضى من تلك الأساليب ، وكانت نظريته منطلقا و حافزا للعديد من مدارس علم النفس لتعديل قوانينها ، و الأخذ بعين الاعتبار الغرائز كعنصر لا غنى عنه في نفسية الانسان .

لا تخلط بين الروح و النفس ، فالنفس غير ظاهرة لك أنت أما أي طبيب نفسي ، فسيقرأك ويعرفك من خلال حركاتك و من كتاباتك أو حتى تموجات خط قلمك على ورقة بيضاء ، و درجة حدة صوتك ، وغيرها ، أو فقط من ملامحك ...
و لعلمك لأول مرة ألتقي بشخص لا يؤمن بعلم النفس .


سبق لي الرد على جملة شهيرة لمحمد عبده الماسوني تلميذ الأستاذ الأعظم الغامض جداً المدعو جمال الدين الأفغاني ..

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



كانت بلاد الإسلام خاضعة للعثمانيين ولو بمجرد الاسم فصارت أجزاء شاسعة منها نهباً للمحتل وهذا حدث في نفس الوقت الذي بدأت دعوة الأفغاني الغامض تتسلل لأبناء الأمة الغافية



صحح معلوماتك فحملة نابوليون على الشام كانت قبل ميلاد الأفغاني وكذلك احتلال الجزائر . والأفغاني كرس جل حياته في مناهضة الاستعمار و لا تتسرع في الأحكام و لا تخض في ما ليس لك به علم .


مازلت ألح عليك بالرجوع لما ذكرت لك من كتب .. فخلطك بين كتابات شيخ الإسلام والشيخ محمود شاكر وبين كتابات سيد قطب وأخيه والقرضاوي يدل على أنك تماماً كما نوهت لك في ردي السابق..
وقعت أولاً في مصيدة (الوطن حفنة من التراب النجس) وكان لابد لك أن تنفر.. لكنك لم تنفر عنها إلا وقد سرت في الطرف الأخر ..
الحق دائماً وسط بين طرفي النقيض ..
وتذكر دائماً .. طرفي النقيض (المدرسة الإسلامية الحركية اللاوطنية ..و..المدرسة الوطنية العالمانية ) كلاهما لعبة بأيدي الغرب وبأيدي أعداء هذه الأمة ..


يا أخي الكريم ، كفى من التنقيص في قدر الناس ، كل الناس عندك سواء ، لا بأس أنا إن شاء الله سأحاول أن أقرأ لهم متى توفرت الفرصة لذلك .

وشكرا .