عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2017, 11:55 PM
المشاركة 1500
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الى الذين فاتهم الاطلاع على خلاصة هذه الدراسة نكرر الاستنتاجات للفائدة المرجوة :
---
نتائج الدراسة البحثية الإحصائية حول عينة " كتاب أفضل 105 رواية عربية ":

مقدمة،،،

حيث ان الطفولة تعتبر عند قسم كبير من علماء النفس الصندوق الأسود للإنسان، وان الاحداث في الطفولة التي يشتملها ذلك الصندوق ويخزنها يبدو ان لها دورا فاعلا في تشكيل شخصية الانسان وتكوين مداركه وتوجهاته وقدراته العقلية وصحته النفسية، تأتي هذه الدراسة لمعرفة ظروف النشأة لدى كتاب أفضل 105 رواية عربية وهي من ضمن سلسلة الدراسات التي اجريتها بخصوص اثبات العلاقة بين اليتم والانجاز في اعلى حالاته في كل المجالات..وهنا في مجال الابداع الروائي طبعا وضمن عينة افضل 105 رواية عربية الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب ومنشورة على الانترنت.

بداية لا بد من القول انه على الرغم من البحث المضنى عن المعلومات حول طفولة افراد هذه العينة الدراسية، وجدت صعوبة في العثور على المعلومات الكافية الشافية، ضمن ما هو منشور من ترجمات او أي معلومات حول السير الذاتية للكتاب افراد هذه العينة الدراسية، وعلى عكس البحث في حياة وتراجم الكتاب الأجانب الذي غالبا ما تجد تفاصيل وافية كافية عنهم وعن حياتهم وخاصة فترة الطفولة، وكأن حياة الكتاب العرب سر لا يجوز البوح به، او ربما هو عند الكثيرين امر غير مهم ولا حاجة لذكره، وعليه غالبا ما يتم التركيز حول الإنجازات او القفز عن مراحل الطفولة ليبدأ الحديث عن الدراسة الجامعية من دون مقدمات... بينما يتم تجاهل احداث السيرة الحياتية التفصيلية التي يؤكد علماء النفس، في معظمهم وعلى اختلاف مدراسهم، أهميتها في تكوين الانسان ومداركه وتوجهاته، وسماته الشخصية.

وحتما الأغلبية العظمى في مجتمعاتنا لا تعطي اعتبار لتلك الاحداث في صناعة القدرات الإبداعية والعبقرية والقدرة على الإنجاز الفذ، لان الناس يغلب عليهم القناعة المطلقة بأن الابداع هو موهبة وتولد مع الانسان، وانه لا علاقة للأبداع بظروف الحياة التي يعيشها الانسان.

وربما ان العزوف عن نشر تفاصيل الحياة لكتابنا يعود لسطوة العادات الاجتماعية والتقاليد وطبيعة العلاقات الاجتماعية حيث ما نزال نخجل من كشف طبيعة الاحداث التي نعيشها، خاصة إذا كانت تلك الاحداث مأساوية، صعبة، وقاسية، وأحيانا نكبت تلك الاحداث ونحاول مسحها من التاريخ والذاكرة لأنها تسبب لنا بألم نود لو اننا لم نختبره ابتداء او ندخل تحسينات كاذبة على سيرتنا الذاتية فنجد من يقول بأنه عاش حياة مرفهة رغم انه يكون قد ذاق الامرين في طفولته ومراحل تنشئته...دون ان يدري طبعا بأن تلك الظروف الصعبة هي التي صنعته وجعلت منه صاحب ذلك الإنجاز...

لذلك كله لا يمكنني هنا الجزم بأن هذه الأرقام التي توصلت اليها في هذه الدراسة صحيحة، ولا يمكنني الادعاء بأن النسب صحيحة أيضا فربما لو اننا حصلنا على معلومات كافية لاختلفت النتيجة حتما، ولكننا سنفترض بأن هذه البيانات الإحصائية التي حصلنا عليها صحيحة وسنحلل النتائج بناء عليها...

الاستنتاجات القائمة على هذه الدراسة الإحصائية :
طبعا واضح ان هذه الدراسة والتي انجزها اتحاد الكتاب العرب كما هو معروف جاءت على الاغلب كتقليد للدراسة التي كانت قد أنجزت على أفضل 100 رواية في اللغة الإنجليزية، لكن اتحاد الكتاب العرب اختار ان يجعل القائمة تضم 105 روايات وليس 100 رواية فقط كتلك الدراسة ولا نعرف الاعتبارات التي جعلته يتجاوز العدد 100 وهل ذلك لصعوبة الاختيار ام من اجل ترضية بعض الكتاب وكنوع من المجاملة او لاعتبارات أخرى ...

وقد تبين من خلال الأرقام الناتجة عن دراسة حياة وطفولة أفراد العينة تحت البحث تبين ما يلي:
- عدد أفراد العينة التي تم إخضاعها للدراسة 105 وذلك حسب القائمة المنشورة على الانترنت سواء في موقع وكيبيديا او مواقع اخرى.

