الموضوع
:
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
عرض مشاركة واحدة
03-14-2013, 10:25 PM
المشاركة
943
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,766
تابع....
وألان مع العناصر التي صنعت الأفضلية والروعة في
رواية
:
17
أنا
أحيا
-
ليلي بعلبكي
–
لبنان
-
تقرأ رواية
«
أنا
أحيا
»
بمتعة
وكأنها كتبت في
الأمس
القريب على رغم التفاصيل الكثيرة التي كان يمكن حذفها.
-
ايضا كان ممكناً تشذيب
النص من الزوائد مع أن اللغة شديدة التوتر والدينامية مثل البطلة نفسها.
-
في «أنا أحيا» ذكر عابر للحرب لا يتعدّى مقطعا أو مقطعين من بين
عدد صفحات بلغ 327 صفحة. لكن، سواء كانت «فتنة» 1958 هي المقصودة، أو كانت هذه حربا
أخرى (1948 الفلسطينيّة مثلا أو حرب 1956 المصرية)، فإن بيروت آنذاك، وبحسب
الرواية، لم تكن قد خسرت شيئا من هدوئها ولم تشوّش أهلَها مسائلُ تتجاوز روتين
عيشهم.
-
لينا فيّاض، بطلة الرواية، لم تكن تعاني إلا الملل وسكون الحياة وفراغها في
البلد الذي يبدو قليل الأزمات، بل عديمها.
-
ذلك المكتب الذي تكتشف لينا فيّاض، بعد
أن تبدأ العمل موظّفة فيه، أنه مكتب لنشر الدعاية الرأسماليّة ومكافحة الشيوعيّة،
بدا أقلّ وجودا وأهميّة مما ينبغي له أن يكون. كأنّه وكالة سفريّات أو وكالة عاديّة
للدعاية. وفي نزاعها معه، ومع نفسها، بسبب وجودها فيه، لا تجد لينا فياض بواعث لذلك
النزاع تختلف عما تشعر به تجاه منزل الأهل الذي تقيم فيه، أو تجاه الجمعة التي
تنتسب إليها
.
-
هذه المدينة، ودائما كما تظهر في «أنا أحيا»، خالية من كلّ ما هو
مشكل يمكنه أن يكون محور رواية (على غرار ما جاءت به الحروب إلى الروايات التي صدرت
خلال العقود التي تلت) .
-
بهاء، الشاب غير اللبناني المنتسب إلى الجامعة الأميركية،
لا تبدو مرارته مقنعة وكذلك حزبيته واضطراب شخصيته ونزوعه، في فقرات عابرة من
الرواية، إلى الإنتحار. كما لا يبدو انتسابه إلى الجامعة الأميركيّة متوافقا مع
فقره، في ماضيه وحاضره، وليس مقنعا أيضا احتفاظه بتقليديته جنبا إلى جنب مع
عقائديّته، بمعايير ذلك الزمن أقصد. يبدو بهاء هذا شخصيّة مستعارة للرواية، خليطا
من تصوّرات عابرة ومتداخلة لا تصنع شخصيّة.
-
ففيما يخصّ نزوعه إلى الفعل، أو إلى
«
التغيير» بحسب تعبير حزبي، لم توفّق الروائيّة إلا في جعله يتوهّم ما سيقوم به
توهّما، كما لو أنه مراهق طامح لأن يكون منتسبا ألى حزب وليست الحزبيّة أولى
صفاته
.
-
لكن ما هو حاضر، بل ويكاد يكون
متفرّدا في حضوره،
هو الكتابة
. لايحتاج القارئ إلى كثير تأمّل ليدرك أن الرواية
ليست أكثر من ذريعة لتلك الحاجة. الكتابة التي رأى فيها ميخائيل نعيمة، بعد أن أطلق
عليها كلمة «أسلوب»، في تعليقه على الكتاب، «قيمة ليست لأيّ كتاب غيره في الأدب
العربي_ قديمه وحديثه».
-
جبرا ابراهيم جبرا قرأ الرواية أيضا بعين من يقرأ الشعر
«..
فيها غنائيّة لفظيّة رائعة تدنيها من غنائيّة الشعر
».
