عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-2019, 02:27 AM
المشاركة 4
إمتنان محمود
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: الجزء الرابع (متفكك)

***
الحاويه كالتابوت.الحاويه كالرحم.
قياسات الوقت الطبيعيه لا يبدو أنها تُطبق,و اضطرابات الرحله الغير متوقعه تملأ الفراغ المظلم بتوتر حاضر للأبد.

ما أن أصبحوا فى الهواء,الأربعه لا يتكلموا لفتره طويله جدا .. نصف ساعه, ساعه ربما.. يصعب القول!.
عقول الجميع محبوسه فى محاوله التمسك بنمط أفكارهم المبعثره.. ترتطم الطائره ببعض المطباط الهوائيه.كل ما حولهم يهتز مصدرا صخب.
يتسائل كونر إن كان هناك أولاد فى صناديق فوقهم,تحتهم,وفى كل جانب.لا يستطيع سماع أصواتهم إن كانوا موجودين.
ومن مكان جلوسه,يشعر أنهم الأربعه الوحيدون فى هذا العالم.

إمبى يريح نفسه بصمت.كونر يعرف لأن باستطاعته شم الرائحه..الجميع باستطاعته,لكن لا يقول أحد شيئا.ببساطه كان يمكن أن يكون أيا منهم.و اعتمادا على طول الرحله,مازال هذا احتمال وارد.

أخيرا,بعد ما مر كأنه الأبد,أكثرهم هدوءا يتحدث.
“متفكك,”يقول دييجو,:”أفضل أن ينتهى بى الأمر متفككا”
و بالرغم من مرور وقت طويل على طرح هايدن للسؤال,كونر يعلم فورا إلام يشير.هل تفضل الموت أو التفكك؟ كما لو تعلق السؤال فى الظلام الضيق طوال هذا الوقت,منتظرا أن يجاب عليه من أحد.
“ليس أنا,”يقول إمبى.”لأنه لو الفرد مات,فعلى الأقل سيذهب للجنه.”

الجنه؟يفكر كونر.على الأرجع سيذهبو للمكان الآخر.لأنه حتى أهلهم لم يهتموا بما يكفى للاحتفاظ بهم,فمن سيريدهم فى الجنه؟
“ما الذى جعلك تعتقد أن المتفككون لا يذهبوا؟”يسأل دييجو إمبى.
“لأن المتفككون ليسوا موتى حقا.مازالو على قيد الحياه...نوعا ما.أعنى,عليهم استخدام كل جزء مننا فى مكان ما,صحيح؟فهذا هو القانون.”
ثم يسأل هايدن السؤال.ليس فقط سؤال ... السؤال , فسؤاله هو الحرام الأكبر بين هؤلاء المؤشرون للتفكك ,إنه ما يفكر به الجميع,لكن لا يجرؤ أحد على سؤاله بوضوح,:
“إذا,حينها,” يقول هايدن,:”إن كان كل جزء منك على قيد الحياه لكن بداخل شخص آخر.... هل ستكون حى أم ميت؟”

هذا,كما يعلم كونر,هو هايدن يمرر يده ذهابا و إيابا فوق شعله النار مجددا.قريبا بما يكفى ليشعر بها,لكن ليس قريبا بما يكفى ليحترق.لكنها ليست يده فقط الآن, إنها أيدى الجميع,و الأمر يزعج كونر..
“الكلام يهدر الأكسجين” ,يقول كونر.,:“لنتفق فقط على ان التفكيك مقرف و لنتركه عند هذا الحد.”

يخرس الجميع,لكن فقط لدقيقه ,إنه إمبى من يتحدث تاليا ,:“لا أعتقد أن التفكيك سئ, أنا فقط لا أريده أن يحدث لى.”
كونر يريد تجاهله لكن لا يقدر.إن كان يوجد شئ واحد لا يستطيع كونر تحمله فهو متفكك يدافع عن التفكيك,:”إذا لا بأس به لو حدث معنا لكن ليس إن حدث معك؟”
“أنا لم أقل هذا.”
“بلى,فعلت”
“أوووه,”يقول هايدن.”هذا يصبح مثيرا.”
“هم يقولوا أنه لا يؤلم,”يقول إمبى... كما لو كان فى هذا عزاء.!
“نعم.”يقول كونر.”حسنا,لما لا تذهب و تسأل قطع همفرى دانفى كم كان الأمر مؤلم؟”
يسكن الاسم كالصقيع حولهم.الاهتزازات و الاصطدامات تغدو أشد.
“إذا...لقد سمعت تلك القصه أيضا؟”يقول دييجو.
“فقط لأنه يوجد قصص كتلك,لا يعنى أن التفكيك كله سئ ”,يقول إمبى.
”إنه يساعد الناس.”
“أنت تبدو كعُشر,”يقول دييجو.

