الموضوع: عودة المجنون
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-28-2018, 10:49 PM
المشاركة 3
مؤيد عبد الله
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم

المجنون يحلل .. يظن انه ( شرلوك هولمز )

ترددت كثيرا في استكمال قصة المجنون الذي تركته في موقف صعب تبدو على وجهه سيماء الذل والانكسار والضعف والضعة والانحدار كلما ادار وجهه نحو اعداءه ، لكنه ما ان يطرق السمع الى حديث نفسه ونبضات قلبه ، ويذكر الله ربه تتجدد فيه الامال وتنفرج الاسارير وتغمر روحه امواج ماء باردة ورياح عطر منعشة وتتفجر في اعماقه انبعاثات الثقة برحمة الله ونصره والهمة في مواصلة السير على دربه ومواجهة خصومه واثبات سلامة نواياه وموقفه ، فها هو يعود الينا متوكلا على ربه وشادا عزيمته ومبديا جرأته وحماسه على اختراق حصونهم واجتياز حواجزهم والاشتباك معهم ، والفتك بهم وتوجيه طعنات مؤلمة قاتلة الى المواضع التي فيها مقتلهم . لقد كان مجنونا حالما ومريضا عقليا واهما ، تلفه النشوة الغامرة وسورة الاحساس بالبطولة النادرة ورفعة الشرف والقدر والمنزلة ، فنزل معها بعيدا نحو الاعماق الغائرة والاجواء المرعبة والامواج المتلاطمة لياتي الينا اليوم بحلة جديدة ، يحلل لنا حقيقة امرهم ويكشف سرهم المرعب ونواياهم السيئة واحلامهم البائسة ودورهم الدنيء فاستحق بجدارة لقب (( سارق النار )) - - لقد كان مريضا طيب النفس ، احلامه احلام طفل بريئ و في قلبه ايمان لايتزعز ويقين لا يهتز واطمئنان لا يعرفه الا ذوو القلوب العامرة والابصار المتفتحة تلك التي ترى الله تعالى في كل شيء مرسوم على اطار الصورة ، صورة الوجود وما فيه .... ويا حسرة على من يألم لحال هذا المريض ، او يضحك ، ولا يسأل نفسه عن الواهم من هو .. أهو المريض ام نحن ...؟؟ .. ان من يمعن النظر بالذي يدور حوله ويجول في خاطره ويجرد الظاهر ممّا طلي به من الالوان المبهرجة والمساحيق المزيفة ويزيل عنه البراقع المسدلة والاقنعة المضلِّلة ، سيصدمه واقع مؤلم وحال مزرٍ لا تحتمله عقول الباحثين عن الصورة التي تليق بالبشر .. وقد يرى ان في الجنون هروبا مشروعا ورفضا مقبولا ولجوء الى عالم افتراضي فيه تلقائية وبراءة وصدق لن يحضى بها عند المختبئين خلف تلك الاقنعة والمساحيق والالوان .
وللحقيقة .. فان ما نعيشه اليوم من تأزم مجتمعاتنا سياسيا وامنيا وحيرة في امرنا وضيق في انفسنا .. وحراجة يهون فيها الانشغال بكتابة مقال يستعرض كاتبه مهاراته الكتابية وفنونه الادبيه وافاقه الفكرية ، او همومه النفسية ومشاكله الاجتماعية تلك التي تنحصر في دائرة البيت او العائلة ولا تكاد تبين للمقربين منه من ابناء المجتمع .. يدفعنا الى العزوف عن استكمال الكتابة والشروع فيها حتى ولو كان الهدف منه اكتساب الخبرة وزيادة الدربة وتربية الموهبة ...