- اتضح أن نسبة 12.4% من بين أفراد العينة المذكورة ذاقوا مرارة اليتم وحتى سن 21، وان ظروف يتمهم مسجلة ضمن سيرهم الذاتية المنشورة في مواقع البحث الالكتروني .

- اتضح أن نسبة الأيتام ( يتم اجتماعي ) والذي يتمثل في الانفصال عن الوالدين أو احدهما في الطفولة او عاش طفولة صعبة واقرب الي ظروف اليتم وحتى سن 21 هي 19%.

- وعليه فأن نسبة الأيتام يتم فعلي ، مضاف إليها الأيتام اجتماعيا تشكل نسبة 31.4% من بين افراد العينة تحت الدراسة.

- كما اتضح أن نسبة الذين عاشوا حياة أزمة من بين أفراد العينة هي 38.1%.

- وعليه تبين ان نسبة الأيتام فعلا مضاف إليها الأيتام اجتماعيا ومن عاش حياة أزمة تساوي 69.5%.

- أما نسبة مجهولين الطفولة (أي انه لم يتوفر معلومات عنهم تحسم طبيعة الظروف التي عاشوا فيها ولا يعرف متى مات والديهم)، فقد شكلت نسبة عالية وبواقع 42.9% من بين أفراد العينة، وهو ما يرفع نسبة الاحتمال ان يكونوا قد ذاقوا مرارة اليتم.

- ولو افترضنا بأن مجهولي الطفولة جاءوا من بين الأيتام لوجدنا أن نسبة الأيتام فعلا مضاف إليها مجهولين الطفولة هي 55.3%.

- وعليه فأن نسبة من عاش يتما فعليا، أو يتما اجتماعيا، أو مجهول الطفولة وصلت إلي ظ§ظ¤.ظ£ ظھمن بين أفراد العينة.

- يمكن القول انه لا يوجد ما يشير أن أي واحد من بين أفراد العينة الـ 105 عاش في ظل والديه وان حياته كانت خالية من حدث ذي طبيعة قاسية يتم او يتم اجتماعي او ازمة.

- ويتضح من واقع البيانات الإحصائية لأفراد العينة المذكورة (افضل 105 روايات عربية) بأن نسبة عدد الايتام من بين افراد العينة وهي 12.4% منخفضة جدا بالمقارنة مع الدراسات الأخرى، وحيث ان هذه النسبة اقل بكثير من النسب التي ظهرت في الدراسات الأخرى وعلى راسها افضل 100 رواية عالمية والتي ظهر ان عدد الايتام من بين افرادها كان 43% بينما ارتفعت نسبة الايتام في دراسة عينة "الخالدون المائة" الي 53% يمكن القول ما يلي:
- على الرغم اننا لا نعرف الأسس التي وضعتها الجهة التي اختارت هذه الروايات لتدخل ضمن قائمة أفضل 105 روايات عربية لكننا ومن واقع نتائج الدراسات الأخرى التي لم تترك مجال للشك بأن هناك علاقة حتمية بين اليتم والانجاز في اعلى حالاته، نقول بان هذه الأسس لم تكن موضوعية حتما ، وأنها على الاغلب جاءت لاعتبارات مثل ترضية الكتاب من الدول الأعضاء في الاتحاد اي التوزيع
الجغرافي او ربما انها اقتصرت على الكتاب الأعضاء المسجلين في اتحاد الكتاب، وقد اثار الزميل بلقاسم علواش من الجزائر هذه القضية اثناء جمع المعلومات واحتج بقوله ان في الجزائر روايات افضل من الروايات المدرجة ضمن القائمة المذكورة ولو اخذنا برأيه لوجدنا انه يرمي في حديثه لروايات كتبها ايتام حتما وهذا ما قاله في حينه وحتى قبل ان نبحر عميقا في البحث وتبين انه على الاغلب على حق :"
لكن الترتيب المدرج أعلاه غير وجيه، وتعجبت من هذه الجملة التي تمهر هذا الحكم غير الدقيق:

اقتباس " قائمة أفضل مئة رواية عربية حسب تصنيف اتحاد الكتاب العرب والمدرجه في وكيبيديا "

لأنه تم من قبل متابع انقطع وتوقف منذ ثلاثة عشريات، بدليل أن هناك روايات أخرى لروائيين آخرين أكثر جودة وأفضل جودة وجدة لم تدرج في جل الأقطار العربية، ولناخذ الجزائر كمثال، فنجد الروايات المختارة كما يلي:

اقتباس

25- ذاكرة الجسد أحلام مستغانمي الجزائر
53- ريح الجنوب عبد الحميد بن هدوقة الجزائر
73- اللاز الطاهر وطار الجزائر
75- ألف عام وعام من الحنين رشيد بوجدرة الجزائر
89- لونجه والغول زهور ونيسي الجزائر