يجد كونر نفسه مهانا من هذا,:”لا هو لا يبدو كأحدهم.أنا أعرف عُشر..أفكاره ربما تكون خارجه عن الإطار,لكنه لم يكن غبيا.”
فكره ليف تجلب معها موجه من الأسى... لا يقاومها كونر...يتركها فقط تعبر خلاله,و تتلاشى بعيدا ,هو لا يعرف عُشر,لقد عرف واحد .. واحد قد قابل مصيره الآن بالتأكيد.
“هل تقول أننى غبى؟”يقول إمبى.
“أعتقد أننى فعلت.”
يضحك هايدن,”يااه,المتنفس من فمه على حق..التفكيك بالفعل يساعد الناس. فلولا التفكيك,كان سيكون هناك أشخاص صلعاء مجددا.. و ألن يكون هذا رهيبا؟”
يحمحم دييجو,لكن كونر ليس مستمتعا على ألإطلاق ,:”إمبى,لماذا لا تصنع لنا جميلا و تستخدم فمك فى التنفس بدلا عن الكلام حتى نهبط,أو نتحطم,أو أيا ما يكون.”
“ربما تعتقد أننى غبى,لكن لدى سبب جيد لما أشعر,”يقول إمبى,:”عندما كنت صغير,تم تشخيصى بالتليف الرئوى,كلا رئتاى كانت تتوقف عن العمل.كنت على وشك الموت.لذا قاموا بإخراج كلا من رئتاى المحتضرتان و أعطونى رئه وحيده من متفكك.السبب الوحيد أننى على قيد الحياه هو بسبب تفكك هذا الفتى.”
“إذا,”يقول كونر,”حياتك أكثر أهميه من حياته؟”
“قد تم تفككه بالفعل,ليس كما لو أننى سببته له.لو لم أحصل على تلك الرئه فكان سيحصل عليها شخص آخر.”
فى غضبه,صوت كونر يبدأ فى الارتفاع, بالرغم من كون إمبى على بعد خطوتين على اقصى تقدير,:“لو لم يوجد التفكيك,سيكون هناك جراحون أقل,و أطباء أكثر , لو لم يوجد التفكيك,سيعودوا لمحاوله شفاء الأمراض بدلا عن فقط استبدال الأشياء بآخرى من أشخاص آخرون.”
و فجأه صوت المتنفس من فمه يدوى بوحشيه تباغت كونر.
“فلتنتظر حتى تكون أنت الذى على وشك الموت و لنرى كيف ستشعر حول الأمر!”
“أنا أُفضل الموت على أن آخذ قطعه من متفكك!” يصرخ كونر مجيبا..
يحاول المتنفس من فمه أن يصرخ بشئ آخر,لكن يدخل فى نوبه من السعال تستمر لدقيقه كامله.تصبح سيئه للغايه,لقد فزع حتى كونر .. يبدو الأمر كما لو أنه سيسعل رئته المزروعه.
“أنت بخير؟” ,يسأل دييجو.
“أجل” ,يقول إمبى,محاولا أن يسيطر على الأمر.
“كما قلت,الرئه التى حصلت عليها لديها ربو.كانت أفضل ما بإمكاننا تحمل تكلفته.”
فى الوقت الذى انتهت فيه نوبه سعاله.بدا أنه لا يوجد شئ أكثر ليقال ,ماعدا هذا:
“لو مر والديك بكل تلك المشقه,”يسأل هايدن,”لماذا جعلاك متفكك؟”
هايدن و أسئلته.هذا السؤال يُسكت إمبى لعده دقائق ,من الواضح أنه موضوع ثقيل عليه...أثقل حتى مما عليه لبقيه المتفككين.
“والداى لم يوقعا الأمر,”يقول إمبى أخيرا.”والدى مات و أنا صغير,و والدتى توفت منذ شهرين.حينها أخذتنى عمتى,الأمر هو.. والدتى تركت لى بعض المال,لكن عمتى لديها ثلاثه أولاد لتدخلهم الجامعه..لذا...”
ليس عليه أن يُكمل.الآخرون بإمكانهم إيصال النقط.
“يا رجل,هذا بشع” ,يقول دييجو.
“صحيح,”يقول كونر,غضبه نحو إمبى الآن انتقل إلى عمته.
“إنه دائما عن المال,”يقول هايدن.:”حينما انفصل والداى,تقاتلا حول المال حتى لم يتبق شيئا ,ثم تقاتلا حولى.لذا هربت قبل ألا يتبقى منى شيئا أيضا.”