وكذلك التحرز من ان يساء الفهم عند بعض الاساتذة من الكتاب والمفكرين والظن ان فيها شيئا من الهمز واللمز ، وان المقال موجه الى الغير ظاهرا ويقصدهم هم في الحقيقة .. من اشد اسباب التلكؤ والتردد والعزوف عن مواصلة الكتابة .. لكن الامر هيّن والظن مردود ، فالفارق كبير بين مقال كتبه كاتب مبتدئ واديب مغمور ، لم يلتفت اليه احد ولم يرد ذكره على لسان او يُشر اليه ببنان وبين اعلام الادب والفكر المنهمكين في خوض غمار الابداع الفائق والادب الرفيع والفكر العميق والتحليل الرصين لمشاكل المجتمع وهموم الناس ..
كما وان التجديد في الطرح والتنوع بالمضمون والانتقال بين الحقول الفكرية والاجواء النفسية ، كانت من الدوافع والمبررات التي دعتني الى وضع غليون في فم المجنون ورمي معطف على عاتقه مع قبعة على راسه فبدا الوثوق في نفسه والغطرسة والتكبر على وجهه بحسب الصورة التي رسمها ( آرثر كونان دويل ) للمحقق البطل الشهير ، ذاك الذي لم تعجزه اعقد قضايا البوليس فكشف اسرار ما احتار فيه رجال الشرطة المختصون لقد ظن مجنوننا انه (شرلوك هولمز ) بنفسه وانه الصورة الحقيقية للشخصية الوهمية تلك ، فزادت تساؤلاته وتركزت نظراته وقدم لكل سؤال يعن له الف احتمال والف جواب .. ولعمري انها لفكرة صائبة وتجربة مثمرة ، تحفز العقل وتقوي الذاكرة وتوسع المعرفة وتكسب صاحبها القدرة على تشخيص المشاكل وتحليل عقدها وايجاد الحلول المناسبة لها ، يغدو معها العالم المرئي اكثر وضوحا واشد بريقا واثارة للانتباه .. انها فكرة صائبة حتى لو اعترفنا واقررنا انها مجنونة ... بحق .
ولا بد لي من التاكيد على ان مادة المقال او القصة بكل تفصيلاتها من نسج الخيال وليس لها مقابل على ارض الواقع اللهم الا من مشاهد ومشاركات اجهدت نفسي على جمعها وتحميلها ما لاتتحمله من الايحاءات والمعاني والرموز ورصفها وفق مسارات رايت انها ناجحة في شكلها العام وملائمة لبناء قصة مقبولة من اديب مبتدئ مغامر شرع في كتابتها وهو جاهل بفنها وفقير بمقوماتها
.
فلابدأ اذن ومن الله التوفيق .

المجنون يحلل .. يظن انه ( شرلوك هولمز )

ها انا اعود اليك يا انيس لافضح امرك واكشفك للناس اجمع ، لكل من يقرا المقال او به يسمع ، ولا تظنن ان امرك لا زال خافياً ، وليس هناك من يراقب نشاطك ، فكل الذي كتبته مسجل عليك وستجده امامك عند اول خطوة من خطوات تنفيذ مؤامرتك ، وسترى كيف ان الشهود والشواهد تتوالى على مراكز الاعلام لتثبت جرمك وتدين فعلك وتطالب باقامة الحد عليك انت ومستشاريك ومعلميك وباقي الذين معك .
