عرض مشاركة واحدة
قديم 09-24-2010, 08:55 AM
المشاركة 14
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
نام الخلي وما أحس رقادي



نامَ الخَلِيُّ وَما أُحِسُّ رُقادي
وَالـهَمُّ مُحتَضِرٌ لَدى وَسادي
مِن غَيرِ ما سَقَمٍ وَلَكِن شَفَّني
هَمٌّ أَراهُ قَد أَصابَ فُؤادي
وَمِنَ الحَوادِثِ لا أَبالَكَ أَنَّني
ضُرِبَت عَلَيَّ الأَرضُ بَالأَسدادِ
لا أَهتَدي فيها لِمَوضِعِ تَلعَةٍ
بَينَ العِراقِ وَبَينَ أَرضِ مُرادِ
وَلَقَد عَلِمتُ سِوى الَّذي نَبَّأتَني
أَنَّ السَبيلَ سَبيلُ ذي الأَعوادِ
إِنَّ المَنِيَّةِ وَالحُتوفَ كِلاهُما
يوفي المَخارِمَ يَرقُبانِ سَوادي
لَن يَرضَيا مِنّي وَفاءَ رَهينَةٍ
مِن دونِ نَفسِيَ طارِفي وَتِلادي
ماذا أُؤَمِّلُ بَعدَ آلِ مُحَرِّقٍ
تَرَكوا مَنازِلَهُم وَبَعدَ إِيادِ
أَهلَ الخَوَرنَقِ وَالسَديرِ وَبارِقٍ
وَالقَصرِ ذي الشُرُفاتِ مِن سِندادِ
أَرضٌ تَوارَثَها لِطيبِ مَقيلِها
كَعبُ اِبنُ مامَةَ وَاِبنُ أُمِّ دُؤادِ
جَرَتِ الرِياحُ عَلى مَقَرِّ دِيارِهِم
فَكَأَنَّهُم كانوا عَلى ميعادِ
وَلَقَد غَنوا فيها بِأَنعَمِ عيشَةٍ
في ظِلِّ مُلكٍ ثابِتِ الأَوتادِ
نَزَلوا بِأَنقِرَةٍ يَسيلُ عَلَيهِمِ
ماءُ الفُراتِ يَجيءُ مِن أَطوادِ
فَإِذا النَعيمُ وَكُلُّ ما يُلـهى بِهِ
يَوماً يَصيرُ إِلى بِلىً وَنَفادِ
في آَلِ غَرفٍ لَو بَغَيتَ لِيَ الأُسى
لَوَجَدتُ فيهِم أُسوَةَ العُدّادِ
ما بَعدَ زَيدٍ في فَتاةٍ فُرِّقوا
قَتلاً وَنَفياً بَعدَ حُسنِ نَآدِ
فَتَخَيَّروا الأَرضَ الفَضاءَ لِعِزِّهِم
وَيَزيدُ رافِدُهُم عَلى الرُفّادِ
إِمّا تَراني قَد بَليتُ وَغاضَني
ما نيلَ مِن بَصري وَمِن أَجلادي
وَعَصَيتُ أَصحابَ الصَبابَةِ وَالصِبا
وَأَطَعتُ عاذِلَتي وَذَلَّ قِيادي
فَلَقَد أَروحُ عَلى التِجارِ مُرَجَّلاً
مِذِلاً بِمالي لَيِّناً أَجيادي
وَلَقَد لَهَوتُ وَلِلشَبابِ بَشاشَةٌ
بِسُلافَةٍ مُزِجَت بِماءِ غَوادِ
مِن خَمرِ ذي بَذَخٍ أَغَنَّ مُنَطَّقٍ
وافى بِها كَدَراهِمِ الأَسجادِ
يَسعى بِها ذو تُومَتَينِ مُقَرطَقٌ
قَنَأَت أَنامِلُهُ مِن الفِرصادِ
وَلَقَد غَدَوتُ لِعازِبٍ مُتَناذَرٍ
أَحوى المَذائِبِ مُؤنِقِ الرُوّادِ
جادَت سَواريهِ وَآزَرَ نَبتَهُ
نُفَأٌ مِنَ الصَفراءِ وَالزُبّادِ
بِالجَوِّ فَالأَمَراتِ حَولَ مُغامِرٍ
فَبِضارِجٍ فَقَصِمَةِ الطُرّادِ
بِمُشَمِّرٍ عَتَدٍ جَهيزٍ شَدُّهُ
قَيدُ الأَوابِدِ وَالرِهانِ جَوادِ
يُشوي لَنا الوَحَدَ المُدِلَّ بِحُضرِهِ
بِشَريجِ بَينِ الشَدِّ وَالإِروادِ
وَلَقَد تَلَوتُ الظاعِنينَ بِجَسرَةٍ
أُجُدٍ مُهاجِرَةِ السِقابِ جَمادِ
عَيرانَةٍ سَدَّ الرَبيعُ خَصاصَها
ما يَستَبينُ بِها مَقيلُ قُرادِ
فَإِذا وَذَلِكَ لا مَهاةِ لِذِكرِهِ
وَالدَهرُ يُعقِبُ صالِحاً بِفَسادِ