عرض مشاركة واحدة
قديم 12-27-2016, 06:24 PM
المشاركة 3
د. زياد الحكيم
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاخ الاستاذ ايوب صابر - شكرا للمتابعة والاهتمام.

الواقعية والطبيعية مدرستان ادبيتان مستقلتان الواحدة عن الاخرى.
غير ان المدرستين تتشاركان ببعض النقاط. فكلاهما تقدمان
نظرة الى الحياة والانسانية بمعزل عن الرومانسية
وتتجنبان العناصر الخيالية والغيبية.
وقد ظهرت المدرستان في القرن التاسع عشر في
فترة اتسمت بالفقر والاضطراب. واذا كانت الواقعية تسعى
الى تصوير الحياة تصويرا امينا فان الطبيعية تقدم صورة يائسة لها.
والحق ان الطبيعية انطلقت من الواقعية وتعد
امتدادا لها. وهي صورة مبالغ فيها للواقعية. وهي
تصور حياة شخوص تحت رحمة البيئة والوراثة
والاوضاع الاجتماعية – وكلها عناصر تقع خارج
نطاق سيطرة الفرد. ومن هنا فان الفرد يعيش حياة بائسة
ويعجز عن تغيير ظروفه الى افضل. وتركز الاعمال الواقعية على
الطبقة المتوسطة في المجمع. اما الطبيعية فان
اهتمامها يقع على رسم صورة لافراد الطبقة
الفقيرة المعدمة اقتصاديا وتعليميا بحيث تشكل بيئتها
مرتعا للجريمة والعنف. والطبيعة في الاعمال الطبيعية قوة متوحشة
لا تأبه لحياة الناس ومصالحهم. ويعود الفضل في تطوير
المذهب الطبيعي في اروبة الى الكاتب الفرنسي
اميل زولا. والحركة في الادب الامريكي مدينة لاصول اوربية في الاساس.