اسمحوا لي اخوتي الاحبة ان اشرح لكم الذي جرى منذ اليوم الذي بدأ ت ( العصابة ) التي تعمل بامرة هذا العجوز الخرف الذي رمى بنفسه وبهم وباسياده ومموليه وحاشيته ومعينيه في مثلث الموت والهلاك وهو في غمرة الفرح والخيلاء ظانا ان مؤرخي مسيرة عصابته سيشهدون له بالعبقرية والنجاح والدهاء لا كأسوَد نقطة في تاريخها على الاطلاق وانه اوردهم موارد الهلاك وكتب عيلهم الهروب والاختباء والفناء .. ابتدأوا مراسيم محاكمة صورية جديدة مستعجلة ومرتجلة اشرف عليها ورعاها ( ابو نصير ) شريك الخسة والنذالة .. ذاك الذي يظهر للناس الحب لهم ولبلده ودينه ويفخر بانتمائه لعشيرته ، وهو عدو الناس وبائع الوطن وناكر الدين ولو علم به شيوخ عشيرته واطلعوا على خبايا افعاله لتبرأوا منه واقاموا عليه حدا ينهي حياته ويطمر عاره .. عرض على لوحة الاعلانات التي استأجرها شهادات المنساقين معه بما فيهم اصحاب النفوس البريئة الذين لا علم لهم بحقيقته ، والذين تورطوا وساهموا في جرائمه فطبع على قلوبهم ورضوا بقدرهم واستطابوا العطايا الموزعة عليهم ، يذكرون فيها بعضا من ملاحظاتهم ، من اطراء وادانة ، وارتياح وكره ، ولين وشدة .. لعل احسن الذي فيها شهادة احدهم باني ( فارس ) استطاع الصمود ولم يُدجَّن .. اما انيس فقد اراد اختتامها واصدار امره الاخير مذكرا ( بجريمة ) الاساءة الى احد الكلاب التي تنتمي اليهم .. وهي محاكمة مكملة لتلك التي حدثتكم عنها تلك التي اصدر رئيسها قرا راً بان( اعدموا هذا المغفل بسرعة ) ففشلت ..
برحمة ربي ولظني واستيقاني بان مكالماتي الهاتفية مرصودة من قبلهم .. ((سبق ان حدثتكم عنها اخوتي الاحبة وعن قيامي بتجربة اسمعتهم فيها انذارا بافشاء سرهم ومفاتحة الجهات الامنية في بلدي فكان ردهم باعلان بعثه ( ابو نصير ) يقول فيه ( اسكت يا ( عباس ) واغلق فمك )) .. بادرت باجراء مكالمة مع احد اقرابائي معربا عن عزمي بافشاء سرهم وكشف شخصياتهم امام الناس اجمع .. وقد بان الرد من ( ابو نصير ) بتهديد واضح عندي (نصيحتي لك ان تعتكف في بيتك وتصلِّ فيه لربك ، فهذا اولى لك ولمصلحتك ) مع اشارات موجهة الى اسياده تنبئهم بالذي جرى .. اما ( انيس ) الجبان الكهل فقد نسي الشجاعة والعزم والوعود التي قطعها وبعث برسالة الى اصحابه يقول فيها بانه بعد الذي جرى مع ( ابنه ) فلا امان له بالاقامة في المكان الذي هو فيه وان عليه ان ينصرف ، ثم بعث باخرى في يوم تال رسالة فيها ركاكة وقلة تدبر واضحين يطالب فيها بمستحقاته مع رجاء بعدم نسيان خدماته فان بالامكان معاودتها في ظروف اخرى مناسبة ، ثم تلاها باعلان الاعتزال .. لقد نسي الوعد والوعيد والعنجهية والتكبر والاقتدار والتحكم وسحنة الاقدام وعدم التهيب ، الا المال الذي عبده واعمى عينيه وصار له قبلة يتوجه اليها وحلما يطوف عليه في الليل والنهار وعند اليقضة والمنام ، يعده بيديه وان كان بعيدا فبمخيلته ويرسم لتحصيله الخطط ، هانت عنده الكرامة وسيماء الحياء والوجاهة والشرف ..
