عرض مشاركة واحدة
قديم 03-21-2012, 09:48 AM
المشاركة 132
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفصل السابع:

- كيف تحدث العبقرية؟ وما الذي يجري في الدماغ ليؤدي الى العبقرية؟ وكيف تعمل هذه الطاقة لجعل الدماغ قادر على الخلق والانتاج العبقري؟
- وهل الدماغ جهاز طاقة؟ وهل هو جهاز مرن يمكن زيادة كفاءته، وفعاليته، وقدرة على الانتاج؟
- وما الاليات التي يمكن تسخيرها وتوظيفها لاكتساب العبقرية؟

أما عن كيف تحدث العبقرية؟
يبدو أن عقل الإنسان، هذا الكون الذي يُجمع العلماء على انه ما يزالمجهولا، وغامضا ويعمل بطاقة 5% من قوته المهولة فقط، يشتمل في ثناياه على مخازنالمعرفة المطلقة، التي تولد مع الانسان، وهذه المخازن تكمن فيما اصطلح عليه العقلالباطن المحجوب عن العقل الظاهر الواعي بحجاب يشكل سدا منيعا أمام خروج هذه المعرفةويضبطها ويمنع تفلتها نظرا لما تملكه من قوة وقدرة على الإذهال تفقد الإنسان توازنهإذا ما خرجت بصورة غير منضبطة وبما يتجاوز قدرة الأنا العليا على الاستيعاب والتبرير.

ويبدو أن هذا العقل الباطن يتكون من شقيين: واحد يمثل الخير وكل ما تمثلهالكلمة ويرتبط بها، وهو مصدر الإبداع بكافة مستوياته. وآخر يمثل الشر، وكل ما تمثلهالكلمة وما يرتبط بها، وهو مصدر الجنون بكافة مستوياته.

كما يبدو أن مخازن المعرفة هذهتتفاوت في عمقها، ولو افترضنا هنا جدلا وعلى سبيل التبسيط أن العقل يتكون من عشرةمخازن من مخازن المعرفة فقط، لقلنا أن منشأ الإبداع في ابسط حالاته ينبع من المخزنالأول، والذي هو الأقل عمقا، بينما نجد أن المخرجات الإبداعية تكون أكثر قيمة ووزن،كلما تعمق منشأها ضمن مخازن المعرفة العشرة المذكورة.

وتصبح أكثر قيمة ووزن وتعقيدورمزية وكودية كلما تعمق منشأ الإبداع أكثر فأكثر، فتكون المخرجات الإبداعية منالمخزن رقم خمسة مثلا، ذات وزن وقيمة أكثر خمس مرات من تلك التي تتولد من المخزنرقم واحد.

وتصبح هذه المخرجات عبقرية، فذة، مدهشه، ومزلزلة، إذا ما كان منشأ الفكرةأو المخرجات الإبداعية عميقا جدا ضمن هذه السلسة...وهكذا حيث تتشكل لحظة الوجدوالتي تمثل حالة انكشاف هائلة من المعرفة والقوة المخزنة في ثنايا العقل الباطن إلىالحد أن البعض يظن أن ما يحدث هو عبارة عن حالة توحد مع العقل الكوني.

وكلما تعمقمصدر المعلومة أو الفكرة أو المخرج الإبداعي، كلما كانت الفكرة أكثر عبقرية وقيمةووزن، ولو أن مصدر المخرجات الإبداعية كان مخزن المعرفة الأكثر عمقا على الإطلاقفالأرجح أن هذه المخرجات إلا بداعية ستكون كاملة المواصفات وعبقرية في حدها الاعلى، وتمثل انعكاس للمعرفةالمطلقة في أعلى صورها وتكاملها.

أما فيما يتعلق بالآلية التي يحدث فيها تفعيل مخازنالمعرفة من خلال إحداث ما يشبه الخلخلة في الجدار الفاصل بين العقل الواعي والعقلالباطن للسماح بولادة وخروج الأفكار والمخرجات الإبداعية على اختلاف أشكالهاوأنواعها، فذلك مرتبط بشكل وثيق بوزن وطبيعة المصيبة وتوقيتها وأثرها في الطفل. وما ينتج عن ذلك من تغير في كيمياء الدماغ وبالتالي ولادة الطاقة البوزيترونية.

ويمكن القول ومن واقع الدراسات الإحصائية والتحليلية التي قمت على إجرائها، أناليُتم والذي قد يفجع الطفل من سن ما قبل الولادة إلى سن 21 عام، هو أهم العواملالتي تؤثر على الدماغ وتزيد في نشاطه من خلال ما يحدث من تغير في كيمياء الدماغ وبالتالي زيادة نسبة الطاقة المتشكلة والتي تؤدي الى تفعيل قطاعات المعرفة الاعمق كلما كانت نسبة هذه الطاقة اعلى، أي ان العلاقة طردية بين وزن الفجيعة والطاقة المتشكلة وبالتالي عبقرية المخرجات الابداعية.

ويلاحظ من خلال وزن وقيمة المخرجات الإبداعيةاللاحقة، أن الأثر يكون أعظم كلما كان اليتم أبكر من حيث التوقيت: فنجد أن أعظمالناس عبقرية على الإطلاق هم أيتام قبل الولادة مثل نيوتن.

