عرض مشاركة واحدة
قديم 03-31-2022, 01:53 PM
المشاركة 541
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: يوميات ياسَمِين
الأربعاء 31 مارس 2022

- الساعة الثامنة صباحا ، لازلت مرهقة ومتأهبة للخروج إلى العمل ، دخلت الإدارة ، أحدهم ينتظرني في الطابق العلوي - مكتبي الجديد- أخبرتني دانه بذلك ، استفسرت عن شخصه ، لم تعرفه ولأول مرة يزور الإدارة ..
- دخلت المكتب ، رحّبت به ، كان شابا ذو كاريزما وشخصية متزنة، والأهم من ذلك مؤدب جدا ، شكله يوحي بذلك ، وقف بمجرد دخولي ، عرّف نفسه وأخبرني بأنه يتشرف بالعمل مع شركتنا، هنا قاطعته وقلت:
- عفوا نحن في إدارة حكومية وليست شركة خاصة ، لا يمكنني التفاوض معك بأي أمر يتعلق بشركة خاصة لأحد أبنائي .
- لكنني زرت الشركة لمدة يومين ولم ألتقِ بك ، أخبروني بمقر عملك ، ولأن الأمر مستعجل قابلتك هنا ..
- لم يُخبرني أحد بمجيئك ، ربما لم تترك اسمك أو رقم هاتفك لمعاودة الاتصال بك ! والآن يمكنك أن تتفضل وتزور الشركة بعد الساعة 12.30 سأكون هناك وأتكلم بأريحية تامة معك فيما يختص بتعاونك مع شركتنا..
( عندما همّ بالخروج التفت وقال: هذا ما يعجبني في جديتك بالعمل وكما أخبروني لذلك لن أتعامل إلا مع شركاتكم لسمعتها الطيبة في السوق ..)
- بعد أن خرج اتصلت فورا بحنان واستفسرت عن موضوع الشخص قالت : لم يحصل أبدا أن زارني أحد وسأل عنكِ .
- عفوا حنان ، اختلطت علي الأمور أظن يقصد شركة بنيامين !
- اتصلت في (بثينة) ونفس الاستفسار ، كان الرد : نعم جاء أحدهم بنفس المواصفات التي ذكرتيها ، وسأل عنكِ !
- كم مرة زار الشركة ؟!
- على ما أظن أكثر من ثلاث مرات منفصلة.
- أما كان الأجدى عليكِ أن تُخبريني؟ وضعتِني في موقف لا أحسد عليه ، ماذا يقول الآن عنا ، المدير التنفيذي تعمل لحالها ولا تتواصل مع المسؤولة؟
- حاولت أن أعرف بالضبط ماذا يريد ، لم يشأ أن يذكر لي شيئًا وأيضا لم يترك اسمه ولا حتى رقم الهاتف للتواصل معه!
- ربما يأتي اليوم أخبرته سأكون موجودة بعد الساعة 12.30 ظهرا ، إن جاء قبل الموعد تواصلي معي..
- أغلقتُ المكالمة لتعاود بثينة الاتصال وتخبرني أنه موجود، خرج من الإدارة فورا على الشركة ، الساعة العاشرة الآن ، أيعقل أنه سينتظر ساعتين ونصف ،؟!
- طلبت من بثينة أن أتحدث معه:
- أخي الوعد بعد الساعة 12.30 ، لا يمكنني المجيء في الوقت الحاضر !
- سأنتظرك اليوم كله في الشركة!
- ألهذه الدرجة موضوع التعاون مع الشركة لا يتأجل قليلا؟!
- قلت سأنتظرك ، خذي راحتك ..