اما ( ابو نصير ) ذاك الحقير النذل ، الاحمق الطائش الارعن الذي لم تردعه سمعته عند الناس وما سيقولونه عنه ، وكيف بمن ثبتت عليه قبائح الافعال ورُمي بتهم السرقة والنصب والزنا واكثر وخيانة الوطن والصديق والعمالة لغير بلده وامته وعاش طريدا هاربا يتحاشا التواجد بين الناس ، فالامر عنده من اليسير الذي لايَردع ولا يُعجز ، لقد بعث برسالة الى الخرف الاخرق ان تريث وانتظر فان صاحبنا جبان تخونه امكانياته وانه بعير نصبنا على ظهره لوحة لعبتنا فإن نهض سنترك اللعبة وننصرف ، اسمعت ..؟؟ اذا نهض ، اذا ...؟
ورسالة اخرى فيها عتاب لصديقه وعرض جديد واموال كثيرة لا يحتمل اغرائها انيس والذين معه ، اذكر منهم بائع القداحات الذي كتب رسالة مجّد فيها الخوف تزامنا مع خوف الاحمق الخرِق وانسحابه ، ثم عاد نادما على غلقه الباب بعد ان عاد الخرِف . ولي مع بائع القداحات مواقف ومحطات اخرى اذكر من البعيدة منها تلك التي تناولني فيها بالسب والشتم والتسفيه والتحقير على فعلتي التي آذيت فيها كلبهم المدلل ولم يهدأ له بال او يسكت حتى تنبه اليه صديق له ظنّ ان في صدره حسدا يأكل قلبه ويستوقد ضلوعه ، ولن يطفئه الا زوال ما عليَّ من النعم .. وابدى له النصح بلزوم التهدئة والتعقل وتقبل الحال والرضا به ولا يقلق فانه على حال افضل .. ارتدع بائع القداحات ولم يبدِ الندم ، بل ابدى الاسف على حظه السيء التعس فان له اصحاباً حاقدين يكنون له كرها الى الحد الذي إن وُجهت اليهم دعوة الى مأدبة تجمعهم ، استوثقوا واستوضحوا عمّا اذا كان هو من المدعوين .
لا تظنوا اخوتي الاحبة ان عداوتهم لي نصرة لكلب عزيز عليهم ، لاجله اعلنوا الحرب وحشّدوا قدراتهم واستنفروا اتباعهم ورصدوا الاموال الكبيرة وصرفوها .. فانه لا يستأهل عندهم كلمة يحتجون بها ويستنكرون ، وهم لا يبذلون جهداً ليس له اجر محسوب ، أو فيه اموال تُغدق أو عوائد تنفع ، انهم عملاء عصابة كبيرة متخفية ، عابرة للحدود ، وبتمويل رهيب وامكانات فائقة ، تظهر للناس حباً ولحكوماتنا ولاءً ولأمتنا انتماءً ، لكنهم يطمحون لتربية جيل منحل ، ناكر لامته كافر بربه ، متمرد على اعراف وتقاليد قومه .
وما كلبهم الا ( سبب مباشر ) يبررون به المضي في جرائمهم . وانهم يظهرون لاتباعهم الشباب ( ممن لا علم لهم بحقيقتهم )الاعتزاز بهم والرعاية والتقدير والاحترام لهم .. يستمعون اليهم ويشركونهم في قرارتهم وكانهم اعضاء برلمان متقدم .. وفي حقيقة الامر انهم يسعون للايقاع بهم وتوريطهم في مشاريعهم المشبوهة وتجنيدهم في تنفيذ مهماتهم القادمة .. وما محاكمتهم لي اخيرا والاخذ باصواتهم الا لتنفيذ حكم الاعدام الذي اصدروه وليجعلوا من ( الشباب ) مجرمين بعد ان يثبّتوا اشتراكهم في التصويت .. وليسهل بعدها تسخيرهم بما لم يخطر لهم على بال .
واستبعد فرضية اخرى مفادها ان كلبهم رجل كبير في العصابة هذه ، وانني بعملي قد دفعت بالعصا التي في يدي الى داخل (كوّارة ) الزنابير فاصابت الملكة بما يؤلم ..