يهبط الصمت مجددا.لا يوجد ما يُسمع سوى صوت دندنه المحرك,وصخب الصناديق.

الهواء رطب و أن تتنفس هى معاناه فى حد ذاتها .
كونر يتسائل ما إن أخطأ الفاتيجز فى حساب كميه الهواء التى يملكونها.(جميعنا سنموت هنا)هذا ما قاله إمبى.
يخبط كونر رأسه بقوه على الجدار خلفه.آملا أن الخبطه تُحل الأفكار السيئه المتشبثه بعقله ... هذا ليس مكان جيد لتكون فيه بمفردك مع أفكارك ,ربما لهذا السبب يشعر هايدن أنه مجبر على التكلم,:“لم يجب أحد على سؤالى,”يقول هايدن.:”يبدو أن لا أحد يملك الشجاعه.”
“أى واحد؟”يسأل كونر.”لديك أسئله تخرج منك مثل الضراط فى عيد الشكر.”
“كنت أسأل ما إن كان سيقتلك التفكيك أم يتركك حيا بطريقه ما.هيا..ليس كما لو أننا لم نفكر فى الأمر.”
إمبى لا يقول شيئا.تم إضعافه بالتأكيد من السعال و المجادله.وكونر ليس مهتم بالمشاركه أيضا.
“الأمر يعتمد,”, يقول دييجو.:”يعتمد على مكان وجود روحك ما أن يتم تفككك.”
فى الطبيعى فكونر سيمشى بعيدا عن محادثه مثل تلك.فحياته كلها كانت عن الأشياء الماديه,أشياء تستطيع رؤيتها,سماعها ولمسها, أما الرب والأرواح..و كل ذلك كان دائما مثل سر فى صندوق أسود لم يستطع أن يرى خلاله,لذا كان من الأسهل فقط أن يتركه وحده.
فقط الآن.. هو بداخل هذا الصندوق الأسود.
“ماذا تعتقد يا كونر؟”يسأل هايدن,: “ماذا يحدث لروحك حين تتفكك؟”
“من قال أن لدى واحده؟”
“لأجل خاطر النقاش,فلنقل أن لديك.”
“من قال أنى أريد النقاش؟”
“إيجولى*! فقط اعطه إجابه يا رجل,و إلا لن يتركك وشأنك.”
يتشنج كونر,لكن لا يستطيع التشنج خارجا من الحاويه.”كيف من المفترض بى أن اعرف ما يحل بها؟ ربما يتم تفتيتها كبقيتنا إلى حفنه من الأجزاء الصغيره.”
“لكن الروح ليست كذلك,”يقول دييجو.”إنها خفيه.”
“لو هى خفيه,”يقول هايدن,”ربما روح المتفكك تتمدد,مثل بالون عملاق بين كل تلك الأجزاء فى أماكن مختلفه .. شاعرى للغايه.”

ربما يجد هايدن فى الأمر شاعريه.لكن الفكره لكونر مرعبه,يحاول أن يتخيل نفسه متمدد فى صوره رفيعه و عريضه لتصل حول العالم,يتخيل روحه كشبكه منسوجه بين الآلاف من المستقبلين ليده و عيناه وقصاصات عقله..لا شئ منها تحت سيطرته بعد الآن,كلها ممتصه فى أجساد و إرادات الأخرون..!
هل يمكن أن يتواجد الوعى هكذا؟..يفكر فى سائق الشاحنه الذى قام بخدعه ورقيه بيد المتفكك ,هل الفتى الذى امتلك تلك اليد مازال يشعر بإشباع تنفيذ الخدعه؟,هل مازالت روحه كامله لسبب مجهول,مع العلم أن لحمه قد تم خلطه كأوراق اللعب.
أم هل تم تمزيقه لما يفوق كل أمل للوعى.. لما وراء الجنه ,لما وراء الجحيم .. لما وراء أى شئ أبدى؟!

لا يعلم كونر سواء تواجدت الأرواح أم لا ,لكن الوعى يوجد ,هذا شئ يعرفه بالتأكيد. لو كل جزء من المتفكك مازال حيا,إذا فهذا الوعى عليه الذهاب لمكان ما,أليس كذلك؟
يسب هايدن بصمت لجعله يفكر فى الأمر,لكن هايدن لم ينتهى بعد.!
“ها هى جلطة دماغيه لأجلكم” يقول هايدن,”لقد عرفت فتاه فى موطنى.كان بها شيئا يجعلك تريد الاستماع لما تقوله.لا أعرف إن كانت جيده فى التركيز,أم كانت فقط مضطربه العقل ,لقد اعتقدت أنه لو تم تفكيك شخص,إذا فهو لم يمتلك روحا فى البدايه ,قالت أن الرب بالتأكيد يعلم من الذى سيتم تفكيكه,و هو لا يعطيهم روح.”

