عرض مشاركة واحدة
قديم 11-01-2013, 09:09 PM
المشاركة 30
عماد تريسي
من ملوك الأدب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ساءلَتْني عن تَباريحِ الهوى=في مَجاليهِ.. صُدوداً ووِصالْ!
وهي تَرْنو لي بِطَرْفٍ ساحِرٍ=يَصْطَفي. أو يجتوي شُمَّ الرِّجالْ!
ساءَلَتْني فَتلعْثَمْتُ ولم...=أَجِدِ الرَّدَّ على هذا السُّؤالْ!
هي تَدْري بالذي تَسْألُني=عنه.. تدريه عُيُوباً وخلالْ!
وهي من طُغْيانِها في طَنَفٍ=تَشْتَهي سُفْلاهُ رَبَّاتُ الحِجالْ!
مُشْرِفٍ يَجْعلُها في نَجْوَةٍ=عن يَمِينٍ تَحْتَويها أَوْ شِمالْ!
تَتَجلىَّ من دَلالٍ قاهرٍ..=يَدعُ الفِكْرَ مَهيضاً والخَيالْ!
وبَدا في وَجهِها ما شَفَّني..=فَتَهاوَيْتُ وأَوْجَزْتُ المقالْ!
قُلْتُ يا فاتِنَتي إنِّي هَوَى..=ضَلَّ في الدَّرْبِ وأعْياهُ الكلال!
سار في رَكْبِكِ حِيناً واسْتَوى=فَتْرَةً ثُمَّ هَوى بَيْنَ النِّصالْ!
ضَرَّجَتْهُ دُونَ أَنْ تُدْرِكَهُ=رأْفَةٌ مِنْكِ.. وما أَشْقى الضَّلالْ!
ولقد شاهَدْتِهِ جُرْحاً نَأى=عنه مَن يَضْمدُه قَبْلَ الوبالْ!
فَتَبَسَّمْتِ وأعْرَضْتِ رِضىً=مِنْكِ بالوَيْل اعْتَراني والخبالْ!
فَتَمالكْتُ ولم أَشُكُ الضَّنى=والهَجِيرَ الحارِقِي بَعْد الظِّلالْ!
جَبَرُوتٌ يَشْتَفي مِن هالِكٍ=كانَ يُولِيهِ اعْتِلاءً ونَوالْ!
ما الذي تَبْغِينَهُ يا فِتْنَتي=بعد أن ساء بِمُضْناكِ المآلْ؟!
أَنْتِ من جَرَّعَه الكَأْسَ الَّتي=صَرَعَتْهُ.. فهو سُقْمٌ واعْتِلالْ!
كانَ مَرْمُوقاً فَحاوَلْتِ الذي=سَوْف يُبْدِيه لَقىً بيْن الرِّمالْ!
لا. فما أَخْسَرَها مِن رغبة=لم تَنَلْ مِنِّي.. والحَرْبُ سِجالْ!
أنا يا فاتِنَتي رَغْمَ الأَسى=جَبَلٌ ما خَرَّ يَوْماً في النِّزالْ!
ولقد عُدْتُ لرشدي فاجْتَوَتْ=مُهْجَتي الحَرَّى ترانيم الجمال!
لم أَنَلْ منه سوى أَرْزائِهِ=وهي أرْزاءٌ على الحُرِّ ثِقالْ!
صِرْتَ في عَيْنَيَّ. صِرْتي شَبحاً=مَلَّهُ القَلْبُ. وما أَحْلى المَلالْ!
وَتَنوَّرْتُ سَبيلي في الدُّجى=بعدما كان الدجى يخفي النِّمالْ!
أَنْتِ. ما أَنْتِ سوى أحبولة=وأنا الكارِهُ أَوْهاقَ الحِبالْ!
وأنا الشَّامِتُ في الحُسْنِ الذي=شاخَ في قَلْبي صِباهُ واسْتَحالْ..!
وأنا السَّالي فما يُرْجِعُني..=لِلْهوى الماجِنِ شَوْقٌ وابْتِهالْ!
فَهُما منها.. وما أكْذَبَها=حِينما تُقْسِمُ.. مكْرٌ واحْتِيالْ!
إنَّما أقْدارُنا يا فِتْنَتي=عادِلاتٌ. وهي أَغْلالٌ ثِقالْ!
حرَّرتْني مِنْكِ ثم اسْتَحْكَمَتْ=فيكِ لَمَّا أَنَسَتْ مِنْكِ السَّفالْ!
فاصْبِري وامْتَثِلي يا طالَما=كنْتِ لِلأَحْرارِ سِجْناً واعْتِقالْ!
ولقد كنْتِ سُهاداً قاتِلاً..=لِعُيُونٍ كابَدتْ هَوْلَ اللَّيالْ!
فاذْكُرِيها.. فهي لم تَنْسَ الذي=كانَ مِن عَسْفِكِ كالداء العُضالْ!
فَسَيلْقاكِ سهادٌ مِثْلَها..=وعُضالٌ لا يُعافِيكِ بِحالْ!
فَتَسامِي رُبَّما تَلْقاكِ في=غَدِكِ الحالِكِ أنْوارُ الهِلالْ!
رُبَّما كانَ التَّسامي عِصْمةً=بِدُمُوعِ غالِياتٍ كالَّلالْ!
فاذْرِفيها.. إنَّها قَنْطَرَةٌ=لحياةٍ طَهُرَتْ بعد انحِلالْ!
إنّها البَلْسَمُ للجرح الذي=قِيلَ أَنْ لا بُرْءَ منه وانْدِمالْ!
يالَ مَجْدِ الله في عَلْيائِهِ=إنه فَكَّ عن العَقْلِ العِقالْ!
فَتَعَزِّي.. أنْتِ أَوْلى=من فُؤادي بالعزاءْ!
إنَّ لي من كِبْريائي=ما يُذِلُّ الكِبْرياءْ

.
.


لأنَّ الحزن هو أبو الوحي , فإنَّني لا زلتُ أبرّه !

فإن ذوتْ سنابله يوماً, رويتُه باستذكار جرحٍ آخر .

.....