وفرضية اخرى اجزم ان فيها غرضا مقصودا وعملا مرصودا وتخطيطا محبوكا .. لقد استهدفوا شريحة معينة من المجتمع وارادوا الاضرار بها وتسقيطها في عيون الاخرين ، حسبوني عليها وروّجوا على اني منها وممثل لها ان لم اكن فيها من الاعيان .. وقد تفننوا في اساليبهم واجهدوا انفسم واجزلوا بعطاءاتهم لكل من يغريه العطاء وتستهويه اللعبة ونسي ربه فاسقطوني من ( اعلى السلم بحسب تعبير الرجل الخرف ) على امل ان تتزعزع الثقة بهذه الشريحة بالذات ، كان لـ ( ابو نصير ) الفضل الاوفر في الخسة والدناءة والضعة ، فهو صاحب الجناح التنفيذي للعصابة ، جنّد جيوشه واطلق كلابه وجاب البلدان وقدم الهدايا واقام الحفلات .. وله في هذا تاريخ حافل بالجرائم والخسة والنذالة والعمالة مخفية خلف استار النزاهة و الوطنية والمحبة والرحمة ونصرة الضعيف ومعاونة المحتاج . ينفخ في بوق التعصب والتحزب والتعنصر والفرقة بين الناس والمذاهب ، يمتدح ويطري ويجزل الثناء على طرف ٍ ويعيب ويهجو ويذم طرفاً اخر ، ثم يعود ليذم الذي اثنا عليه ويمدح الذي عابه ، وهو عالم ان في الاطراء والهجاء تاجيج لمشاعر العداوة والبغض والفرقة .. ويظن ان ارسالها في صورة اقوال مبعثرة ومشاهد مختلفة وبكاء على الاحوال المتدنية والنفوس المتعبة كفيل بتمرير مراده ومطلوبه في تاجيج نيران الاضطراب والصراع والاحتراب بين الناس .. وهو في كل هذا على استعداد وتأهب في رمي كل من دعا الى اصلاح الحال ورأب الصدع بالجهل في الامور أو العمالة للغير أو الطمع بالمنصب ، كأن النوايا السيئة قاطنة في رؤوسهم وأن الاطماع والاهواء تنفخ في صدورهم ، اللهم الا من دعا الى الذي يدعو هو اليه .
ساعود اليك ( انيس ) لاحكي لك وعنك ما يفاجئك .. وتاكد ان من حرك الحدود هو مياه بحرك واندفاعات امواجك ، واضطراب نفسك وخوف قلبك وانك من قاد اصحابك وعصابتك الى هاوية الهلاك ، وسيكتب عنك في تاريخ جرائمك كأسوء مدير فاشل خائب كشف للعالم عن نفسه ومن معه وخلفه ، فانظر ما الذي فعلته وكيف كان الحال وكيف صار ..؟ انك تجرهم نحو هاوية سحيقة ونهاية تعيسة ودمار لا صلاح بعده ، الأَولى بمن يأتيك من بعيد ويهمس في اذنك ان يرمي بك بعيدا ويزيحك عن كرسيك انت وطاقمك ، واعلم ان كثيرين من هم اليوم يتابعون تحركاتك وواعين بمرادك وارجو الله ان يوفقهم في الايقاع بك . ولا اخفي عليك ، مرحلتي التاليه هي اشاعة امركم بين الناس في منطقتي التي انا فيها ثم الاخرى فالاخرى .. وسترى ذلك بنفسك او تسمعه من احد كلابك ، ولو مكنك الله مني وانهيت حياتي فان صورك واخبارك كلها نازلة عليك لامحالة ، وما رسالتي هذه الا خطوة اولى تتبعها خطىً وربي هو الموفق .
