عرض مشاركة واحدة
قديم 10-15-2015, 11:22 PM
المشاركة 201
هند طاهر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ياسر عرفات .... هبت روايح الجنة
0

في حضرة وجع الغياب على فراق الأحبة لا بد أن تشرع أبواب الشوق والعتاب .

وهنا وللمرة الأولى يقف القلم حائراً بل عاجزاً فكيف من الممكن تقديم كلماته في حضرة روح الشهيد الخالد ياسر عرفات.

فعنوان المقال قد صدح من حنجرته الثائرة في احد خطاباته الوحدوية دوماً إبان عهد الوحدة الوطنية التي أصبحت من ذكريات الزمن الجميل .

فقد كان الإنتماء للأرض والإنسان يجمعنا في بوتقة وحدة الهدف وتقاسم المصير وكانت فلسطين قلب الثورة والعروبة النابض وعنفوان الضمير.

وفعلاً ثبتت تجربة العمل السياسي المقاوم يوماً بعد يوم بحنكة القائد عرفات فهو الغائب الحاضر لأن غياب الجسد لا يفني بقاء الروح وان طال البعاد .

فأعلنها منذ سالف العصر والزمان في خطابه الشهير عام 74 بالجمعية العامة للأمم المتحدة عندما شد الرحال وعزم على دخول أروفتها بمسدسه الذي يزين خصر الفدائي المعطر بعبق الزيتون.

و قالها بندقية الثائر بيد وغصن الزيتون الاخضر بيد .... فلا تسقطوا غصن الزيتون من يدي.

وهنا وفي ظل إندلاع إرهاصات انتفاضة جديدة بثوب وطني بامتياز من خلال شبان قد أدركوا بكل ما تحتوبه الكلمة من معنى ما كان ياسر عرفات يصبو له دوماً من عبر مقولاته الشهيرة سيرفع شبل من أشبالنا علم فلسطين فوف مآذن وكنائس القدس .

فهؤلاء الشبان اللذين يخوصون معركة الدفاع عن الوطن ومواجهة المحتل وقطعان مستوطنيه أدركوا الشطر الثاني من ببت القصيد لياسر عرفات حينما قال عالقدس رايحين شهداء بالملايين.

فهؤلاء الفتية والشبان المقاومين لم يعيشوا عصر الانتفاضتين الأولى والثانية ولكن أثبتوا بأنهم خير حفاظ للتاريخ الثوري والعمل المقاوم.

فقد أبصرت عيناهم اللامعة واحترقت أفئدتهم الصغيرة جراء بطش الاحتلال ونكبات الفرقة والانقسام وأخذوا على عاتقهم زمام المبادرة والتقدم للإمام نحو النصر وان طالت سنين مواجهة المحتل وتوالت الأيام.

فما يحدث اليوم هو هبة شبابية عفوية و إرهاصات انتفاضة ثالثة قادمة تعطي مؤشرات بأن لحظة النصر باتت قاب قوسين أو أدنى لأن ما يميز هذه الهبة الجماهيرية عن غيرها هي العفوية المطلقة التي تعبر عن واقع الحال في ظل ممارسات الاحتلال وقطعان مستوطنيه وانتهاكاته المتتالية لحقوق الحجر والبشر ومحاولته الإجهاز على المسجد الأقصى وتهويده وتغييب حق المواطنة المشروع للمقدسيين الفلسطينين على تراب وطنهم ناهيك عن عربدة المستوطنين والتهام أراضى الضفة المحتلة يوماً بعد يوم وسرطان الاستيطان اللعين المتمثل بالحرق والشنق.

وحالة انعدام الأفق السياسي على صعيد مفاوضات عملية السلام التي لم تزل تراوح مكانها منذ اكثر من عشرون عام.

فهنا بدأ طرق جدران الخزان برغم ما أصابه من صدأ وما اعتراه من عوامل التعرية وحالة المد والجزر على طول المدى وتغيرات الزمان.

ففد جاء الشبان المنتفضين برسالة واضحة المعالم والمضمون للكل الوطني الفلسطيني على مختلف توجهاته و مشاربه السياسية بأن لا سببل لكم ولا خيار إلا الوحدة الوحدة فهي قارب النجاة الأخير الذي يعبر بنا جميعاً نحو حدود الوطن.

فياسر عرفات صدق الوعد وأوفى العهد عندما قال في ختام خطابه التي تناولناه في مطلع مقالنا هبت روايح الجنة.

بأن هذا العنفوان الثوري وهذه القاعدة الأصيلة وما وقد جمعه دماء الشهداء لن يفرقه لا قرار عربي ولا قرار أمريكي.

ثائر ابو عطيوي

المـرء ضيف في الحــــياة وانني ضيف


كـــــــــذلك تنقــــــضي الأعمـــــــــار،


فإذا أقمــــــــت فإن شخصي بينكــــم




وإذا رحلت

فكلمــــــــتي تذكـــــــــــار