عرض مشاركة واحدة
قديم 10-31-2010, 09:44 AM
المشاركة 28
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (24)



جائزة نوبل للسَّلام



لا تسمعوا .. أغلقوا آذانَكم فأنا
أغلقتُ خوفَ دويِّ القصف آذاني

لا تنطِقوا .. أطبِقوا أفواهكم فأنا
أطبفتُ فوقَ حروفِ الرَّفضِ أسناني

لا تؤمنوا .. جمِّدوا إيمانكم فأنا
جمَّدتُ فوق لهيبِ النَّارِ إيماني

ناموا طويلاً ولا تستيقظوا فأنا
أنامُ بين الأفاعي ملءَ أجفاني

* * *
شعوبُكم في زوايا الخوفِ قابعةٌ
وأنتُمُ بين رِعديدٍ وخوَّانِ

تستنجدون بمن يحمي مضاجعَكم
تخشون فَتكةَ أشباحٍ وغِيلانِ

لا تعقِدوا قمةً في ظِلِّ خيبتِكم
لا تُبرِموا صفقةً تمضي لخُسرانِ

لا تخرجوا في مسيراتٍ منظَّمةٍ
أهدافُها ووْرِيتْ في صُلْبِ أحزاني

قولوا بكلِّ فضائياتِ عالمِكم
قتلُ الملايينِ فعلٌ غيرُ إنساني

قولوا " لشارون " أهلاً واسألوه رضىً
وصافحوه على ذُلٍّ وإذعانِ

ودجِّنوا كلَّ جُرحٍ نازفٍ فأنا
دجَّنتُ كلَّ جراحاتي وأشجاني

غنُّوا لأجلِ حصارِ القدسِ واحتفلوا
وقدِّموا عُلبةَ الحلوى لقرصانِ

وامضوا إلى الشَّرقِ واستجدوا مُناصرةً
وفاوِضوا الغربَ في أوكارِ فئرانِ

إنَّا نُعِدُّ لكم سوراً يُمنِّعكم
من الخليلِ إلى الأقصى لعمَّانِ

قفوا جميعاً على أعجازِكم ودعوا
أقدامَكم تنحني من غيرِ سيقانِ

سيروا إلى حتفِكم حبْواً ولا تدعوا
صوتاً يعبِّرُ عن رأيٍ ووجدانِ

بالأمسِ سرتُم على أعجازِكم دولاً
تباركُ الوحشَ لاستعمارِ أفغانِ

فأمعنَ القصفَ مشحوناً بهمَّتِكم
وحوَّلَ الأرضَ من روضٍ لبركان

* * *
قلنا لكم : قاوِموا الإرهابَ واغتنموا
أحداثَ أيلول واستعلوا بسُلطاني

أنتمْ صنائعُنا نغري الشُّعوبَ بكم
أنتم عبيدٌ لنا في ظِلِّ تيجانِ

لا تتركوها بلا ريشٍ يزيِّنُها
ورصِّعوها بياقوتٍ ومُرجانِ

لا ترفعوا رأسَكم إلا لمشنقةٍ
لا تُخفضوه لغيرِ القاتلِ الجاني

لا توقظوا النخوةَ العرباءَ في دمِكم
كونوا حمائمَ سِلمٍ تحت غرباني

صوموا وصلُّوا على أعتابِ سادتِكم
ووقِّعوا السِّلمَ في صمتٍ وكِتمانِ

غداً نُقيمُ لكمْ في القدسِ عاصمةً
لدولةٍ حرَّةٍ من خلفِ قضبانِ

وسوف نقضي على الإرهابِ في بلَدٍ
يليهِ آخَرُ فاختاروا من الثَّاني

أفي العراقِ ؟ أمِ الصُّومالِ ؟ أمْ بلَدٍ
تُذكي الطفولةُ فيه كلَّ مَيدانِ

بأنمُلٍ تقذفُ الأحجارَ لاهبةً
من مسلمٍ يفتدي الأقصى ونَصراني

في مهْدِ عيسى وفي مسرى الرَّسولِ وفي
حيِّ الخليلِ تحدُّوا عصْفَ نيراني

يرمون والثأرُ في أحداقِهمْ غَرِدٌ
لا يعبئونَ بتنينٍ وثُعبانِ

أم ننثني نحوَ حزْبِ اللهِ نقصِفُه ؟
هذا الذي في ذرا لبنانَ أعياني

أم للشآمِ التي من أفقِها سطعَتْ
شمسُ الصباحِ على قدسي وجولاني

تزهو بهمَّةِ حاديها وفارسِها
وفي مرابِضِها يخْتلُّ ميزاني

وربَّما .. ربَّما تمضي عدالتُنا
لتُكملَ القصفَ من أجواءِ سودانِ

تخيَّروا موتَكم في أيِّ مجزَرةٍ
ترضونه وانعموا في ظِلِّ عُدواني

وعرِّفوا ما هو الإرهابُ وانتظروا
تعريفَنا سوف يأتيكم ببُرهانِ

الحقُّ للقوةِ العمياءِ فاحترموا
مواقفي واخبطوا خلفي كعُميانِ

* * *
إنِّي لأقسمِ بالتدميرِ منتشِياً
بالإنتقامِ ولمْ أَحنَثْ بأيماني

لأقضِينَّ على الإرهابِ معتمِداً
صمتاً يعمِّقُ إصراري وإمعاني

