عرض مشاركة واحدة
قديم 11-24-2013, 12:06 PM
المشاركة 35
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

رمزت عَلْيـَا
ولد الشاعر رمزت بن إبراهيم عَلْيَا في بلدة صغيرة تقع بين مدينة حماة ومدينة السَّلمِيَّة في سوريا اسمها تَلْدُرَة ،عام 1943 لأسرة فلاحية وكان ترتيبه بين الإخوة والأشقاء الرابع عشر... وتوفي والده وهو في الصف الحادي عشر فمارس الفقر ومارسه الفقر، واذا كانت المصاعب هي التي تصنع الرجال فقد كان لها الأثر الأكبر في تكوين نفسيته المتمردة ، وروحه الوثابة لتحيق ما أمكن من الأماني
فاكتسب من أسرته عشق الأرض ،وسماتها وكما يقول هو عن نفسه :أنا كالأرض يمكن أن أعطش وأتشقق لكني لن أموت ... وفي فترة الخمسينات من القرن الماضي أصاب المنطقة قحط شديد بسبب قلة الأمطار فعاش حياة الفقر مثله مثل أهل منطقة السلمية جميعهم ، واكتسب من منطقته حب الفكر والشعر ، ومعروف أن مدينة السلمية مشهورة بـ ( الفقر والفكر والشعر)
درس المرحلة الابتدائية والإعدادية في قريته تلدرة ؛ ولتفوقه اختارته دولة الوحدة في بعثة للدراسة في الأزهر الشريف في القاهرة ، ولكنهم نصحوه بعد الذهاب كما قيل له : أنت طالب مجتهد فهل ترغب أن تصبح شيخ جامع ؟ فرفض ولم يذهب ... ووجه توجيها خاطئا لدراسة الثانوية الصناعية وأكملها بنجاح،وتخصص في فرع النجارة والأخشاب ولكرهه فيها كما يقول ( لم يتعلم كيف يدق المسمار في الخشب ) فدرسها وأكملها تنفيذا لرأي أهله على أساس أن الدولة توظف خريجي الثانوية الصناعية بسرعة وهذا لم يحصل بتاتا ،فقرر دراسة الثانوية الفرع الأدبي ودرسها على شكل منازل ( دون مدرسة أو مدرسين ) ونجح ولم يتمكن أن يسجل في الجامعة بسبب الفقر الذي كان يعاني منه لأن الجامعة فرضت الدوام على قسم اللغة العربية الذي هو يصر على دراسته.... فقام بعدة أعمال هنا وهناك والغرض منها كسب لقمة العيش ... بعد إنهاء الخدمة الإلزامية في الجيش عمل معلما للمرحلة الابتدائية وكان قد حاز على شهادة ( أهلية التعليم الابتدائي ) كذلك منازل... ولأنه محب للمطالعة فقد خصص من راتبه المعاشي البسيط مبلغا زهيدا لشراء كتاب ويختاره من الكتب الفلسفية والنفسية المتعبة في القراءة والبحث، فخطر بباله: مجتمعنا مجتمع شهادات ومهما كنت فيلسوفا سيبقى المجتمع ينظر إليّ معلم مرحلة ابتدائية ..... الحل : إعادة دراسة الثانوية الفرع الأدبي منازل وهذا ما تم ونجح وسجل الفرع الذي يطمح إليه وهو اللغة العربية التي تناسب ميوله وهكذا استمر إصراره على دراسة اللغة العربية عشر سنوات .... كان قد تزوج ولم يستطع الدوام فدرس سنوات الدراسة الجامعية على شكل انتساب لا يذهب إلى الجامعة إلا في الامتحان ، ولم يحضر أية محاضرة..... وتخرج من الجامعة وكان عنده الولد الثالث ، ويذكر أنه وراء دراسته امرأتان : أمه وزوجته ، فقد قدمتا له المساعدة والظروف المواتية للدراسة ، عمل مدرسا للغة العربية في/ دمشق وحمص وحماه / وتشاء الظروف أن يأتي إلى دبي واختارته وزارة التربية والتعليم للتدريس في ثانوية دبي وهي أقدم ثانوية في دبي ثم ثانوية الوحيدة ثم عمل مشرفا للغة العربية في المدارس الخاصة في دبي وقال في حبه لدبي:
إنـي عشقتك يا دبي حبيبــــــة