يُظهر دييجو اعتراضه.”لا يعجبنى وقع هذا.”
“الفتاه أحاطت بالفكره من كل جهه فى عقلها” ,يُكمل هايدن,:”اعتقدت أن المتفككون مثل الغير مولودين.”
“انتظر لحظه” ,يقول إمبى,كاسرا صمته أخيرا,:”الغير مولودين لديهم أرواح. لديهم أرواح منذ لحظه تكوينهم...هكذا ينص القانون.”

لا يريد كونر الدخول فى الأمر مجددا مع إمبى,لكن لا يستطيع إيقاف
نفسه ,:”فقط لأن القانون ينص عليه,هذا لا يجعله حقيقى.”
“أجل,حسنا,فقط لأن القانون ينص عليه,هذا لا يجعله خاطئ أيضا.هو قانون فقط لأن عدد كبير من الناس فكروا فيه و قرروا أنه منطقى.”
“ممم” ,يقول دييجو ,:”المتنفس من فمه لديه وجهه نظر.”

ربما الأمر هكذا,لكن مما يراه كونر,فوجهه النظر عليها أن تكون أكثر حده من ذلك,:”كيف يمكنك تمرير قانون عن أشياء لا يعلمها أحد؟”
“هم يفعلوا طوال الوقت,”يقول هايدن ,:”فهذا هو القانون:افتراضات علميه عن الصواب و الخطأ.”
“وما ينص عليه القانون لا بأس به لدى.” ,يقول إمبى.
“لكن لو لم يوجد القانون,هل مازلت ستصدقه؟” ,يسأل هايدن,:”فلتشاركنا رأى شخصى يا إمبى.اثبت أنه يوجد شئ عدا المخاط فى قحفك.”
“أنت تضيع وقتك,”يقول كونر.”لا يوجد.”
“اعط صديقنا المحتقن فرصه” ,يقول هايدن.
و ينتظروا...
صوت المحرك يتغير.
كونر يستطيع الشعور ببطء حركتهم,و يتسائل إن كان يشعر به الآخرون أيضا. ثم يقول إمبى,:“الأطفال الغير مولودين.... هم يمصو إبهامهم أحيانا,صحيح؟و يركلوا.
ربما قبل هذا هم فقط مجموعه من الخلايا أو شئ ما,لكن ما أن يبدأوا فى الركل و الامتصاص,حينها يمتلكون روح.”
“جيد لك!” ,يقول هايدن:”رأى! علمت أنك ستقدر على فعلها.”

