عرض مشاركة واحدة
قديم 08-22-2022, 08:12 AM
المشاركة 8099
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال

4178

.... أمْنَعُ مِنْ عَنْزٍ ....


هو رجل من عادٍ، ومن حديثه - فيما رواه إسحاق بن ابراهيم
الموصلي عن ابن الكلبي - أنه أمنع عادِيٍّ كان في زمانه، وكان
له راعٍ يقال له عُبَيْدان، يرعى ألف بقرة، وكان إذا أورد بقرة
لم يُورِدْ أحَدٌ من عادٍ حتى يفرغ، فعاش بذلك دهرًا حتى أدرك
لقمان بن عاد، فخرج لقمان من أشد ضدِّ بن عاد كلها وأهْيَبها،
وكان بيت عاد وعَدَدُهم يومئذ في بني ضد بن عاد، فوردت بَقَرُ
لقمان، فنهنهها عُبَيْدَان، فرجع راعي لقمان إليه فأخبره، فأتى
لقمانُ فَضَرَبه وصَدَّه عن الماء، فرجع عُبَيْدَان إلى عَنْزٍ، فشكا
ذلك إليه، فخرج عنز في بني أبيه ولقمانُ في بني أبيه، فاقتتلوا،
فهزمهم بنو ضد، وحَلَّؤوهم عن الماء، وكان عبيدَان بعد ذلك
لَا يُورِدُ حتى يفرغ لقمان من سقي بقرة، فإن أقبل راعي لقمان
وعُبَيْدَان على الماء ناداه فَقَالَ‏:‏ أي عُبَبْدَان حَلِّئْ بقرك حتى أورد
بقري، فيُحَلِّئُهَا، ولم يزل لقمان يفعل ذلك حتى هلك عنز،
وانتجع لقمان فنزل في العماليق، ففي ذلك يقول جَزْءُ بن إساف
ابن قطن بن القطران، ويصف تهضُّمَ لقمان:

قد كان عَنْزُ بَنِي عادٍ وَأسْرَتُهُ
في الناس أمَنَعَ مَنْ يمشي عَلَى قَدِمِ

وَعَاشَ دَهْرًا إذا أثْوَارُهُ وَرَدَتْ
لَمْ يَقْرِبِ الماءَ يَوْمَ الوِرْدِ ذُو نَسَم

أزْمَانَ كَانَ عُبَيْدَانٌ تَنَاذَرُهُ
رُعَاة عَادٍ وَوِرْدُ الماء مُقْتَسَمُ

أشَصَّ عنه أخو ضِدٍّ كَتَائِبَهُ
من بعد ما زَمَّلُوا فُرْسَانَهُ بِدَمِ

لَا تَرْكَبُونَا بظلم يا بني هُبَلٍ
فَتَنْدَمُوا؛ إنَّ غِبَّ الظُّلْمِ متخم


وقَالَ الحطيئة يضرب المثل بهذا الراعي العادي:

وَهَلْ كُنْتُ إلَّا نَائيًا إذ دَعَوْتُم
مندى عبيدَانَ المُحَلَّأ بَاقِرُهْ


وخالفه ابن الأَعرَابي، وزعم أن عبيدان ماء بأقصى اليمن
لَا يَرِدُه أحد ولَا السباع لبعده، وقَالَ النابغة الذبياني:

ليهنأْ لكم أنْ قَدْ نَفَيْتُمْ بُيُوتَنَا
مكانُ عبيدان المُحَلَّأ باقِرُهْ


وقَالَ غير هؤلَاء‏:‏ عبيدان هو وادي الحية التي يضرب بها
المثل فيُقَال ‏"‏كَيْفَ أَعْاوِدكَ وهذا أثَرُ فَأْسِكَ‏"‏ ولها حديث
طويل وقد ذكرته في حرف الكاف ‏(‏انظر المثل رقم 3046)