عرض مشاركة واحدة
قديم 06-19-2020, 02:39 AM
المشاركة 15
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: ((حُرْمَةُ الْكَذِبِ وَالِافْتِرَاءِ وَالْإِفْسَادِ وَإِشَاعَةِ الْفَوْضَى))
ومن المفارقات العجيبة، أن هذا الأصل تكفر به سائر الجماعات الإسلامية ويسخرون منه، ويسخرون كل طاقاتهم لحرف عموم المسلمين عنه.. بتكفير الحكام الصريح تارة.. أو بالتكفير المبطن بنفي شرعيتهم تارة أخرى.. أو بنفي مدلول النصوص الواردة فيهم، بجعلها نصوص تخص أزمان غابرة ولا تخص حكام الزمن الحالي.. (وهم شابهوا بهذا العالمانيين الذين يحاربونهم بزعمهم حينما يسقطون فرائض وأحكام تحت دعوى عدم صلاحيتها في هذا الزمان).. وهم في نفس الوقت يطبقون أحكام السمع والطاعة لأئمة المسلمين، على أمراء الجماعات الإسلامية، بل ويطبقونها بإطلاق.. مع أن السمع والطاعة مقيدة .. بالمعروف.. وهم يدندنون حول هذا حينما يتعلق الأمر بحكام هذا الزمان.. أما لو كان صاحب الأمر المخالف هو مرشد جماعتهم أو القيم عليها.. فالسمع والطاعة هنا مطلقة بلسان الحال والمقال عند غلاتهم أحياناً، كما هو عند خوان المسلمين.
ويالله العجب .. لكنها القاعدة.. من خالف السنة تناقض ولو بعد حين..
وللحمقى من أرباب الجماعات البدعية نقول : الحاكم الذي يجب طاعته في المعروف عند أهل السنة، هو المسلم الممكن عدلاً كان أو جائراً.. لابد أن يكون مسلماً وليس بكافر كفر بواح كالشمس لا يختلف عليه مسلمان.. ولابد أن يكون هذا المسلم ممكن ذو سلطان وأمر نافذ على البلاد والعباد، فيسمى ولي أمر المسلمين في نطاق سلطانه.. فليس مخفياً في سرداب كما هو عند الروافض.. ولا مختبئاً في كهوف ومغارات الجبال مطارداً من ذوي السلطان الحقيقي..
ومع ذلك فطاعة هذا السلطان الظاهر مقيدة بالكتاب والسنة.. فلو أمرك بما يخالف الكتاب والسنة فلا سمع له ولا طاعة في هذا الأمر المخالف.. بهذا جاء هذا الدين العظيم بنظام متكامل يحفظ للأمة ( أو لجماعة المسلمين في أي بلد) تماسكها وترابطها وفي نفس الوقت يحفظ للفرد دينه الذي هو مصدر عزته وكرامته..
والحمد لله رب العالمين.

الشمس أجمل في بلادي من سواها والظلام..
حتى الظلام.. هناك أجمل فهو يحتضن الكنانة..