وأنا أكسر في هواي قيــــودا

يا آل مكتـــــــــــوم لاني عاشق

لدبيكــــــــم عذرا يروح شرودا

اني من العشاق كم كثروا بها

وعشقت فيهـــــــا وجنة وقدودا
وأحب الإمارات وعشق ترابها ، ورملها وأمضى فيها حياته وهو معجب بنظامها وطيبة أهلها ، فقد كانت له الوطن الثاني الذي عشقه دون أن ينسى الشام كما قال قي قصيدته : عشق ورمال
إن كنت تعشق أحداقا بها وسنٌ
فابحث عن الحب في رمل الامارات

إني أنا من رواء الحب كثباني



من عمق تاريخنا تحكـــــى حكاياتي

لكنهـــــا وهديل العشق يسبقها
نحو المحبين في أعلــــى السماوات



من لام منكم هنا في عشقه أحدا


فليأت من صبحه أرض الإمــــارات
ولمن لامه في عشق الإمارات وأنه نسي الشام قال

قالوا نسيت شآما ريحهاعبق



قلت الشآم ؟ وهل أنساك يا ذاتي؟
فا
لياسمين وعطر الغوطتين هوى



تهمي طويلا فراق الأهل دمعاتي


شعره :
ظهرت عليه بوادر الشاعرية منذ أن كان في المرحلة الإعدادية ( الصف التاسع ) حيث كتب بسرعة عدة أبيات على السبورة قبل أن يحضر المدرس ، وكم أعجبته الدهشة الكبيرة على وجوه زملائه ،واشتهر بين أقرانه أنه المرجع في اللغة العربية بالرغم عدم اهتمام مدرس اللغة العربية به، وانشغل بتأمين لقمة العيش وتأمين مستقبله إلا في المرحلة الثانوية وكان متأثرا بالسياسة الثورة فكتب أبيات منها عن العراق :
يا ثورة الحجاج عودي واسحقي .... رأس العميل السافل الخوان
طرق في شعره أربعة اتجاهات :
ـــ الغزل
ــ الوطنيات
ــ الأمور الذاتية
ـــ الرثاء
ـــ موضوعات أخرى
أولا :الغزل :
يتناول في شعره الغزل بالمرأة ليس بشكل حسي بالرغم من أنه يتطرق إلى الجسد بشكل خفيف ، ويقول عن تجربته في الغزل : إن الشاعر يستقي التجربة من ذاكرته أو من خياله أو من تجارب الآخرين أو من جميعها ،ولكنه يقترب في معاناته من الحب من شعراء الغزل العذري ففي قصيدة بعنوان ( أحبكِ ) يبرز رأيه بحب المرأة وكيف يحبها :
أنى أحبكِ مثل حبات ِ الندى لثمتها ألوانُ الزهورْ