يليهم في العبقرية منتيتم في السنة الأولى مثل جان جاك رسو على سبيل المثال لا الحصر. ثم السنةالثانية... وهكذا.
وذلك على الرغم أن تراكم المآسي في حياة طفل تيتم في السنةالخامسة من عمره مثلا، قد يجعل من دماغه يعمل بطريقة أعظم وأكثر نشاطا مقارنة معطفل آخر تيتم في السنة الأولى، لكن لم تتكرر المآسي في حياته بنفس كثافة ما حدث لابنالخامسة، فتكون المخرجات الإبداعية أعظم عند من تيتم في سن الخامسة، وذلك كنتيجةللمؤثرات التي تزيد من نشاط الدماغ وتعمل على تحفيزه.

وهنا لا بد من التنويه بأنزمن وقوع اليتم يبدو مهما جدا في التأثير على طبيعة المخرجات الدماغية. فبينما نجد أن من تيتمفي السنة الأولى يميل إلى الإنتاج الفكري والفلسفي ويبدو كأنه في مهمة للبحث عن الحقيقية، وفي نفس الوقت لديه القدرة علىالإنتاج في مجالات متعددة، نجد أن الأيتام من السنة الرابعة وحتى العاشرة يبدعون فيمجال الدراسات العلمية مثل الرياضيات، والهندسة، ومن ثم البيولوجيا، وبعد ذلك الفلك فيسن العاشرة.

بينما نجد أن الأيتام في سن المراهقة غالبا ما يصبحون قادة، أفذاذ، كرزميون، لكن مع ميل شديد للقتل الجماعي الذي لا يرحم وسفك الدماء، مثل هتلر وستالين ونابليونوغيرهم من القادة الذين تيتموا في سن المراهقة.

بينما نجد أن الأيتام ما بينالسابعة عشرة والحادي والعشرين هم في اغلبهم مخترعون ومكتشفون، مثل جوتنبرغ وجميسواط والاخوين رايت، وهو ما يشير إلى أن توقيت الصدمة يكون له تأثير على قطاعاتمختلفة من مخازن المعرفة والقدرات في الدماغ حيث يبدو أن لذلك علاقة بمستوى النمووالنضوج في الدماغ، ولذلك نجد بأن الأثر يكون محدودا بعد سن الحادي والعشرينوالتي يكتمل فيها النضوج العقلي.حسب ما يقوله علم النفس.

وفي عودة للحديث عن الآلية التي تجعل الدماغ يعملبنشاط اكبر فذلك يرتبط بزيادة حادة في كيمياء الدماغ التي تتناسب طرديا مع مدى وقوةالصدمة التي تصيب الطفل وتوقيتها، حيث يبدو أن هذه الزيادة في كيمياء الدماغ تؤديإلى تولد طاقة تتناسب في قوتها طرديا مع وزن المصيبة وقوة أثرها، وكلما كانتالمصيبة أعظم كلما كانت كيمياء الدماغ أكثر دفقا، وبالتالي تتولد طاقة أعظم، وكلماكانت هذه الطاقة أعظم كلما أدى ذلك إلى جعل مصدر الفكرة الإبداعية أو المخرجاتالإبداعية أعمق ضمن قطاعات ومخازن المعرفة الأكثر عمقا في دماغالإنسان.

وفي الغالب نجد أن العباقرة هم أشخاص تيتموا في سن مبكرةجدا، و/أو تكررت المآسي في حياتهم، بحيث يظل مستوى الدفق الكيماوي في أدمغتهم عالياجدا ومتجددا، وبحيث تظل هذه الأدمغة بيئة صالحة لحدوث مزيد من الانفجاراتالبوزيترونية المهولة والمولدة لمزيد من الطاقة اللانهائية وغير المحدودة، مما يؤدىإلى خلخلة الحجاب الفاصل بين العقل الواعي والعقل الباطن مصدر المعرفة والقوةالمعرفية المطلقة، وبالتالي تؤدي إلى تنشيط قطاعات عميقة جدا من مخازن المعرفة فيأدمغتهم ، فتتولد من هذه القطاعات مخرجات إبداعية عبقرية، فذة، ومدهشةللغاية...وتتدفق هذه المخرجات الإبداعية بصورة سحرية، مذهله، ولا واعية ومخيفة فيأحيان كثيرة حتى للمبدع نفسه، لان مثل هذه الولادة تكون مصحوبة بإحساس أشبه ما يكونبفقدان للسيطرة، مما يدفع البعض للاعتقاد بأن العبقري شخص ممسوس، أو أن شيطانا للشعروالإبداع يسكن في ثنايا الدماغ، وهو المسئول عن لحظة الإلهام الشعري مثلا..

إذا ...

- هل الدماغ جهاز طاقة؟ وهل هو جهاز مرن يمكن زيادة كفاءته، وفعاليته، وقدرة على الانتاج؟
- وما الاليات التي يمكن تسخيرها وتوظيفها لاكتساب العبقرية؟
يتبع،،