عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2011, 11:21 AM
المشاركة 68
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع،،
وتقول: "العـبقريـة ليـست روحـًاتسكـن الأجسـاد ، وليـست قـوى إلاهـيـة أو جنونــًا من وادي عبـقـر ..إنمـا هـي إعمـال للعـقـل البـشـري وتفكـير مُتواصـل نحـو مشكـلةمُغـلـقـة لا يـوجد لها إلاّ حـل واحـد وطـريقة للتفكـيرواحـدةحيـنها يصـل هذا العـقـل المُفـكّـر إلـى هـذا الحـل الوحـيـد فيـتمالإشـراق ويوصـف بأنّ هذه الفكـرة عـبقريـة جدًا.."

ونجد أن المذاهب والطرق والمدارس الفلسفية والأديان الوضعية ونظم التفكير المختلفة التي تضعها وتبدعها عقول البعض ما هي في الواقع إلا مخرجات عبقرية متمايزة في الشكل لكنها متقاربة في المضمون، وقد ولدت كنتيجة لنشاط عقل البعض الاستثنائي وهم أصحابها الذين غالبا ما يحملون في صدورهم وعقولهم مآتم من نوع ما.

هذا النشاط الذي يدفع صاحبه لا إراديا ولا شعوريا للبحث عن الحقيقة ومحاولة الإجابة على مجموعة الأسئلة الكونية الوجودية وتوليد الأفكار الإبداعية بتسارع كبير، وهي سمة تبدو عند البعض وكأنها تنهل من مصدر خارق، وغالبا ما ينطبع فيها اليتيم، فتتشكل لديه، وكنتيجة لمجموع تجاربه ومآسيه وما يعتمل في ذهنه من طاقة ونشاط ذهني عالي، رؤيا وطريقة في التفكير متمايزة عن الآخرين تمثل في مجموعها طريقا بديلا أو مذهبا جديدا مختلفا.

وعليه نجد أن هذه المذاهب والنظم الفكرية هي بمثابة ثورة على ما سبق من منظومات فكرية أو مذهبية، أو طرق وطقوس تهدف للوصول إلى لحظة الإشراق بأسلوب مختلف في الشكل، أو هي على الأقل حركة تصحيحية مدفوعة إلى حيز الوجود من خلال ذلك الشعور الداخلي اللاشعوري الذي يتولد في عقل اليتيم ويجعله يعتقد بأنه الأقدر على وصف أفضل طريقة أو منظومة فكرية.

وعليه فإننا نجد أن كل هذه الطرق والمدارس والنظم الفكرية هي حتما مخرجات عبقرية يكون مصدرها عقل يتيم في الغالب. ورغم أنها تختلف في شكلها وأسلوبها لكنها تسعى في مجملها لغاية واحدة وتؤدي إلى نتيجة متشابهه عند الجميع, وما يميزها عن بعضها البعض هو نسبة ومستوى الطاقة التي تعتمل في الذهن ومجموع التجارب والمعلومات المحصلة من البيئة الخارجية والتي تنصهر لتشكل المخرجات البديلة عند كل واحد من أصحاب هذه الطرق والمذاهب الخ.

وهذا، مثلا، ما يميز الطرق الصوفية عن بعضها البعض. فمن ناحية نجد أن كل صاحب طريقة صوفية هو يتيم بالضرورة، ولذلك صار قادرا على وضع منظومة فكرية وطقوس لتحقيق ما يظنه لحظة الإشراق، أو لحظة الوجد، وعند البعض الحلول. وطريقته هي حتما نتيجة لنشاط عقله الزائد والناتج عن يتمه.

ولو افترضنا جدلا ان شخص ما عاش في الهند وآخر عاش في كندا مثلا ضمن نفس الظروف وتعرضوا لنفس التجارب وتحصلوا على نفس المعلومات ( في تطابق لا يمكن حدوثه) لوجدنا ان عقولهم ستبدع طرحا متماثلا بنسبة 100%، وعليه فأن الاختلاف في الطرق والنظريات والمنظومات الفكرية يمثل اضافة الى نسبة الطاقة المتدفقة في الدماغ مجموعة التجارب التي تتحصل لدى كل فرد.

يتبع،،