مثل النوارس ِ تستلذُ غوى البحورْ

كالبرقِ أو كالنهر ِ ليس بذهنه ِ معنى الوراءْ

إني أحبك ِ أن تكوني مثلَ ريح ٍ في الشتاءْ

أو مثل َ ألوان ِ الهبوب ِ المرِّ في كبد ِ السماءْ

كمحارة ٍفي لُجَّة ِالتيارِ يغويها البقاءْ

إني أحبك ِ ثورة ً مجنونة ً

كتمَرُد ِ الطفل ِ المُعاند ِ في شقاءْ

وعلى يديه تأوّهَتْ ْ لعبُ البراءةِِ في انتحارْ

لا لا تكوني مثلَ لون ٍ واحد ٍ ... فتمردي

فالعشقُ يدفعُهُ التمرُدُ للبقاء ْ

لا نغمة النعم ِ الغبية ِ في ارتخاءْ

لا تنحني أنا لا أحبُّ الانحناءْ

كوني كصرخة ِ أحمَق ٍ قبلَ الفناء ْ
فهو يريدها الفتاة المتمردة لا الفتاة المنقادة التي تحقق في المجتمع الذكوري سلطة الرجل ونظرته للمرأة حسب العادات والتقاليد البالية( لا نغمة النعم الغبية في ارتخاء ) فهو يريدها إنسانا قويا مفكرا .
وقد تقمص شخصية المرأة وكيف تحب الرجل ، وقد وصفه كثيرون بأنه أفضل شاعر يستطيع الحديث بلغة المرأة وهذا يدل على قدرة شعورية عالية ، وامتلاك لناصية اللغة ..في قصيدة أخرى:
ما زلت اعشق فيكً عنف أنوثتي وبراءتي

كالحقل تعشقه السنابلْ

إني عشقتُ تمردا .... لا لن اغردً كالبلابلْ

قطبْ جبينك كالنسور على قمم المراحلْ

لا تسبلِ العينين في عشق ذليل خانعٍ

كالنورس المذعورِ في طرف السواحلْ

إني أحبك شاعرا ومقاتلْ
تحبه رجلا لا ذكرا فقط ومن صفات الرجولة التي تراها فيه : شاعريته وما يمتلك الشاعر من رهافة الحس والسمو الرومانسي ، واللطف والعطف ، والقوة في القتال واعتقد أنه لا يقصد القتال في المعارك بل القتال في معارك الحياة لصعوباتها ورزاياها ، فلم تعد القوة في العضلات الحاملة للسيف والترس بل القوة الذهنية الغالبة مصاعب الدهر
ويتجلى الحس الراقي والسمو في المشاعر من البيان لأهمية المرأة ,انها الجنة التي يحياها الرجل في قصيدة بعنوان: هذيان عاشق :
هامسيني يا فتاتي

واخطري مثل َالمهاة

قد رماني سهمُ عين ٍ

من لحاظ ٍفاتناتِ

فالهوى أوجعَ قلبا

تاه في عُمْق ِالفلاة

فاحضني صبا معنّى

برموش ٍحانيات
فهو في هذا المقطع يحلق في آفاق الحرف الذي يعبر عن عمق الحب لفتاته والرقة المتناهية في طلب الحب ومظاهره منها ، وهو اعتراف الرجل الحقيقي بأهمية المرأة وأهمية موقعها في قلب الرجل
وفي قصيدة أخرى بعنوان : بوح الندى يقول الشاعر :
لا تلوموا عاشقا إن

جن يوما في الريام

واعذروا كل محبٍّ

ساح في دنيا الأنام
هنا يطلب العذر من الآخرين والسماح للمحبين ، فالمحب معذور في كل تصرف ...وهنا يرتقي الشاعر إلى حالة إنسانية عامة ,ولم يبق في قوقعة الأنا حتى في الحب ، ومن أجمل قصائده هي تلك القصائد التي يتقمص فيها شخصية الفتاة العاشقة ويتحدث باسمها ،وله قصائد كثيرة في هذا الموضوع وقد أجاد وأبدع في ذلك ، حتى قال أحدهم سبقت نزار قباني في ذلك :
نشدتُ الحب في عينيكَ مملكتي .... لعلي في جنونِ الوجْدِ ألقاكا