وها انا اعيد القسم الذي قطعته عن سلامة موقفي ، وازيد ( وليسمع بائع اللبن ويضحك ) اني لم ادخن سكائر التبغ او اتعاطَ المخدرات ابدا ، لا في الصغر ولا الكبر ولم اقرب غير المرأة التي ربطتني بها شريعة الله تعالى ( على وجه الاطلاق ، وليتك تفهم ) ولم اقع بما يشين من منكر حرّمه الله تعالى وجعله من الكبائر ، واكثر من ذلك ( وليضحك بائع اللبن ) .. لم ادخل موقعاً اباحياً ابداً ، وإن عرض ( الانترنيت ) مشاهد منها ، امرّرها لما هو بعد ، وانا حريص على عدم خيانة الصديق واختلاس البصر ، لا الصديق وحسب بل كل المعارف والاغراب ، وانا من الممتثلين لقول الله تعالى وامره ((وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) .. ولم اعش مراحل مختلفة كالتي صوروها لـ ( رابعة العدوية ) والمحت انت اليه ، واني عشت حيناً من الدهر بعيدا عن بلدتي بسبب وظيفتي الحكومية .. انتقلت ومعي مجموعة من الكتب ، شاركت خلالها في امسية ثقافية بمقال ثمّنه احد اساتذة الادب هناك بانه ( احسن ما قيل في المنطقة لغاية اليوم ذاك ، وقد فهمت انه داخل في باب التشجيع لا الوصف) وأُشهد الله تعالى على ما قلته ، واكون من الناكرين له الجاحدين به سبحانه ان كنت من الكاذبين ..
أعلم انك من الذين تبلّدت احاسيسهم وتجمدت عواطفهم بسبب الطبع الحاد وتقدم العمر .. وانك بسبب التمسّك بمكانتك بين الناس ومنصبك في ادارة المهمة التي اوكلت اليك ، والاموال والمستحقات التي تنتظرها والتشجيع والمكافآت التي تحلم بها وتأمل ، تصر على ان تجعل من الصورة التي رسمتها لي انعكاساً لمشاهد ووقائع حدثت .
وانا بحول الله تعالى عائد لاقول ما تحسبه مطمورا تحت اكداس مقالاتك وركام اراءك وضلالاتك .. واملي بالله كبير في ان يريني فيك حكمه ، ويلجم فمك يا احقر من رأيت ..
اقول لـ ( ابو نصير ) انك تذكرني بالمرأة الامريكية التي تركت تمثيل الافلام الاباحية وتفرغت لمحاربة الدين ، انها على ما هي عليه من ضلال اشرف منك وانبل اذا ما حسبناها على اساس السلوك المجرد من الغرض والهدف ، فهي صادقة وواضحة في سلوكها وانت كاذب محتال مخاتل ، وهي اعطت من نفسها لاجل اهداف لا عوائد مالية فيها ولا ارباح ، وانت قد بعت دينك ودولتك ومصالح امتك لتجني الاموال والارباح ، تتمتع بها وتستثمرها وتشتري نفوساً ضعفت بضغط الحاجة او الطمع ، واملي بالله اولاً ومن بعده بالشباب ذوي الضمائر الحية والغيرة والنفوس الابية الذين انضووا تحت خيمتك وتقبلوا قيادتك على اساس الصورة التي قدمتها لهم وارى انهم قد تنبهوا اليك وعرفوا حقيقتك
----------------

اجهدت نفسي في محاولة اجعل فيها الجزء هذا من القصة عرضا مختلفا عن الذي سبق ، وان فيه جدّة وتنوع ولا يبعث على الضجر والملل ، بل الاحساس على ان لها اساساً في الواقع واجزاء من قصة ومعانات يعيشها بطلنا المجنون .. ارجو ان يكون التالي اكثر تنوعا واشدّ تأزّما باذن الله .
ولا بد لي من التذكير على ان التحليلات الواردة لم تكن لنصوص او مشاهدات او افكار خطرت على البال ووردت بل هي توظيف لها وتطويع ، وان ما قراته او لمسته كان بعيدا وقد اضطررت الى اضافة احداث من الخيال لاخراجها بالصورة التي رسمتها في نفسي .. ولا اكثر من ذلك ..
واشكر اساتذتي واخوتي في منتدانا الكريم على طول الاناة والصبر والمتابعة وعلى رحابة صدورهم وكرم اخلاقهم
اللهم انت حسبي ووكيلي بك استعين واستجير والحمد لله ربّ العالمين ...