عرض مشاركة واحدة
قديم 01-29-2011, 11:37 PM
المشاركة 4
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


كرامة امرأة بدينة





تتحرك في المقهي


هاشة الكراسي جانباً كالذباب


من تحت قبعتها العريضة هناك مفاجأة


وراء النظارات الداكنة الكبيرة


عينان صافيتان مستقيمتان


كرسي يئن تحتها


إن وزنها هو تمويه


صرامتها تخفي خفة دمها


واثقة الخطوات هي


راقصة تختبئ في تلك الطيات من اللحم


مضاعفة في بركاتها ووزنها


رجل يمر مأخوذاً


رجل يسقط على الأرض


مبتسمة لضحاياها، متجاهلة للأكاذيب


تجبرهم على إبراز الحقيقة مما يسعدهم


إنهم يضحكون، يحبون، يغنون


يرقصون ­معها الوقت يطير


كبرياء غريب في ابتسامتها


أولاد قد تغذوا من ثدييها


إن حليبها يجشبعج


في جسدها


قلب امرأة كبرياء غريب في عينيها


جوليت، تصبحين على خير


ما قد عرفته عنك أخيراً


أقل بكثير مما قد عرفته


والسنين أرتني الأقل والأقل منك


وأنت انكمشت عنا


لحم يتدلى على العضم


الجلد كالستائر على جسمك


في كل مرة، أعود فيها


يكون أقل وأقل


تشخرين وتتقلبين في نومك


تنظفين حنجرتك وتتفلين


ساقطة في الظلام


ترفعين رسغاً متعباً


تجشيرين تصبحون على خير


تصبحون على خير


ذراع مرهقة تشيرْ بالإجابة ثم تنام


وأنا أتذكر ليالي أخرى من النجوم


جلد بشرتك، منتعلة صندلاً بلاستيكي


ماشية في رمل الحقول ماكثة هناك طويلاً


رافسة الغبار والظلال


مثل خنازير شبحية


وقطيع خنازير يبحث عن غطاء


في ليلة صيف دافئة


مثل الشوربة مع نسيم خفيف جداً


لتخفيف الحرارة أو المتعة


عند الصليب المسبحة


قالت الشموع تدمع هكذا بنفسها


الصلوات المشمعة قد انتهت منذ زمن


الأحزان وحدها هي التي تجلس هناك


بدونما كلمات


الأطفال المرغوب بهم وغير الممكن إنجابهم


الرجال الذين وهنوا، وقد غرقوا في الشراب


وهنوا إلى درجة لا يمكن إنقاذهم فيها


حب ميت يتعذب على مقربة


مثل شبح يقترب في المطر الغزير


ولكنه لا يصل أبداً


أعرف مكاناً حيث يمكن لأرملة


امرأة ذات أملاك، أن تقف


وتتبول على شجرة على حدود أرضها


محددة للآخرين


حدوداً من البول لأفضل أشجار جوز النخيل


(قد أتذكر غجوا بإلتباس


ولكن كلما كانت تمطر في جنازة هناك


لفَ لسانك حول شفتيك واشرب القطرات الصافية


التي تتجمع ليس مطراًسميناً، لا، ليس ذلك


ولكن هذه الأطعمة من الملح، الدموع، البحر، الرمل


الفاكهة الطازجة المقلية في مقلاة على نار الأخشاب)


في البيت، سوف تشحزين، تكحين، وتتفلين


ساقطة في الظلام سترفعين رسغك المتعب


وتلوحين تصبحون على خير


تصبحون على خير


ذراع تلوح بالموافقة، نوم


تصبحين على خير




ترجمة: ظبية خميس


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)