عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
9

المشاهدات
5963
 
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي


ريم بدر الدين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
4,267

+التقييم
0.68

تاريخ التسجيل
Jan 2007

الاقامة

رقم العضوية
2765
08-05-2010, 12:49 AM
المشاركة 1
08-05-2010, 12:49 AM
المشاركة 1
افتراضي و ماذا بعد ؟! مغامرة السؤال المتجدد


"و أخبرت شيخي بأن الوصول جميل و لكن أجمل منه الطريق"


*


وماذا بعد ؟ تطرح عليك ذاتك هذا السؤال عند بلوغ نهاية كل طريق ، ربما من يتابع مباراة كرة قدم حامية الوطيس يدرك هذا الكلام جيدا، إثر انتهاء المباراة فوزا أم خسارة ، يزول كل الترقب و الدهشة و التوتر في لحظة واحدة و كأن شيئا لم يكن .
أليست الحياة عبارة عن مباراة متعددة الأشواط ؟
ألسنا في نهاية كل شوط نسأل ذواتنا نفس السؤال ماذا بعد؟
عانى سيزيف من آلام كبيرة مع صخرته الشهيرة المتدحرجة و لكن لو قدر له أن يبلغ تلك الصخرة مأمنها كان هناك سؤال خبيث سيعتني بطرح نفسه جيدا: ماذا سيفعل سيزيف فيما بعد ؟ لابد أنه سيفقد جزءا مهما من كينونته التي اخترعت أصلا لحمل الصخرة و مناورتها هبوطا وصعودا.
و ربما أيضا لو أتى ذلك المنتظر غودو كيف كان لبيكيت أن ينهي مسرحيته؟
جميل هو السفر و أجمل مافيه حالة البقاء عليه مهما كان الطريق وعرا وشاقا ومحفوفا ً بالمخاطر وتتلبسه المخاوف ، الكامن المثير و المدهش فيها أكثر بقاء في عمق النفس من الغاية التي يبلغها الطريق
هناك لحظات تجتاح المرء حصيلة عملية تأملية ربما أو مفاجاة له في أحيان أخر تكون كما لو أنها أنسام لطيفة على كبد ظامىء
غالبا نحاول أن نتشبث بها ، نمسك بتلابيبها ، نستجديها البقاء لدينا ، السعادة التي تمنحنا إياها تلك الهنيهات لا تتسع لها الأبجديات و حروفها لكنها تلقي بنفسها طواعية في مملكة البكاء حيث تكون الدموع أصدق سفير لها ...لو قدر لها أن تدوم ثواني أخر لفقدت قيمتها و قدرتها المؤثرة
مفترقات الطرق غالبا ما تكون خاوية موحشة لا يرغب أحد بالتوقف عندها فكل يتخذ لنفسه سبيلا ... تبقيك دوما متأرجحا بين الوصول و اللاوصول بلوغاً للذروة و لا بلوغ لها في آن معا ...النقطة الفاصلة تماما بين الحلم و تصييره واقعا.تصيير الحلم واقعا بمعنى أو بآخر هو قتل للحلم ذاته فبينما تكون ملكا متسيدا على عرش الحلم تجاهد لتضعه في ملكك، ليستعبدك بهذه الملكية المقنعة و ما تستوجبه من إثارة غريزة الحماية .
ذاك المتسول الذي اعتاد أن يجلس على الرصيف متسولا عطف المارة، يخلق لنفسه حلماً بالاستلقاء بين أسرة الفندق المقابل الوثيرة اكتشف هذه النقطة فعندما بلغ الأسرة الوثيرة حقا اتخذ حلمه الشارع مسرحا
لابد أن نخبر ذاك الشيخ أن الأجمل و الأمثل هو البقاء على الطريق

* من قصيدة ديوان المرايا للشاعر الكبير عبد القادر الحصني