عرض مشاركة واحدة
قديم 12-17-2017, 09:24 PM
المشاركة 145
زهرة الروسان
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
قصة لا تربي ولدك

جلست عند طبيب العيون مع ولدها ابن العامين لتفحص نظرها، بعد عدة دقائق خرج رجل من غرفة الفحص ممسكا يد ابنه الصغير الذي ارتدى نظارة وقد بدا عليه الحزن. نظرت اليه الأم وقالت مخاطبة ابنها:
بني، عندما تكبر إياك وإطالة النظر في التلفاز أو الحاسب اللوحي، كي لا يتضرر بصرك وترتدي نظارة بشعة كهذا الصبي.
لمست كلمات الأم قلب الفتى الصغير... فأمسك بثياب والده محاولا إخفاء دموعه. فرد عليها الرجل مستهجنا: ألا ترين أن ابنك أصغر من أن يفهم ما تقولين!
الأم: لا أبدا، هو يفهمنا لكننا لا نفهم لغة الأطفال. أريد أن أضبط طفلي ليكون شابا صالحا عندما يكبر... عليه أن يكون مطيعا. أليس كذلك يا ملاكي الصغير.
مسح الأب رأس ولده مواسيا وقال له: دعنا نتجاهل كل شيء ونخرج لتناول الحلوى.
هز الفتى رأسه موافقا وأمسك يد والده مجددا وهما يغادران، والرجل يرمق الأم بنظرة انزعاج شديد.
مرت الأيام والأعوام، وكبر ابن العامين ليبلغ العاشرة من عمره، ويكون فتى مطيعا كما ارادت أمه... فتى مطيعا يلعب على أسيجة السلالم غير آبه بتحذيرات والديه، مما سبب كسر ساقه.
وعند الطبيب نظرت سيدة حبلى الى الطفل ، وقالت: بني، عندما تأتي لتسعد حياتي، أياك واللهو على السلالم، كي لا تكسر ساقك وتضع جبيرة مزعجة مثل هذا الصبي المسكين.
أجهش الفتى بالبكاء بعد تلك الكلمات فقالت الأم: بعد إذنك سيدتي الى من تتحدثين؟
السيدة: أتحدث الى ابني.
الأم: لكنك لا تصحبين أطفالا!
السيدة: أجل، فهو لم يولد بعد.
الأم: وكيف تحدثين طفلا لم يولد؟
السيدة: يقولون أن الأجنة تستمع لكل ما يدور حولها... أريد لصغيري أن يكون رجلا صالحا في مجتمعه.
مسحت الأم دموع ابنها واحتضنته وقالت: لكن من فضلك، لا تربي ولدك على حساب مشاعر الآخرين.

http://viwright.com/6udX
مدونتي أضع فيها كتاباتي