عرض مشاركة واحدة
قديم 05-26-2012, 02:46 PM
المشاركة 688
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأديبة الجزائرية زهور ونيسي للثرى:
أكتب في الممنوع الذي يتقبله القارئ


شاركت في تحرير المرأة بالسلاح قبل نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةالقلم ... قاتلت الى جانب الرجل في معركة التحرير الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي، لتكون شريكة في صنع مستقبل لوطنها عبر تاريخ طويل من النضال الانساني والاجتماعي، في سبيل الوصول للحرية التي طمح بها كل فرد من البلاد، محققة عبر اصرارها ما عجز الكثيرون من اثباته ... و لتنال بجدارة وسام المقاوم ووسام الاستحقاق الوطني، منتقلةً بعد ذلك للعمل السياسي والفكري والثقافي

عبر توليها مناصب متميزة كأول امرأة تتولى منصب وزيرة للشؤون الاجتماعية ثم للتربية الوطنية وعضو المجلس الشعبي الوطني وعضو مجلس الأمة وأول امرأة في الجزائر تترأس وتدير مجلة نسوية "الجزائرية" وعضو الهيئة المديرة لاتحاد الكتاب الجزائريين.
الثرى التقتها على هامش مشاركتها في ملتقى الاديبات العربيات الذي أقيم ضمن فعاليات دمشق عاصمة ثقافية بفندق الشام وكان لنا معها الحوار التالي:
ما هو هدف مشاركتك في الملتقى؟
أحببت من خلال هذا الملتقى الاجتماع مع أديبات عربيات ذو خبرة عريقة في قضايا المرأة والثقافة العربية للاطلاع على كل جديد في مجتمعنا العربي، فضلاً أنه ميدان ثقافي يجمع أكثر من ثلاثين أديبة وكاتبة باختلاف تجاربهن في مجال الكتابة والشعر والنثر وبالتالي الاطلاع على الجديد الوطن العربي الكبير وهذه المرة الاولى التي تلقتي بها أديبات عربيات في مكان واحد وبهذا الكم وبالتالي كان له صفة التميز وحسب رأيي ليس له مثيل من قبل، مع الامل ان يتحول هذا الملتقى الى عمل مؤسساتي ليتطور الى رابطة أو مؤسسة ادبية تحتوي على ملتقيات ادبية ومخططات وبرامج مستقبلية من شأنها توحيد الجهود نظراً لان بعد المسافة بين المثقفات قد يشتت الجهود ويؤخر نتائجها.
نرى اليوم الكثير من الأديبات العربيات المجتمعات في دمشق. هل ينفي هذا ما يشاع حول قلة الأديبات على الساحة الأدبية العربية؟
برأيي هذا الأمر يعود لعدد من المعطيات التاريخية والاجتماعية والسياسية في الوطن العربي، فالانسان العربي خرج بعد عقود طويلة من الاحتلال الذي كان السبب الرئيسي في إضعاف فكره ووعي الثقافي، وعدد الأدباء قبل الاستقلال ليس بالكثير وقد كان شغلهم الفني والادبي منصب في سبيل التحرير ليتطور بشكل بطيء بعد التحرير نحو التوعية بشكل عام ومن ثم بدأ التخصص في مجال الطرح لنصل نحو تحرير الفكر ومنه لتحرير المرأة ومن هنا نجد ان هذا العدد الموجود حالياً منطقي بالنسبة للظروف التي مر بها المجتمع العربي.
هل تجدين ضعفاً في الإقبال على عمل الأديبات العربيات؟
طبعاً يوجد ضعف كبير في الإقبال لكنه في المقابل ليس مقتصر على عمل المرأة فقط بل على العمل الادبي بشكل عام، نظرا لان البنية الثقافية في المجتمع العربي ضعيفة بشكل عام، فالفرد العربي لا يقرأ كثيراً نظراً لأن عادة القراءة عادة حضارية وهذه العادة ليست منتشرة بين صفوف مجتمعنا بحيث أننا نجدها قبل الاحتلال موجودة وبقوة ولكن بعد خروجه ضاعت ان لم اقل انه قضي عليها، فالثقافة هي البنية الاساسية للحضارة التي دمرناها بعدم اهتمامنا بالكتاب مع الارتفاع الملحوظ في نسبة الأمية في الشارع العربي بشكل عام، فضلاً استقدام الثقافة عبر وسائل التكلوجيا الحديثة كالانترنت وبشكل خاطىء مما يجعلنا هدفاً سهلاً للاختراق والغزو الثقافي.
كأديبة وكاتبة هل تتحاشين الخوض في موضوعات تصنف على أنها تابو؟
كلا أنا أتحدث عن كل شيء ... لكن باسلوب نظيف ومهذب أستطيع من خلاله الدخول إلى عقل القارئ ومخاطبته بشكل بعيد عن المباشرة التي قد تسبب النفور من الأفكار المطروحة رغم أنها قد تكون صحيحة، أي أنني اكتب في الممنوع لكن بأسلوب يتقبله القارئ ويتفاعل معه دون أي ردة فعل منه، فالكتاب القدماء أمثال الجاحظ تجدهم يتحدثون عن كل الامور والتفاصيل بدقة وبجرأة أيضاً لكنهم اعتمدوا طريقة مهذبة ومنهجية وعقلانية تخاطب فكر القارئ دون أن تجرح إحساسه ومشاعره.
كيف تبدو صورة المرأة في كتاباتك؟
منذ بداياتي في مجال الكتابة وحتى هذه اللحظة تجد المرأة متناثرة بين صفحات رواياتي، بدءاً من سرد تجربتي الشخصية كمجاهدة في الثورة الجزائرية ضد الاحتلال والعينات النسائية التي عشت معها أو عملت معها، ضمن عمل كان هدفه توثيق ما عانته المرأة الجزائرية في تلك الفترة، فضلاً أن عدد كبير من قصصي تحمل أسماء نساء من المجتمع، التي نقلت عبرها تجارب وخبرات لحياة المرأة في المجتمع الجزائري خصوصاً والعربي عموماً، لذا فانك تجد صورة المرأة واضحة وجلية وبالرغم أنني في الفترة الأخيرة انتقلت نحو الكتابة بأمور المجتمع، إلا أن صورة المرأة كانت لها بصمتها بين الشخصيات.

مالك أبوخير