عرض مشاركة واحدة
قديم 12-18-2020, 08:06 PM
المشاركة 9
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: لابد من التنوير ( ضرورة الفلسفة )
بارك الله فيك أستاذ ماجد.. وبصرك مقاصد الرشاد.
لكن من أين استقى الفلاسفة معارفهم في الإلهيات؟ كيف عرفوا ربهم وعرفوا مراده من خلقهم؟ كيف توصلوا للسلوك القويم والأخلاق الحميدة، كيف عرفوا كل ما سبق بدون وحي، وبدون إله حاكم على خلقه، يفصل لهم كل هذا ويرفع النزاع والشقاق بينهم، لأن الناس بدون وحي حق سيختلفون حتما في فهمهم لكل ما سبق، ولن تستطيع فرقة أن تفرض رأيها على أخرى إلا بسلطة الحديد والنار وشريعة الأقوى.. من الذي يستطيع ان يضع للناس ميزان ليفرقوا بين الحق والباطل، بين السلوك القويم والأخلاق الفاضلة الحميدة، و بين الرذائل والقبائح؟.. ما هو الحلال والحرام، ما هو الذي ينجي المرء من النار و يدخله الجنة؟
بل من الذي يستطيع أن يعرف بدون وحي، قصة الخلق، من أين جئنا وإلى أين نسير، ما الهدف والغاية من هذا العالم وما الذي وراءه؟
من الذي يزعم من البشر أنه يستطيع الوصول لتلك المعارف بدون وحي معصوم.
ولو كان بإمكان الإنسان أن يصل إلى كل ذلك بالفلسفة؟ فلماذا أنزل الله وحياً وبعث رسلاً؟
لماذا لم ينتهي الأمر عند خلق الله للفلاسفة؟
ولماذا لم يرسل الله الرسل ليرشدوا الناس للفلسفة وينتهى دورهم عند ذلك الحد؟

بل إنك تجد الرسالة الخاتمة قد جاءت بعد ظهور الفلاسفة بقرون، ولم تشر إليهم ولم تدل عليهم. والرسول لم يترك شيئ يقرب إلى الله ويعظمه في قلوب عباده وينجيهم من عذابه ويدخلهم جنانه، إلا وأرشد إليه ولم يقبض حتى أتم الله به الدين.. كل الدين.. أصول وفروع ، عقائد وعبادات ومعاملات وأخلاق وسلوك، " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.."
هذا لو كان ما وصل إليه الفلاسفة بعقولهم هو نفس ما جاء به الأنبياء والرسل،
فما بالك والناتج مختلف، فمن نصدق؟ وخلف من نسير؟
أنبياء الله أم أنبياء الفلسفة؟
تقول :
" والفلسفة الالهية وهي قسم هام من الفلسفة منذ عصر اليونان واخذت حيزا كبير من اهتمام الفلاسفة في القديم والحديث مثلها مثل الدين سمو وبهاء ونور فهي تبحث في اشرف الحقائق في هذه الدنيا وكلام الفلاسفة
فيها كثير ، والاغلب الاعم منه لايتعارض مع قدسية الاله بل العكس يحبب للناس الايمان بالله ومايترتب عليه من اخلاق ومعاملات. "

أقول : أنا بانتظار ذكرك لمقتطفات من كلام الفلاسفة في الإلهيات، والذي لا يتعارض بحسب كلامك في الأغلب الأعم مع قدسية الإله، لنبحث فيه سوياً ولنقارنه بما جاء في الوحي المعصوم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه..

بوركت أخي الفاضل..

الشمس أجمل في بلادي من سواها والظلام..
حتى الظلام.. هناك أجمل فهو يحتضن الكنانة..