ذاكرة الملح / مهند المشهداني


ستبدأ ذاكرتي بالتصدع ..
وحين التحفت التناهي وأسلمت روحي الخطيئة
حين ابتسمتُ ومت ُ
وليس السكون على ألف للبغاء
وحين ألفت ائتلفت مع الريح تعوى جنوني
وحيث التماهي بقاع إلى عمق نفسي يسيغ التمرد في الانحناء
تصدعت أكثر
كمثل إطار السماء المرونق تلفحه العابثات بكيد
وترسمه بفراغ مرير

وما زلت أكثر من ألم مستباح
أعطر باللازورد التباهي بفكرة موت
وفكرة روح ستبعث راقئة اللون في الاندثار ْ

أنا النازحون من الأقحوان
أنا السائرون على الشوك أسفل مني
وأعلى من الحرف قيد التغاضي عن النازف المنفرد ْ
أنا العازف المنفرد ْ
سأعزف نوتة َ حمقي على وترٍ أخرق كالنهاية
وحين ارتأيتُ انتهيت ُ
تصدعت أكثر

وما زلت أحملني كي أبيح لنفسي الغناء
وأفلت روحي ببوحي
وألبُسني لحدادٍ يديم العزاء لنرجسة ٍ
كم تثرثر اثر التصنع للحزن ِ.. تغفو فتصحو على وقعِ كعب ٍ
يدق ُّ كقلبي الذي تشرئب الحماقة منه ُ
لترمي بطوقِ الخطيئة ِسارية للفناء ْ
أنا الصاعدون بكل الغباوة للارتقاء بقاع الحقيقة
ومرت دقيقة ..
وما زلت أدرك أكثر
بأني تصدعت أكثر

من الشقٍ شاهدت ظلي و رؤيايَ تعدو
فصحتُ أأسمعني أم تراني اعترتني البلادة ؟!!
أأدرك أني مررت بذات الشقاوة
في رحم معتم قد أصم بصيرة روحي
وويح البلية بعد التكور في رحم يستطيب الهباء
من الشق أمعنت أني توسلت نفسي الولادة
واعترتني البلادة ُ
أصغيت أكثر
ورحت أمزق في َّ التصدع أكثر

إلى زمن متخم بالأماني
إلى كل نبض يراوغ كي يستشفَّ العناء
إلى آخري أَلَمَّا يزل يقلب طرفيهِ في الارتحال
أنا القادم المستميتُ الصراخ
فأيُّ المعالم ِ أصْدقها للجنون
وأي الحكاية خاتمة للغباء ْ
واني الوليد ُ............ الشهيــد ْ

لذاكرتي ملح هذا التراب
وروح المدى المستغيث بفطنة ظل يرائي بكيد
على ساحل قد يبيح التعسكر للنازحين الى نزوة للسؤال
لذاكرتي محض ذاكرة محض شعر تكور فيه الجنين
لكي يستشيط المحال

ستدركُ أن َّ الحروف مجرد ايقونة ٍ
ستحملها كي تباهي بها الموت في الأروقة ْ
وتحملك العابرات دروب الضلالة للانحلال
ستدرك أكثر
بأنك في باحة للخطيئة للصمت للعبث المتخلف
مثلي ...
تصدعت أكثر

وأكثر