الموضوع: كشكول منابر
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2019, 10:03 PM
المشاركة 2321
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مليون رد - كشكول منابر
والسبب الثالث في أهمية القلب أن طهارته شرط دخول الجنة ، لذا ذم الله خبثاء القلوب فقال : ﴿ أُولِئك الّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ في الدُّنيا خِزْيٌ وَلَهُمْ في الآخِرَةِ عَذابٌ عَظيْمٌ ﴾ [ المائدة : 41 ] ، والآية دليل دامغ على أن من لم يطهِّر قلبه فلا بد أن يناله الخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة ، ولهذا حرَّم الله سبحانه الجنة على من كان في قلبه مثقال ذرة من خبث ، قال صلى الله عليه وسلم : « لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر » .
ولا يدخلها أحد إلا بعد كمال طيبه وطهره ، لأنها دار الطيبين ، ولذا يُقال لهم وهم على مشارف الجنة : ﴿ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴾ [ الزمر : 73 ].
ويُبشَّرون عند موتهم دون غيرهم على لسان الملائكة : ﴿ الّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ المَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الجنَّةَ بِمَا كُنْتمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [ النحل : 32 ].
قال ابن القيِّم : " فالجنة لا يدخلها خبيث ، ولا مَن فيه شيء من الخبث ، فمن تطهَّر في الدنيا ولقي الله طاهراً من نجاساته دخلها بغير معوِّق ، ومن لم يتطهر في الدنيا ؛ فإن كانت نجاسته عينية كالكافر لم يدخلها بحال ، وإن كانت نجاسته كسبية عارضة دخلها بعد ما يتطهر فى النار من تلك النجاسة ، ثم يخرج منها حتى إن أهل الإيمان إذا جازوا الصراط حُبسوا على قنطرة بين الجنة والنار ، فيهَذَّبون وينقَّون من بقايا بقيت عليهم قصرت بهم عن الجنة ، ولم توجب لهم دخول النار ، حتى إذا هُذِّبوا ونقوا أُذِن لهم في دخول الجنة " .
من أجل ذلك جاء الأمر جازما للنبي صلى الله عليه وسلم : ﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴾ [ المدثر : 4 ].
قال ابن القيِّم : " وجمهور المفسرين من السلف ومن بعدهم على أن المراد بالثياب ها هنا القلب ، والمراد بالطهارة إصلاح الأعمال والأخلاق " .