أداري لهفة ًصارتْ تؤرقني .... ويجهدُ خاطري في جُنْحِ مسراكا

وأشواقي تكايدُني وتخذلني ... كأني قشةٌ في فيْضِ مجراكا

تواقيعٌ على جسدي تذكّرني ... مرورَ أناملٍ تاهتْ بمرماكا

وكم خصري تمنَّع في تدلُّعهِ ....نبيذٌ من شفاهي راحَ يلقاكا
وفي قصيدة أخرى يطرق الشاعرة فكرة أن الشيء لا يتحقق إلا بضده ، فالأنثى لا تشعر بأنوثتها إلا مع الرجل كما تقول هذه الأنثى على لسان شاعرنا
وبدون أن أدري جفوني أُسْبلتْ

ما عدتُ أدركُ أنني في فرحتي أو في الغيابْ

قد تاهتِ النظراتُ في عُمق ِ الضبابْ

وتأوَّهَتْ فيّ الرياحين التي دغدغتها

وعرفتُ معنى أن تكونَ أنوثتي

حقاً أنوثهْ
ـــ الموضوع الوطني :
وهو الموضوع الواسع الكبير ، ونتيجة لتربية وارتباطه بالأرض فقد ظهر عشقه للوطن حتى أطلقت عليه بعض المنتديات الأدبية في الانترنت ( عاشق وطن )، وعاش تجربة الوحدة السورية المصرية وتأثر بالأفكار القومية فهو يرى أن حال البلدان العربية لا يصلح إلا من خلال شكل من أشكال الوحدة ، بحيث تكون العروبة هي المظلة للشعب للوطن بكامل ترابه فكتب قصيدة بعنوان ( العروبة ) وصورها على شكل فتاة تتحدث : فبعد حوار معها تقول :
إني العروبة قد حملت لؤاءكم

أبدا أطارد في الدنا الظلماء

وسألتها : من أين يا بنة يعرب

قالت : أظنك تعرف الخنساء

أخت المهلب والرشيد وخالد

نسب العلا قد أورق البيداء
إلى أن يقول على لسانها كفتاة : تريد زوجا يكون فارسا ، ولا تطلب مهرا ماديا وإنما مهرها هو الوحدة العربية :
من فارس في الكون يرفع هامتي

فوق السحاب ويرتقي الجوزاء ؟

قالت : ومهري وحدة عربية

تمحو الحدود ، توحد الأجزاء
عايش الثورات العربية في الربيع العربي ، وتأثر بما يجري وكثيرا ما كان يؤلمه بكاء طفل أو دموع ثكلى وخاصة في بلده سوريا حيث طال القتل والدمار ، والتهديم وليس من مهمة الشعر تبيان الأسباب والتفسيرات لما يجري ولكننا نشعر بوظيفة الشعر ومهمته السياسية والاجتماعية ،حيث يوجه الشاعر شعره للقضية الكبرى وهي الوطن .. ففي قصيدة بعنوان (هل) :
هل تسمعُ عن وطنٍ يتأوّهُ مطعونا بالخنجرِِ

في أيدي الأوغادْ؟

يتلوّى من وجَعٍ في عُمْقِ فؤادْ

يستعصي دمعٌ في الأحداقْ

عن نهرٍ يرفضُ تبديلَ المجرى بعنادْ؟

عن لعبةِ طفلٍ مارستِ الإرهابْ؟

أو دفترِ طفل يُرسَمُ فيه القتلُ وأنيابٌ ووحوشْ؟

عن زنبقةٍ رفضتْ موتاً
وفي تصوير مؤلم مؤثر لما يجري في الوطن العربي وخاصة في سوريا يلقي الضوء بوجع شديد على القتل المستمر:بعنوان وطن الجراح
دمٌ في الغيوم ِ