وأهدِمنَّ محاريباً وأديِرةً
وأرفعنَّ على الأنقاضِ جُدراني

كلُّ الشعوبِ التي تسعى لعزَّتها
لسوفَ يجرِفُها سيلي وطوفاني

شريعةُ الغابِ عندي سوف أفرضُها
على الملايينِ من إنسٍ ومن جانِ

فرشِحوني ل " نوبلْ " سوف ألصقُها
على القبور وأَحميها بشيطاني

ولتعقِدوا قمَّةً أوراقُها نُشِرتْ
في بهوِ أمركةٍ تزهو بطغيانِ

أنتم على صفحةِ الإرهابِ من زمنٍ
من يومِ حطينَ ذُلُّ القهرِ أعماني

من يومِ حطينَ نارُ الحقدِ تدفعُني
لكي أُعدَّ لهذا العصرِ صُلباني

أنتم جميعاً لدى تقييمنا عربٌ
وتؤمنون بإنجيلٍ وقرآنِ

ونحن نبني لتهويدٍ وعولمةٍ
وسعيُكم ممعنٌ في هدمِ بنياني

لا فرقَ بين مسيحيٍّ يعارضُني
ومسلمٍ يرهبُ الدنيا بأكفانِ

لا فرقَ بين مليكٍ راح يغبِطُني
وبين راعٍ يلاقيني بقطعانِ

لا فرقَ بين مُغالٍ في عواطفهِ
وبين مسترشِدٍ بالعقلِ ينهاني

* * *
بترولكم دمُنا يجري بكم خطأً
ردُّوا لنا دمَنا تحظوا برضوانِ

وكبِّلوا كلَّ حرٍّ ينتضي قلماً
وعلِّقوه على أعوادِ نسيانِ

سُدُّوا مسامعَه واعموا نواظرَه
وأغلقوا فمَه إمَّا تحدَّاني

وعلِّموه احترافَ الخوفِ إنْ جمحتْ
أفكارُه وجرى من غيرِ أرسان

غداً يرى العالمُ النامي سياستَنا
لَمَّا أدعِّمُ تحت القصفِ أركاني

ألستُمُ من رعى الإرهابَ منطلِقاً
من أَرْزِ لبنانَ للأقصى لإيرانِ

إلى " الفلبين " نمضي قبلَكم فإذا
تمَّتْ مهمتُنا سرنا لبغدانِ

فباركِوا سعيَنا حتى نخلِّصَكم
ممَّا تُعانون من جوعٍ وحِرمانِ

لا تنظروا في اتجاهاتٍ معاكسةٍ
عبرَ الفضاءِ ولا تُصغوا لإنسانِ

لا تركبوا موجةَ التحريرِ في زمنٍ
أطلقتُ فيه على الشُّطآنِ حيتاني

لا تُرهِفوا سمعَكم للصدقِ واستمِعوا
لِما نؤكِّدُ من زورٍ وبُهتانِ

كنَّا نخافُ من " السوفييتِ " يدعمُكم
واليومَ نسخرُ من "روسٍ " وألمانِ

* * *
ناموا على الذلِّ أنتم أمةٌ نعمتْ
بالعزِّ ثمَّ توارتْ طيَّ خِذلانِ

عادتْ إلى القهرِ فالتاريخُ يمقتُها
لمَّا تُسائلُه عن مجدِها الفاني

تغفو على خُضْرِ أحلامٍ يدغدغُها
ذئبٌ يراودُها في جِلدِ حملانِ

وأوغلتْ في جُحورِ الجبنِ ساستُها
يغتالُها الخوفُ من سجنٍ وسجَّانِ

* * *
ودمدمَتْ في سماءِ القدسِ راعدةٌ
" اللهُ أكبرُ " يا أهلي وجيراني

قولوا لشانئنا الغرورِ حسبُك لا
تُسرفْ بظنِّكَ صوتُ الحقِّ ناداني

قد أذَّنَ الفجرَ طفلٌ ينتضي حجَراً
وراحَ يضِربُ في سرٍّ وإعلانِ

فأمةٌ شرعُها عدلٌ ومَرحمةٌ
للعالمينِ بإنعامٍ وإحسانِ

وطفلُها في سبيلِ اللهِ منجرِدٌ
لن تستكينَ لأوغادٍ وعِبدانِ

ينقضُّ والثأرُ في جنبَيْهِ محتدِمٌ
والموتُ والعيشُ إذْ ينقضُّ سيَّانِ

يقولُ للعُربِ والأجيالُ شاهدةٌ
لا تشتروا بدمي سُمَّاً لأوطاني

لا تصلِبوني على أعوادِ مؤتمرٍ
لا تقطعوا بمُدى الزيتونِ شرياني

لا تبحثوا عن عناوينِ الفِدا فأنا
نقشتُ في صخرةِ المعراجِ عنواني

وليذبحوني على الإيمانِ إنَّ دمي
يضيءُ دربَ أشقَّائي وإخواني

إنِّي كتبتُ ل " بوشٍ " بالدِّما صُحُفاً
فليقرأ الوغدُ ما يُمليه إيماني

فكفِّنوني إذا استُشهِدتُ في علمي
وكحِّلوا بترابِ القدسِ أجفاني

حتَّى أنامَ قريرَ العين في وطنٍ
يضمُّني تربُهُ الغالي بتَحنانِ

ولتكتبوا فوقَ قبري آيةٌ نزلتْ
باسمِ الشهادةِ من آياتِ قُرآني



3/2/2002