رأس كونر يبدأ بالدوران.هل كانت حركه الطائره أم قله الأكسجين؟
“كونر,العدل عدل...إمبى قد وجد رأى فى مكان ما فى مادته الرماديه المشكوك فيها.الآن عليك إبداء رأيك.”
يتنهد كونر,ليس لديه القوه ليقاتل بعد الآن .. ويُفكر فى الرضيعه التى شاركها مع ريسا لوهله ,:”لو يوجد شئ مثل الروح.. و أنا لا أقول أنه يوجد.. إذا فهو يأتى حين يولد الطفل للعالم.قبل ذلك,هو فقط جزء من الأم.”
“لا هو ليس كذلك!” ,يقول إمبى.
“يااه..لقد أراد رأيى,و أنا أعطيته.”
“لكنه خاطئ!”
“أرأيت يا هايدن؟رأيت ما بدأت؟”
“أجل!”,يقول هايدن بحماس:”يبدو أننا على وشك الحصول على حرب هيرتلاند صغيره خاصه بنا.مؤسف أنه ظلام شديد فلا يتسنى لنا مشاهدتها.”
“لو أردت رأيي,فكلاكما خاطئ,” يقول دييجو:”فكما أرى الأمر,فليس له علاقه بأى من هذا .. إنه يتعلق بالحب.”
“أووه-أووه,” يقول هايدن:”دييجو يصبح رومانسيا.أنا سأتحرك للناحيه الأخرى من الحاويه.”
“لا أنا جدى.الشخص لا يملك روح حتى يُحَب ,لو الأم تحب طفلها..و تريد طفلها..فلديه روح منذ معرفتها بوجوده .. فى لحظه حصولك على الحب,حينها تمتلك روح.بونتو*!”
“ماذا؟”,يقول كونر:”حسنا,ماذا عن كل هؤلاء الأطفال الستورك..أو كل هؤلاء الأولاد فى مدارس الولايه؟”
“عليهم أن يأملو أن يحبهم أحد يوما ما.”
ينحر كونر رافضا,لكن رغما عن نفسه,لا يمكنه إبعاد الأمر كليا .. تماما كما لا يمكنه إبعاد الأشياء الأخرى التى سمعها اليوم.
يُفكر فى والديه. هل أحباه قط؟,بالتأكيد فعلا حينما كان صغيرا.و فقط لأنهم توقفا,هذا لا يعنى أن روحه قد سرقت منه....مع أنه فى بعض الأحيان يشعر كما لو أن الأمر كذلك ,أو على الأقل,جزء منه قد مات حين وقع والديه الأمر..!
“دييجو,هذا لطيف حقا,” يقول هايدن فى أفضل نبره ساخره لديه:”ربما عليك كتابه بطاقات المعايده.”
“ربما على كتابتهم على وجهك.”
هايدن يضحك فقط.
“أنت دوما تسخر من آراء الأخرين,”يقول كونر,:”لذا كيف لا تعطى رأيك الخاص أبدا؟”
“صحيح,”يقول إمبى.
”أنت دائما تلعب بالناس لترفيهك.الآن هو دورك لترفه عنا” ,يقول كونر
“صحيح,”يقول إمبى.
“لذا اخبرنا,”يقول كونر,:”فى العالم وفقا لهايدن,متى نبدأ فى العيش؟” ... صمت طويل من هايدن,ثم يقول بهدوء و بصعوبه,:”أنا لا أعرف.”
يسخر امبى منه.”تلك ليست إجابه.”
لكن كونر يمد يده و يمسك بذراع إمبى ليسكته... لأن إمبى مخطئ,حتى مع أن كونر لا يستطيع رؤيه وجه هايدن,فبإمكانه سماع الحقيقه فى صوته.لم يوجد أى أثر للتملص فى كلمات هايدن... تلك كانت الحقيقه العاريه,خاليه من اسلوب هايدن الملتوى المعتاد ,ربما كانت أول شئ صادق حقا يسمعه كونر من هايدن.
”أجل,هى إجابه” ,يقول كونر:”ربما هى أفضل إجابه ضمننا.لو أن ناس أكثر استطاعوا الاعتراف بجهلهم حقا,ربما لم تندلع حرب هيرتلاند أبدا.”
يوجد صدمه ميكانيكيه أسفلهم. و يشهق إمبى.
“عده الهبوط.”يقول كونر.
“أه,صحيح.”
بعد عده دقائق سيكونوا هناك,أينما يكون هذا ال(هناك ), كونر يحاول تقييم المده التى كانو بها فى الجو.تسعون دقيقه؟ساعتين؟ لا يوجد دليل على الاتجاه الذين يحلقون نحوه.قد يهبطوا فى أى مكان.أو ربما إمبى كان محقا.
ربما يتم تحليقها عن بعد وهم فقط يتخلصون من الطائره بأكملها فى المحيط للتخلص من الدليل ... أو..ماذا لو كان الأمر أسوأ من هذا؟ ماذا لو.... ماذا لو....
“ماذا لو كان مخيم الحصاد فى نهايه الأمر؟”يقول إمبى.
تلك المره لا يخبره كونر أن يخرس,لأنه يفكر فى نفس الشئ..
إنه دييجو من يرد عليه.”لو كان هو,إذا أريد من أصابعى أن تذهب لنحات. ليستخدمهم فى صناعه شئ سيدوم للأبد.”
جميعهم يفكروا فى الأمر.
هايدن التالى فى الحديث.
“لو تم تفكيكى,”يقول هايدن,”أريد لعيناى الذهاب لمصور.. واحد يصور عارضات الأزياء. هذا ما أريد تلك العينان أن تراه.”
“شفتاى ستذهب لمغنى روك,”يقول كونر.
“تلك القدمان سيذهبان بالتأكيد للأوليمبيات.”
“أذناى لقائد أوركسترا.”
“معدتى لناقد طعام.”
“عضلات ذراعى لأحد لاعبى كمال الأجسام.”
“لا أتمنى جيوبى الأنفيه على أى أحد.”
و جميعهم يضحكوا على هذا بينما تلمس الطائره الأرض.

_________________________________
إيجولى : كلمه عاميه أسبانيه تعبر عن الاستنكار و الذهول
بونتو :تسديد هدف.