عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
24

المشاهدات
7350
 
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6


ناريمان الشريف will become famous soon enoughناريمان الشريف will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
25,777

+التقييم
4.65

تاريخ التسجيل
Feb 2009

الاقامة

رقم العضوية
6405
09-04-2010, 03:20 AM
المشاركة 1
09-04-2010, 03:20 AM
المشاركة 1
افتراضي عشقتُ أن أ ُظلـم !!
توطئة :
عندما كنت في المملكة العربية السعودية أعمل فيها كمعلمة في الرئاسة العامة لتعليم البنات
وتحديداً فترة الانتفاضة المباركة .. والتي عانى فيها أهلي في فلسطين الأمرين .. الحلو فيهما علقم !!
كانت لي زيارة إلى الأهل المسجونين فيها
ولمْ تطلْ زيارتي .. ولم يتسنّ لي أن أتذوق طعم الظلم الذي يتعاطونه صبح مساء ..
فكتبت هذه الكلمات والتي جاءت على هيئة قصة – أو سموها ما شئتم



بعنوان ( عشقتُ أن أ ُظلـَم )



لو رثى دمعي ببعدكم تمثالاً أصمّ
أجدبَ لا يعي
لكان قد صحا من سكونه ولا عجبا
صحتُ ليلة بالفجر أدركني
ألا تسمعُ صرختي ؟
فقهقهَ الليلُ مني ساخراً طربا
قلتُ للفجر ِألا تقترب ؟؟
فتبطـّأ الزمنُ في مشيه أدبا


حـطـّ الشوق بجناحيه على قلبي بعد لحظات من فراقكم أحبتي
وبعد أشهر تالية , سمعت الأخبار , رأيت الصور على صفحات الجرائد ,
قرأت الأشعار ,, فعشقتُ أن أ ُظـلـَم

مشيتُ أدلفُ مثقلة ً .. يشـدّني شوقٌ إليكم
ورياحُ الغربة تردّني للخلف في وقت ٍ صارتْ غربتي مرضاً مزمناً
لكنّ الشوق غلبها وتغلـّب عليها ..
فخرجتُ من بلد النبي محمد صلى عليه الله وسلم
ودّعتـُه قائلة : عذراً سيدي !
إلى أرض إسرائك تـوّاقة
إلى تراب بلدي عشـّاقة
على شهداء فلسطين العين رقراقة

جئت أستنشيء الأخبار , جئت بائعاً جوّالا أستقصي احتمالات
الوجع .. جئت أبيعـُكم كلاما ملموماً أعوص ..
وبقيـّة ً من هدايا , وخاتماً ذهبياً أخفيته تحت لساني هدية ً لأمي
خوفاً من الجمارك وذل الو ِقفة بباب اللـئام
كل هذا لألمحَ في عيون أمي نظرة َ حنان افتقدتها منذ سنة
أو يزيد ,
أعود بعدها لأعلـّم الناس كيف يكون الحنان
ولألمحَ بسمة في عيون أختي الصغيرة ..
لأتقاسم وإياهم اللقمة
فماذا رأيت ؟
رأيتُ أمي قد تقـرّحت عيناها بكاء على أخي السجين
رأيت أختي صغيرتي قد نسيت كيف تبتسم !!
رأيت ابنة الجيران , صبيـّة قد جنـّت ,
تلبس فستان فرحها الأبيض وتقف على شرفة منزلها ترقص
تنتظر عريسها الذي استشهد ليلة عرسه
فـدُفن ودفن عقلـُها معه !
رأيتُ الوجـد يتدلـّى من عيونهم
رأيتُ حنينهم يصافح مودتي الحمقاء وأنا أرشيهم ببعض الهدايا الرخيصة
لألمحَ في عيونهم الابتسام
رأيت أسطح المنازل قد عقدتْ قـِرانها على أعلام البلاد
رأيت الأحزان ملونة .. أكثرها سواد
رأيت الأهل ينزفون
بأم عيني , رأيت الشجر يبكي , الحجر يبكي ,
الصخرة المشرفة والتي من عادتها أن تزغرد
رأيتها تبكي من الوجع
كل شيء هناك يتهالك من الشقاء ..
والكل ينتظر ويعـدّ الأيـام بالثواني علها تأتي ساعة الفرج

حينها .. خربشتُ على الجدران
- كبقية الشعارات التي تكتب - وكتبت بقلمي :
إلى طفل ٍ خشنتْ يـداه وما شاب
إلى طفل ٍ تعـلم درسا أبداً وما تاب
إلى صبيـّة جـُنـّتْ
إلى أم ثكلى .. إلى الصخر إلى الشجر إلى التراب
إلى كل شيء هناك ..
أحبتي كل الاحترام

أفلتُ بعدها راجعة إلى حيث كنت .. أبحثُ عن لقمة عيش
فرضتها علي الحياة وضروراتها .. قهرتني بها الهوية والانتماء
عدت إلى بلد سيدي محمد.. وأحسست بأنني أكثر منهم ظلماً
لأني هنا في غربتي .. ولست بينهم !!
فعشقت أن أ ُظلم
[/center]



تحياتي ... ناريمان الشريف
سنة 1988 م