( هذا الشخص يحمل موضوعا آخر ، حدسي يخبرني بذلك ، مع ذلك سألتزم بموعدي معه، مع أنه يمكنني الخروج من الإدارة ، فلستُ مُقيدة بتسجيل الحضور والإنصراف …)
- تلقيت اتصالا هاتفيا من أبي حفظه الله وأطال في عمره يُخبرني بأنه من اليوم بعد عودة الأولاد من المدرسة وتناول الغداء سيأخذهم إلى الشالية على أن يعودوا يوم الجمعة استعدادا للصيام ..
قلت له:
- غدا الخميس مدارس ! كيف تأخذهم من اليوم؟!
- لا تهمني المدارس قدر ما يهمني راحتك ، أنتِ متعبة جدا وأشعر بذلك ، لذلك سأبعد الأولاد عنكِ يومين وارتاحي . ويمكنك السفر في هذين اليومين !
- اممممم ، من قال لك يا أبي أنني منزعجة من الأولاد ؟ دعهم اليوم وغدا بعد انتهاء اليوم الدراسي اذهب معهم ولا تعودوا إلا يوم السبت قبل الإفطار ..
- قررت حبيبتي ، لن أتأخر في توفير الهدوء والراحة لك ..
- كما تشاء أبي حبيبي ..
- قبل الساعة 12 كنت في الشركة، ومع الضيف الجديد :
- نعم ، الآن يمكنك التحدث عما تشاء .
- أنا صاحب شركة (…………….) وأرغب بالتعاون معكِ وأُشركك وتُشركيني معك في كل شيء ….
- لحظة ، ممكن أن تعيد ما قلت ؟!
- أتعاون مع شركتكم ، هل هناك ما يمنع ذلك؟
- لا مانع بحكم أن شركتك معروفة جدا في السوق المحلي ، سيكون التعاون فقط بين شركة وشركة ، فهمت ما أقصد ؟!
- ولمَ لا تريدين أن أشاركك حياتك أيضا ؟
- رجعت في قراري ، حتى شركتك لا أرغب بالتعاون معها ، فلو سمحت ، عندي اجتماع مهم ، تفضل من غير مطرود !
- لم أنتِ عصبية وتغضبين بسرعة ، يبدو أنك لم تفهميني جيدا !
- كيف لم أفهمك ؟ من أول زيارة تفتح معي موضوع كهذا ؟! ما هذه الجرأة ؟ ومن قال لك أنني أفكر بالارتباط بأحد ؟
- أنا جئت وفتحت الموضوع مباشرة دون لف أو دوران ، ونحن متكافئان في كل شيء ومناسبان لبعض !
- قررت وانتهيت أننا مناسبان ؟! ما رأيك بأنك لا تحمل مواصفات من أرغب الارتباط به مستقبلا ! هذا في حال إذا فكرت بالارتباط !
- وما مواصفاته ، ممكن أعرف؟
- بشرة سمراء تميل إلى السواد وعيون زرقاء ، وشعر مجعد واصل إلى خصره..
( هنا دخلت بثينة وحضرت جزءا من النقاش وهي تحبس ضحكتها ، وهمّت بالخروج ، أوقفتها وطلبت منها الجلوس ومتابعة الموضوع مع الضيف المستفز ) وحملت حقيبتي وخرجت من الشركة، ونسيت الموضوع من أساسه ، فلا صحتي ولا نفسيتي تسمحان بالتفكير في هذا الجدال البيزنطي …
أحمل هم الموظف أحمد ولا همك أنت ، ابتعدا عن طريقي ! فلدي من المسؤوليات الجمة التي تمنعني عن التفكير في نفسي ..
- بعد صلاة العصر اصطحب الوالد الأولاد وسلكوا طريق الشاليهات بحفظ الله وأمانه..
- بقيت في المنزل مع أم عبدالله ، استأذنت منها لاقتراب موعد القيلولة ، وأخبرتها بأننا سنخرج بعد صلاة المغرب لنتفقد منزلنا على الساحل ونرى أين وصل العمال في التصليحات ..
- لكن بسبب التعب لم نذهب إلى هناك وتم التأجيل ليوم غد الخميس …