دمٌ في العباب ِ... دم في الهواءِ

دمٌ في الفضاءْ

سماءٌ ، وقصف ٌ، وبرقٌ غَضوبْ

وتمطر موتا ، ونارْ

فأين الذهابُ ؟ وكيفَ المسيرْ ؟

أنين ورودٍ تموت ُوطفلٌ يجوعْ
ونلحظ في شعره الوطني أنه يصور الواقع المؤلم بجميع الأشكال السوداوية والأسى والحزن ، وبأسلوب محزن يكاد القارئ يبكي إلى أن ينتهي بالأمل والفجر الجديد الذي ترسمه الأجيال ، ويركز على الجيل الجديد ليصنع وطنا آخر بسمات أكثر إشراقا :
يتمزقنخلفيالصحراءْ

لكنَّنخيلَبلاديلايهربْ

يبقىمرفوعَالرأسْ

بردىوفراتي ... لنيتغيّرمجرىالنهرْ

لايعرفنهرفيالدنيامنأينطريقُالعودةللخلفْ؟

أمهليتناسىجيلٌبعضَحكاياالمعتصمِ؟
فينهي النص الشعري بتساؤل إنكاري أن الجيل الجديد لا يمكن إلا أن يقتبس سيرة المعتصم ، وهنا إشارة إلى معركة ( عمورية ) وموقف المعتصم من المرأة المسلمة التي استنجدت به : وامعتصماه
ويقول عن الطفولة أنها بركان يتفجر ، وبفجر يتمرد:
وترفرفُ في حلم ثان ٍللطفل ِالقادم ِفي فجرٍ يتمردْ

وستصنعُ قنديلا كي يطردَ عتم َالليلْ

وستنشد للوطن الآتي من آفاق ٍ أخرى

أنشودة َ صبح عبيرِ الفجرِ ِالقادم ِ

من نبَضات الطفلِ الأسمرْ
ويطول الحديث بنا عن تناول الشاعر لقضايا الوطن ، لأن القارئ يشعر أنه يتماهي في العشق السرمدية للوطن : الإمارات ..الوطن العربي ، الشام حمص حماة ومرتع طفولته وصباه بلدته (تلدرة ) ...
وكي نختصر البحث نضع الموضوعات الأخرى تحت عناوين سريعة:
من أجمل قصائدة التي تناولها الشعراء في المنتديات الأدبية قصيدة يتحدث فيها عن ذاته : بعنوان : (الزمان وأنا) ففيها يبرز جانب التحدي والعناد في مواقفه الصحيحة في الحياة ، وهو يعبر بصدق عن نفسه التي لم تركن يوما بل بقيت في تحديها ما استطاعت :
فمهما زادت الأزلام قهري

ستبقى هامتي الجبل الأشما

لأني قد رضعت إباءَ أرضي

ومن رضع الشموخ فصار شهما

يقاومْ في الزمان عنادَ دهر ٍ

فتجعلُه الحياة أشدَ عزما
ولا بد للرثاء أن يكون له نصيب عند كل شاعر فرثى بعض أصدقائه وأقربائه الذين أحبهم : وكتب في الأم ودورها في الحياة ، وفعلا كما قال : في مناسبة يوم الأم كل عام يبكي
أنا ما زلتُ أبكيك ِ

وما زالتْ شموعُ الحبِّ في قلبي تناديك ِ

وأستجدي حنانَ الصدر يا أمي

وقد قالوا : أبعدَ الشيب ِ تذرفُ دمعكَ الحاني؟

وأرجو لمسةَ الكفين ِ يا أمي

من الأحداق ِ كم احتاجُ نظرتها

تدغدغني ..... تواسيني

هديةُ عيد ِآذار ٍ أحارُ لمن أقدمُها؟
وقد قال أحد النقاد : الشعراء لا يكتبون عن زوجاتهم ويكتبون عن حبيباتهم ، ولكن شاعرنا خالف القاعدة فكتب لزوجته في يوم ميلادها :
يا (أم أغيد) إن العيد يفرحني

أنت الندى في غصون الزهر ينتشر

فاليوم عيدك يزهو في تألقه

فالكون في فرح والدهر والبشر

ما للحكايا لها راحت تهامسني

كأنما بلبل ناغى له الزهر

وأم أغْيّد : زوجته
وله قصائد في المعلم ، وقصائد للصغار منها ( الشاعر الصغير):
وأحمي موطني الغالي

