عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-2010, 03:16 PM
المشاركة 4
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: يبلغ لمن يهمه الأمر
المدينة الخضراء/ سلمى الغانمي
منبر النصوص الأدبية و الفلسفية






لكل الناس باختلاف الطبقات واللون والنوع والأجناس , مسموح لهم الدخول دون تأشيرة

جواز .. دون ضرائب .. ودون ركب أي من المواصلات , قريبة جداً , تأخذنا بعيداً .. بعيداً ,

وأول ما نُبعد عنه الواقع ؛

مدينة تتيح لك ما تريد , لدرجة أنك ترسم الطرق والشوارع , وتختار من تريد إن يكونوا

بها , أحباب .. راقون .. وأنقياء , في ملامحهم شعاع نور .. في ألسنتهم تغاريد .. وفي

محياهم طرد العبوس ؛

أنا لا أتكلم هباء , لا أحلم , هي موجودة بالفعل , وكل ما واجهت باب مؤصد أمتطي

صهوة جواد كل البشر يمتلكه فدخلتها سلاما .. سلاما ؛

ضحكت في حزنها .. وضحكت في حزني , ليس ألا أن الحزن بها بمثابة درجة الفرح في

واقعي , حققت كل الأمنيات وأهديت الأحلام ما تستحق على أرض الواقع , شكلتها ..

وزعتها .. وبنيت لها منارات مضيئة بإسمي .؛

مدينة أوربية فقط في جمال الطبيعة , سماء صافية , أرض خضراء , من بين أقدامك نهر

جاري عذب , جُل فصولها شتوية ربيعية , كل هذا يبدو لمجرد أنك تحتضن بها يديك يد من

تُحب فتتبادر ألوان القوس قرح .؛

تسعى الصباح في نشوة وتكمل مسيرة الأمنيات وقد آمنت بقربها .. تنتظر النهار على

مهل لتعود والهاً لمحيا محب يُقبّلك مفرد ذراعية , ومعاً حتى المساء على وثير أغان هادئة

وحديث يوميات تسقي حاضر لينبت مستقبل دون خوف .؛

كُل ما بها جنة , حكومة وشعبا .. أصحاب وأحباب .. أسرة ومؤسسات , رفاهية عالية ,

كلهما يحملون نواة تبعث السعادة , جميعهم يسارعون لإلتقاط دمعة متوقعة لم تلد إلا

لنتاج فرح برؤية حلم آخر تحقق ,

زغزغة العصافير تبرح بكل التفاصيل , تجوب مائلة مرة .. ومرة ترتفع عالياً ترى أننا

نراها فتتمايل كثيراً وتبدع بأجنحتها مهارات أخرى , يشاركنا الهتان والرمال الباردة

المبتله التي لا تشكل نصف الربع من مساحة خضراء ممتدة على مدى النظر .؛

هذه المدينة لا تحتاج بها لركل كل من ينظر للآخر بإستصغار , لأنها بالأصل لم نضيف لها

من هذه الشاكلة ودون .؛ فلا قلوب أكثر أنصافها سوداء .. لا عيون قاصرة .. لا ملامح

تمتهن الكآبة .. ولا نفوس عالية على من حولها .؛

لا أمنيات على وقف التنفيذ .. لا أحلام شتان بينها وبين الواقع .. ولا عواطف قد خمدت

ثورتها .. لا عقول ملغية وظائفها .. ولا علم مصفف بالأرفف .؛

أبتسم كثيراً كلما دخلتها , لا ينعتون بالجنون عندما أحُدث نفسي , أعشق الوحدة بها ,

لكن لا تفوق عشقي لمن يشاركونني جمالها ,

سيأتي لي هُنا من يقول لي "مثالية أفلاطونية" , وأقول له في حديث سابق قلت

وسنلتقي في آخر .. والآن فقط .. فقط ,

ماذا لو عشنا دون نعمة الخيال ؟ المدينة الخضراء لكل جسد كينونته أرض بوار ..!!!

طاغية الخضرة , عظيمة المساحة , جنة الأحزان , وحبيبة الأحلام , نحن من نخلقها ونُسير

من نشاء بها , لا تحتاج إلا استلقاء هادى على أقرب أريكة وأبدأ التحليق .؛



سلمى الغانمي
22 ذي القعدة 1430 هـ