فكل هذه الروايات هي النصوص التأسيسية للرواية الجزائرية، وبعضها حديث نسبيا لكنها ليست هي الأحسن حسب النقاد في الجزائر، وأنا متابع في الروايةالجزائرية، ولم أجد من هلل لرواية لونجة والغول مقارنة بروايات الطاهر وطار اللاحقة أو أعمال واسيني الأعرج، وغيرهم من المبدعين،
وهنا لا نجد من الروايات الجديدة سوى ذاكرة الجسد، ربما لشهرتها، وللضجة التي رافقت خروجها من الطباعة، ولتجسيدها في عمل درامي تلفزيوني، أما باقي المنجز الجزائري الحديث والمعاصر، وخاصة ما اصطلح عليه الرواية الجديدة المتكاثرة والمتراكمة، فغير موجود وغير مدرج، مما يشي أن واضع هذا التصنيف، لم يقم بعمية استقصاء وتتبع، وهي من الخطورة بمكان، بل كلما قام به هذا الحاصي، هو العودة إلى الذاكرة الشخصية والترتيب وفـق ما تمليه عليه تذكراته،دون عملية إحصاء دقيق تاريخي ونقدي، من هذا المنجز الكبير العصي عن المتابعة والدراسة والنقد الحصيف، لأنه بلغ درجة من التكاثر تستعصي حتى على أعتى المؤسسات النقدية الوجيهة، فكيف بآحاد الأشخاص أو المؤسسات المهزوزة المصداقية
."

- يتضح من الدراسة انه وعلى الرغم من انخفاض نسبة الايتام الا ان عدد مجهولي الطفولة يشير الى احتمال ان تكون نسبة الايتام من بين افراد العينة أكبر مما ظهر بكثير وبمجموع 42.9% وهي نسبة علية وتتعدى عامل الصدفة.

- يتضح أيضا بأنه في كل الأحوال فان ظروف التنشئة عند كل افراد العينة كانت مأزومة او اقرب الي اليتم الاجتماعي وهذا مؤشر على وجود علاقة حتمية بين الطفولة المأزومة والابداع.

- وعليه نفترض انه لو تم اعادت هذه الدراسة على أسس موضوعية، وتم وضع مقاييس معيارية موضوعية، ومحايدة ولم تقتصر الدراسة على أعضاء النقابة اذا كان هذا ما حصل أصلا، ولم يتم ادخال اشخاص في القائمة كنوع من الترضية لكافة الدولة العربية التي ينتمي افراد هذه العينة اليها اي عدم مراعاة التوزيع الجغرافي، وتم اختيار الأعضاء بناء على الأفضلية البحتة، والمجردة بغض النظر عن الموقع الجغرافي والعضوية او اي اعتبارات اخرى نجهلها فالأغلب ان نسب هذه الدراسة سوف تتغير بشكل دراماتيكي وان نسبة الايتام من بين افراد القائمة سوف ترتفع...

كذلك لو اننا تمكنا من الحصول على معلومات كافية حول الكتاب المدرجة أسمائهم ضمن هذه القائمة لربما تغيرت النتيجة والنسب أيضا.

خلاصة ،،
تؤيد نتائج هذه الدراسة ما ذهب اليه الاخ بلقاسم علواش، وارى بأنه اذا كانت الجهة التي اختارت هذه الروايات قد اختارتها فعلا لاعتبارات تخصها او تخص النقابة لاتحاد الكتاب العرب، وان تلك الاسس لم تكن موضوعية، فلا بد من اعادة الدراسة لتحديد افضل 100 رواية عربية لان ذلك فيه اجحاف في حق الروايات الافضل فعلا ، والتي لم تنل شرف الدخول في هذه القائمة لتلك الاعتبارات المفترضة....

كما ان المكتبة العربية اصبحت غنية بعدد كبير من الروايات التي صدرت بعد تاريخ التصنيف المذكور حتما وهو ما ىيستدعي اعادة عمل هذا التصنيف وتحديثه وعلى اساس ان يتم اختيار الروايات على أسس موضوعية محايدة تراعي معايير الجودة بالنسبة للروايات دون تحيز او محسوبية او اي اسباب اخرى تكون مجحفة بحق الروايات الافضل حقا ولو ان ذلك يظل صعبا وربما ان الاعتماد على مشاركة الجمهور في عملية التقييم يجعلها اكثر موضوعية واكثر قابلية للتحقق...

ومن هذا المنطلق حاولت اطلاق دراسة جديدة من هذا المنبر الثقافي لكن الاستجابة كانت صفرا وهو ما يعكس مرارة واقع القراءة في المجتمعات العربية ولو اننا بحثنا عن عدد القراء الذين تسنى لهم الاطلاع على كل ما ينشر في مجال الرواية باللغة العربية لوجدنا ان العدد صفرا فحتى من يهتم في زمن الفيسك بوك بالقراءة نجده يقرا عددا قليلا من الروايات مثل تلك التي يرافق صدورها حملات تسويق او من نفس القطر فقط ،،،

وشكرا لكل من رافقنا في اثناء هذه الدراسة ،،،،،

انتهى،،،