وأعشق دائما لغتي


رجائي منك يا رب


بتحقيق لأمنتي
ومما هو جدير بالذكر أنه كما روى لنا : يرى صورة لطفل يبكي ... لشيء من التراث .. لأم ... لطبيعة .... فيرتجل أبياتا من الشعر على نفس الصورة حتى بلغ عدد الأبيات المرتجلة حوالي ثلاثمئة بيت ، ومنها على صورة لقصر قديم في بلدة بقى أثرا بعد عين ( جميعها موجودة في صفحته في الفيس بوك وتحت اسم:

Ramzat alia
وتلك تجاربٌ تغني ولكنْ

سرابُ حياتنا أضحى سقاما

فهذا شاهدٌ عما جنينا

وتاريخٌ ينير لنا المقاما

فدع (قصرا) ليحكي كم جنينا

من الآثام ما نطقت كلاما
والقصر : اسمه ( قصر ميرزا ) في منطقة( السلمية في سوريا محافظة حماة)

نظرة نقدية بسيطة :

تمتاز لغة الشاعر بالرقة أحيانا وأحيانا يخيم عليها ضباب الغموض الذي يجعل القارئ يحرك ذهنه في البحث والتفسير ، وذلك لأنه يمتلك قياد الحرف واللغة وهو الذي تمكن فيها ودرسها دراسة عاشق ومهتم بها ولها ، وقد كتب الشعر بنوعيه : العمودي والتفعيلي ويقول بعض أصدقائه الشعراء : أن شعره التفعيلي أرفع وأوقع في النفس لكثرة الصورة المتراكمة.

وقد يسأل سائل : لماذا لم يطبع دواوينه الشعرية؟، وتوجهنا بالسؤال له مباشرة فأجاب : بصراحة الفلاح وهي مثل صراحة الأرض والوطن : لا أحب اتحادات الكتاب العرب لأن فيهم الشللية المقيتة التي أرفضها، ولكنني قبل أحداث سوريا وضعت ( بعيدا عن اتحاد الكتاب ) عدة دواوين للنشر ومجموعة قصصية ( قصص قصيرة ) ، وخواطر ، وتوقفت بعد الأحداث ولا زلت أنتظر رحمة بي

لم أنشر إلا في المنتديات الأدبية ، في صفحتي في الفيس بوك أو صفحة شعر رمزت عليا

الخاتمة :

هذا هو شاعرنا المشهور والمجهول في آن واحد ، فهو مشهور جدا عند شعراء الوطن العربي في الشام أو العراق أو مصر وفلسطين ، وحتى تونس والمغرب وعند متذوقي الشعر وتأكيدا لهذا فتحنا في الانترنت عن أسماء عدة شعراء وسألناهم عنه فالجميع قالوا : شاعر معروف ومشهور حتى أن احدهم قال : مخيف في نقده للشعراء لأنه عالم في النحو والعروض

ومجهول لأنه غير معروف عند العامة الذين لايأبهون للقراءة ولا للشعر في الزمن الاستهلاكي ولكن جميع طلابه في الإمارات وسوريا يعرفون قدرته الشعرية ، وهل كنا لنعرف الشعراء الذي اشتهروا إلا من خلال الكتب المدرسية؟ فللأسف الشديد ليس لدينا برامج تلفزيونية للتعريف بالشعراء ولا الأدباء وهذا ما يجعل الشعرء في الظل إلا عند المهتمين بالشعر....

ما الشيءالذي ندم عليه الشاعرفي حياته ؟

(لم أستطع إتمام شهاداتي العليا في اللغة العربية لأني كنت مسؤولا عن أسرتي المؤلفة من خمسة أبناء ويعيشون معي في الإمارات )


وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا