عرض مشاركة واحدة
قديم 11-01-2013, 09:07 PM
المشاركة 28
عماد تريسي
من ملوك الأدب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تفكَّرْتُ في الإسلامِ وهو مُحَلِّقٌ=وفكَّرْتُ في الإسلامِ وهو كسيرُ!
صُقُورٌ يَجُبْنَ الجوَّ غَيْرُ جَوارحٍ=ويَبْدو بِهِنَّ الجوُّ وهو قَرِيرُ!
تَناءيْنَ عن ظُلْمٍ وخِيمٍ. وعن خَنًى=وأَلْهَمَهُنَّ الصّالِحاتِ ضَمِيرُ!
وجاءتْ على أَعْقابِهِنَّ حمائِمٌ=كَثُرْنَ ولكنْ ما لَهُنَّ هَدِيرُ!
كَثُرْنَ ولكنْ ما لهنَّ تَوَثُّبٌ=ولا هِمَمٌ كالغابِرينَ تُثِيرُ!
فأَغْرَى بِهمْ هذا الخُمولُ طوائِفاً=مَطامِعُهُمْ لِلْخامِلينَ سعيرُ!
ولو أَنَّهم كانوا كَمِثْلِ جُدودِهِمْ=لما كانَ منهم خانِعٌ وحَسِيرُ!
رَضُوا بِسَرابٍ خادِعٍ فَتَساقَطوا=إلى حُفْرَةٍ فيها الهوانُ خفيرُ!
حُطامٌ ومَجْدٌ كاذبٌ وتَفَرُّقٌ=مُشِتٌ.. له الحُرُّ الأَبِيُّ أسيرُ!
وَنًى وانْحِدارٌ واخْتِلافٌ مُمَزِّقٌ=حِراءٌ بكى من وَيْلِهِ وثَبِيرُ!
تَذكَّرْتُ أَمْساً كانَ فيه رِجالُهُ=لُيُوثاً لهم في القارِعات زَئِيرُا!
ولَيْسوا طغاةً بل حُماةً لِرَبْعِهِمْ=ولِلنَّاسِ إنْ خطْبٌ أَلَمَّ عسيرُ!
فَمالَ إلى الحُسْنى. وألقى قِيادَهُ=إلَيْهِمْ فلا قَيْدٌ يَشُدُّ.. ونيرُ!
تذكَّرْتُ عَهْداً للنَّبِيِّ محمَّدٍ..=وأَصْحابِهِ يَهْدِي النُّهى ويُنِيرُ!
كبَدْرٍ أضاءَ الأَرْضَ بعد ظَلامِها=فما ثَمَّ إلاَّ راشِدٌ وبَصِيرُ!
وما ثَمَّ إلاَّ قانِعٌ بحياتِهِ=وراضٍ بها.. بالمُوبِقاتِ خبيرُ..!
لقد ذاقَ مِن ماضِيه خُسْراً وذِلَّةً=وحاضِرُهُ رِبْحٌ عليه وَفِيرُ..!
وكانَ له مِن حُكْمِهِ ما يَسُومُهُ=من الخَسْفِ ما يطوى المنى ويُبِيرُ..!
وما عاق عن حُرِّيَةٍ وكرامَةٍ=ففي كلِّ يَوْمٍ مِحْنَةٌ ونَذِيرُ..!
وها هو مّنْذُ اليَوْمِ بعد انْدِحارِهِ=بدا في مَغانِيهِ الطُّلُولِ. بَشِيرُ!
فعادَ قَرِيراً بالغُزاةِ تَوافَدُوا=إليه. وقد يَرْضَى الغُزاةَ.. قَرِيرُ!
وكيف. وقد جاءُوا إليه بِعِزَّةٍ=ومَيْسَرَةٍ يَهْفو لَهُنَّ فَقِيرُ؟!
فَصارَ نَصِيراً لِلَّذينَ تَكَفَّلوا=بِعَيشٍ كريمٍ لَيْس فيه نكيرُ!
ولا فيه غَبْنٌ من ضَراوةِ ظالِمٍ=وما فيه إلاَّ زاهِدٌ ونَصِيرُ!
فيا سلَفاً أَفْضى إلى خَيْرِ غايةٍ=بِأيمانِهِ.. فارْتاحَ منه ضَمِيرُ!
يَسِيرُ إليها راضياً بِمَصيرِهِ..=فَيَلْقاهُ بالأَجْرِ الجَزِيلِ مَصِيرُ!
خَمائِلُ خُضْرٌ حالِياتٌ بِنَضْرَةٍ=غَدَتْ فَدْفَداً لم يَبْكِ فيه مَطِيرُ!
وآياتُ عِمْران شَوامِخُ شُرَّعٌ=خَوَرْنَقُها عالي الذُّرى. وسَدِيرُ!
وفي هذه الدُّنْيا نُهىً وشاعِرٌ=ومنها جَليلٌ شامِخٌ. وصَغيرُ!
ومنها هَزيلٌ ضامِرٌ مُتنفِّجٌ=ومِنْها –وإن أخْنَى الزَّمانُ- طَريرُ!
أيا ابْنَ الأُباةِ الصَّيدِ هُبَّ من الكرى=فَأَنْتَ بِهذا الصَّحْوِ.. أنْتَ جَدِيرُ!
شَبِعْنا سُباتاً كانَ خُلْفاً وفُرْقَةً=ومِن حَوْلِنا للطَّامِياتِ هَدِيرُ!
وقد يَجْمَعُ الله الشّتاتَ فَإنَّه=على جمعه –رَغْمَ الصِّعابِ- قَدِيرُ!
ولكِنْ عَلَيْنا السَّعْيُ فهو ضَرِيبَةٌ=عَلَيْنا كَبِيرٌ دَفْعُها.. وصَغِيرُ!
سنَدْفَعُها حتى نَفُوزَ وَنَنْتَهِي=إلى غايَةٍ نَعْلو بها ونَطِيرُ!
إلى غايةٍ شَمَّاءَ كان جُدُودُنا=حَبِيبٌ إليهم نَيْلُها.. ويَسِيرُ!
حَدِيثٌ بِه أَمْلى الفَرَزْدَقُ شِعْرَهُ=وشايَعَهُ فيه النَّطُوقُ جَرِيرُ!
وما هو إلاَّ نَفْثَةٌ عَبْقَرِيَّةٌ=لها مِن يَراعِ العَبْقَرِيِّ صَرِيرُ

.
.


لأنَّ الحزن هو أبو الوحي , فإنَّني لا زلتُ أبرّه !

فإن ذوتْ سنابله يوماً, رويتُه باستذكار جرحٍ آخر .

.....