عرض مشاركة واحدة
قديم 03-21-2016, 02:18 PM
المشاركة 57
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اشكرك استاذة ناريمان

صحيح ان مخاوفي تكاد تكون تلاشت من كثير من مصادر الخوف التي عيشت في ظلها لاسبب عديدة من الوعي والمعرفة لكنني اميل الي تأيد ما جئت به حول الحسد وقولك من ان ثلث من في المقابر من الحسد، وحقيقة لا اظن ان الحسد ينتهي ما دامت الدنيا قائمة، حتى انني لاظن بأنني ما ازال بشكل او بأخر ضحية من ضحاياه والله المستعان على الحسد والحساد..


اما بخصوص سوالك
"ما الذي جعلك تفكر كثيراً في موضوع الأيتام ؟؟ هل سبب ذلك كونك يتيماً أم أن هناك ظروفاً أخرى ساهمت في ذلك التفكير ..؟ لأني أرى أن معظم موضوعاتك لها علاقة بهذا الجانب .. حتى تعليقاتك على أي موضوع تربطه بذلك ؟

- حتما كوني يتيم واحدة من اهم العوامل، ثم ان الطريقة التي توصلت فيها الى احتمال وجود علاقة بين اليتم والابداع الادبي جعلتني اهتم بالبحث في هذه القضية وهي حينما كنت اطلع على سيرة حياة الاديب الروسي تولستوي فوجدته فقد الام في سن مشابهه لسني اي في الثانية ولم ير صورة لها وانا كذلك من هنا تولد لدي فضول شديد حول القضية وكرست لها الكثير من الوقت ثم ركزت عليها من خلال دراستي الادب الانجليزي في البكالوريوس ثم خصصت بحثي في الدراسات العليا في محاولة لأثبات الفرضية ان هناك علاقة بين اليتم والابداع الادبي...ولكني وجدت حينما انجزت رسالة الماجستير بأن الاجابات التي حصلت عليها غير كافية وعلى الرغم ان رسالة الماجستير اعتمدت ووافقت اللجنة على الفرضية اي ان هناك علاقة بين الابداع وتجربة فقد من نوع ما...
لذلك استمريت في البحث وكان هدفي تقديم دليل احصائي على اقل تقدير ومن هنا صار همي ان اختار عينه موضوعية حتى احصل على نتائج علمية باستخدام الاسلوب الاحصائي في الدراسة وبالصدفة وقع تحت يدي كتاب اعظم 100 شخصية في التاريخ لمايكل هارت وبعد ان تبين بأن 54% من المشمولين في الكتاب ايتام مسجل يتمهم على الانترنت وان الباقي مجهولي الطفولة الا اثنان من المئة عاشوا في احضان والديهم لذلك صارت قناعتي بتلك العلاقة شبه مطلقة بانتظار اجراء دراسات علمية مخبرية تؤكد ما توصلت اليه في الدراسات الاحصائية.

هذا التراث البحثي اوصلني الى قناعة بأن القضية وهي " وجود علاقة بين اليتم والعبقرية" غاية في الاهمية ولا بد ان يهتم بها المجتمع...وهذه الاهمية تكمن في ان على الناس ان تعي بأن اليتيم هو مشروع انسان عظيم فاهم القادة والعلماء والادباء واي مجموعة من المجموعات التي تتصف في العبقرية في مجالها جاءت من بين الايتام حتى ان الانبياء اولى العزم كلهم عاشوا طفولة في غياب الاب وفي ذلك ما يؤشر الى اهمية اليتم في صناعة الشخصية الانسانية.

وعلى الرغم انني كرست كل حياتي لهذه القضية لا اعتقد انني اوفيتها حقها ولا بد من الاستمرار في التركيز عليها حتى تصبح جزء من المواد الدراسية على المستويات الجامعية وحتى تعم الثقافة التي تؤشر الى وجود تلك العلاقة فينعكس ذلك على اسلوب تعامل الناس مع شريحة الايتام خاصة في دور الايتام التي ارى بأنه يجب ان يبدل اسمها بدور الابداع وتلعب دور التأهيل المعرفي لمشاريع العظماء...وربما تقام مدن للابداع عند توسع القناعات وبهدف لتأهيل الايتام ولغاية الاستفادة القصوى من طاقات اذهانهم اللامحدودة...

اتصور ان يد واحدة لا تصفق ولذلك اسعى دائما لخلق الوعي بالموضوع والاهتمام به ايضا وانا بصدد التنسيق مع كلية علم النفس في جامعة النجاح من اجل اجراء دراسات حول الموضوع وعلى امل ان نخلص الي وضع كتاب دراسي على المستوى الجامعي في علم سيكولوجية الايتام...

لقد كتب من دون شريعة حمورابي على الحجر بأن تلك الشريعة وضعت من اجل حماية اليتيم والارملة ولكن بعد كل هذه القرون ما يزال اليتيم والارملة يعانون الامرين، وأملي ان أسهم في تأسيس تراث يؤدي الى حماية اليتيم والارملة، ويوفر لهم الوعي المجتمعي بأهمية دورهم في المجتمع وبالتالي التعامل معهم من منطلق الدور المهم الابداعي يوالعبقري الذي يمكن لليتيم ان يلعبه في المجتمع...فعقول الايتام اداة التطور الحضاري الاهم...

ثم اظن بأن كل انسان يعيش من اجل قضية مركزية ما ويكرس كل حياته وجهده لها، وانا اخترت هذه القضية لأنني وكما أقول في آخر جملة من كتابي " الايتام مشاريع العظماء" ان اهم استثمار يمكن ان يقوم به الانسان هو الاستثمار في ذهن يتيم...

ولعل الفائدة تكون دنيوية واخروية....
ولك التحية ،،،