الموضوع: فوضى الرحيل
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-23-2014, 01:27 AM
المشاركة 8
احمد سليم العيسى
الشاعر الأمي العربي الغضب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[TABLETEXT="width:50%;background-color:black;"]
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

[marq="6;right;1;scroll"]فوضى الرحيل
[/marq]



تعتريني رهبة كلما فكرت بالرحيل
أخافه ...
يزعجني التفكير فيه
البقاء يا رفيقة السفر يجعلنا أكثر تشبثاً بالحياة
وبالناس والأماكن المحيطة بنا
تألفنا الأشياء كما نألفها ...
وننسى أننا سنفقدها في لحظة ما

الرحيل مخلوق عبثي
فوضوي
همجي
لا يؤمن بطقوس الوداع
ولا بعادات وتقاليد الوداع
ولا عناق الوداع
ولا حتى لمس الأيادي عند الوداع

يلقي بحقائب سفره على أول مقعد مغادر للمجهول
كما يلقي بنفسه على المقعد المقابل لباب الطائرة
ينام وقتما يشاء ...
يستيقظ وقت يشاء
لا يحمل أوراقاً ثبوتية
ولا أختام سمات الدخول للموانيء والمطارات
وهو لا يتعامل مع الخرائط ولا يحمل بوصلة
ولا كريدت كارد
يتجول بين المطارات والموانيء ومحطات مترو الأنفاق
يتأمله العابرون
فلا يلقي لهم بالاً
لا يكترث للعيون ولا لألوان العيون
لا يهتم لاشكال الدموع ولا طعم الدموع

مجنون هذا الرحيل
يغرس خنجره في مفاصلنا
يخترق تفاصيل حكاياتنا
يسرق منا أجمل ثواني أعمارنا
يصفع قلوبنا بمناديل من نحاس
يجرح عيوننا ويجعل من دموعنا قطرات
دم.
لا تعنيه مشاعرنا ولا رجفة أطرافنا
ولا زفرات آهاتنا

يختزل المسافات بين الأبواب الموصدة
والإشرعة المثقوبة
والسفن المثقوبة
وبيننا
يركب طائرات بلا أجنحة
وقطارات تسير على قضبان من رمل
وتعب.

يتناول وجباته بسرعة فائقة
لا يهتم بصنف الوجبات
لحوماً أو أسماك
لا يهتم لألوان النبيذ
أحمر ... أبيض
أو حتى مياه غازية

يستأنف رحلاته
يروح ويجيء
لكنه لا يأبه للوداع
ولا يهتم بتفاصيل الوداع
يتركنا في صقيع انفرادنا
نفرك أيادينا لوعةً وحرقة
من وجع الفراق

يكتفي بتلويحة يده
وكلمته المعهودة كلما هم بالرحيل
لعلي لا أراكم
وربما لا ألقاكم
انه الرحيل

"البستاني"
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

[marq="6;right;1;scroll"]الأستاذ محمد الخُضري
[/marq]

الرحيل أي الإنتقال من مكان لآخر
أي تغير أماكن تواجدنا المادي
هذا النشاط الحيوي المتحرك والجاف
عندما يرسمه البستاني بريشتة
يتحول للوحات تنبض بألوان قزح
تترجم بكل صدق مكنونه الإنساني
والروحي والجمالي وتقاطعه الإبداعي
مع مكوناته المختارة بكل دِقَّه و حرفية وفن
لم تترك مرادف للرحيل إللا وأعطيته حقه
(لمس الأيادي،حقائب،سفر
مقاعد،أوراق ثبوتية،أختام، موانيء،مطارات)
جماد تحول لكائن محسوس ناطق يتدفق مشاعر
قدرة عجيبه للتصوير الشعري الصادق
بطريقة قصصية وأدبية بقالب بوحي مميز
وجوانب إبداعيه أخرى لا وقت كافي
لسبر أغوارها هناك جوانب كثيرة
تستاهل التحليل ولكني
لضيق الوقت أكتفي بهاذا
ولكنك وبإختصار أبدعت
دمت بخير

URL="http://javascript<b></b>:void"]نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[/URL]
[/SIZE]
[/TABLETEXT]