-
وهذا على أيّ حال ما تكاد
القراءة تعرّف به نفسها، حيث ينبغي التوقّف عند نهايات الجُمَل أو الفقرات والتأمّل
في معناها من ثمّ، على غرار ما تُقرأ الفقرات الشعريّة.
-
ولن تساعد القراءة المسرعة
على متابعة القراءة إذ ستعترض سيولة المتابعة كلّ فقرة من الفقرات، كما أنها ستغفل
عن ذلك الغنى والرغبة في قول ما لم تهتد كتابة تلك الأيام إلى
قوله
.
-
بعض
قرّاء ذلك الزمن (الخمسينات) أدركوا ذلك الميل المتميّز بالمناجاة الشخصية وافتقاد
الرواية للعناصر المكوّنة لفنّها، وهي، ليلى بعلبكي، ردّت على قائلي ذلك بالتقديم
لروايتها « الآلهة الممسوخة» المؤرّخ في 10 نيسان1965، وفي المقدّمة هذه بدت كما لو
أنّها تعد قرّاءها بالإقتراب أكثر من الرواية: « قصدت «بالآلهة الممسوخة» أن تكون
تجربة أدبيّة جديدة لي، وأن تكون ردا على النقّاد وعلى الذين اعتبروا «أنا أحيا
» «
بيضة الديك» وفهموا أنّه خواطر فتاة صغيرة وتفاصيل حياة خاصّة أعيشها
شخصيّا
».
-
- الرواية مكتوبة بأسلوب خاص وسخرية مبطنة،
وتعابير مختصر لصور متعددة من الحياة، وتصف حالة الاغتراب المرة التي يحياها
الإنسان داخل وطنه وبين أهله، ولكنه يبقى يجهل ذاته، يبحث عن ثمة مساحة في هذا
العبث الملحمي الذي يعيش.
-
تقول لينة بطلة الرواية: "هكذا أنا، عالم مستقل لا يمكن
أن يتأثر مجرى الحياة فيه بأي حدث خارجي لا ينطلق من ذاتي، من مشكلة الإنسان في
ذاتي، وصحيح أنني أسكن مع أمي وأبي وأختي، السمراء والشقراء، وأخي الدلوع بسام،
لكنني لا أحسهم إنهم تماماً خارج السور في عالمي.
-
إنهم حتى خارج قنوات المياه
الطافحة، فبدأت تبحث عن عمل يعيد إليها توازنها بعيداً عن أسرتها التي تصفهم
بأثرياء الحرب واشتعلت الأرض بنيران الحرب العالمية الثانية، فإذا الحياة تتبدل
وتنطلق بسرعة جنونية، وإذا نحن أثرياء: نحن أغنياء
حرب
".
-
محطات
كثيرة، وأحداث متعددة، تنتظرنا عند قراءتنا لهذه الرواية الرائعة لنكتشف معاً محطات
تمثل صوراً لحياة الإنسان العربي الباحث عن هويته وعن حريته وعن أمته فلا يجده، فهل
تمثل هذه الصغيرة "لينة" ما نريد أن نعبر عنه عن الكبار وما نرفضه في عصر مليء
بالصراعات، والفقر، والحروب، والخروج إلى واقع جديد لم يعد ممكناً محاورته إلا
بالذهاب بعيداً إلى مرحلة الحدود القصوى؟
-
ليلى بعلبكي لم ترو قصتها بل كتبت بصدق ووعي ما قد عانته
صبية لبنانية تحدّت الجميع وتجرأت على قول
ما يتفاعل به جسدها من دون ان تخشى ردود الفعل في المجتمع الذي لم يتعوّد كتابة كهذه، ولا بوحاً واعترافاً
وتعبيراً تعبّر كلها عن اشياء جديدة لم
يُقرأ سابقا مثلها
.
-
كان ثمة ويلات كثيرة تنتظرها لأنها جاهرت ولبّت واحترمت رغبات جديدة ومتطلبات كان عليها ان
تراعيها وتتقبلها وتتفانى فيالدفاع عنها ضد
كل من تجرأ واعتبر هذه الرواية ضربا من الاباحية غيرالمقبولة
.
رد مع الإقتباس