عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2014, 12:17 AM
المشاركة 1179
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

تابع ...والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية -55 - وسمية تخرج من البحر ليلى العثمان الكويت

- في الفصل الثالث توقفت الدراسة عند التقنيات الفنيّة في إبداع ليلى العثمان، وتعددية الخطاب الأدبي وتَدرّجها فيه منَ الرومانسي الذي وسَمَ مُعظمَ إبداعات الكاتبة وظلّت تُؤْثِرُهُ وبَرزَ بوضوح كبير في رواية "وسمية تخرج من البحر" وكذلك في رواية "المرأة والقطة"، *

- إلى الخطاب الواقعي الذي يُسَيطرُ بشكل كبير على قصص مجموعة "الحواجز السوداء" بشكل خاص،

- وصولا إلى الرمزي الذي تستخدمُه في قصصها التي تَتناولُ قضايا سياسية ، وطنية، قوميّة، أو عندما ترصدُ ظواهرَ اجتماعيّةً سلبيّةً، ومثل هذه نجدُها في قصص مجموعة "الرّحيل" و "في الليل تأتي العيون" و "فتحية تختار موتها" و "يحدث كل ليلة". *

- ويرى الباحثُ أنّ ليلى العثمان تتخذُ الخطابَ الرمزي وسيلةً لها عندما تغوصُ في أعماق النفس البشرية ليُساعدَها في سَبْْر أغوار شخصيّة أبطالها، واكتشافِ عوالمها الداخلية. كما أنّ الكاتبةَ تهتمُّ بتَزاوج الخطابات المختلفة في الكثير من إبداعاتها كما في رواية "المرأة والقطة" حيث تداخل الخطابات الرومنسي

- يلاحظ تعددية مظاهر التعبير عند ليلى العثماني ويرى البعض أنها تعتمد على مَظاهرَ تَعبير مُتعدّدة أكثرها حضور الحوار، المونولوج، السّرد، والوصف. وأن هذه العناصر لا تغيبُ عن كلّ قصّة تقريبا.
- كما ويرى البعض انّ آليّات أخرى تُرافقُ هذه الأشكال التعبيريّة مثل الاسترجاع الفني (الفلاش باك) وأسلوب التّداعي،

- كما أنها تلجأ في الكثير من القصص إلى استخدام طريقة البَوْح والإعتراف مُضَمّنة إيّاها بعض الأسئلة الإستنكاريّة،

- وأنها حين تغوصُ في أعماق النفس البشريّة تَستعين بتَقنيات تَيّارِ الوَعي وأحاديث النفس الداخلية،

- وتُوَظّف الخيالَ والفنتازيا ،
- كما أنها تُعنى بالحلم على طريقة الرومانسيين أو الرمزيين.
- أسلوب السرد عن الكاتبة يَتحدّدُ بنوعيّة الموضوع المطروح، فحين تُعالج قضايا واقعيّةً في جوّ أحداث حقيقية يأتي السّردُ مُباشرا أو مَكشوفا بصورة حكائيّة تقريرية .

- وأنها تَعْمَدُ إلى كسْر حِدّة تَقريريّة السّرد عن طريق بعض المشاهد الحواريّة والألفاظ الشاعرية والتشبيهات المُسْتَلّة من بيئة القصة. وأنّ السّردَ يتحوّلُ إلى شكل انسيابي حين تجمعُ إليه المونولوج والحوار وبعض التّداعيات التي تُسْهم في كَشف جَوانبَ من ماضي الشخصية المتناوَلَة.

- السّردَ قد يتجاوزُ عالمَ الواقع في بعض قصصها التي تتناولُ قضايا فلسفيّةً رمزيّةً حيث تستعينُ بالحوار الفَنتازي
- تمتاز ليلى العثمان برَوعة صياغتها وعُذوبة ألفاظها وسَلاستها، وأنّها تُعْنى بالأوصاف المُستَقاة من الطبيعة كونها بدأت حياتَها الأولى في نَظم الشعر.
- وقد كانت الطبيعةُ مادّتها التي لا تَنضبُ في الوصف. وبشكل خاص البحر وما له من إيثار شديد عندها.

- يلاحظُ أيضاً أنّ ليلى العثمان تُفرطُ في استخدام الأوصاف الجنسيّة التي نَلتقيها وهي تُعالجُ قضيّة جنسيّة كما في قصص تتناولُ مَواضيع لا عَلاقة لها بالجنس ، ويعتقد أن الجنس صار هاجسا يغزو فكرَها ويسكنُها حتى أنّها لا تتمكنُ أو لا تُريدُ الخلاصَ منه.

- اما بخصوص البنية القصصية والرواية عند ليلى العثمان فهي تلجأ إلى نَمَطَيْن شائِعَين هما: المَبْنى التّعاقبي الذي تسير فيه الأحداثُ بصورة مُتسلسلة ومُتعاقبة منذ البداية وحتى النهاية،

- والمَبْنى المقلوب حيث تبدأ فيه القصة مع التوتر ثم تسردُ تفاصيلَ الحدَث التي أدّت لمثل هذا التوتر،

- وفي حالات أخرى يري أنّ المَبْنى المقلوب لا يبدأ من نهاية القصة والتوتر إنما يبدأ من نقطة ما بين البداية والنهاية، غالبا ما تكون قريبة من الحل، ثم يعود القاص إلى سرد تفاصيل الحَدَث حتى يصل إلى النقطة التي بدأ منها ويُتابع تفاصيل القصة حتى النهاية.

- الموضوع هو الذي يُحدّد الاختيار البنيوي عند ليلى العثمان فكلما كانت القصة واقعيّة كانت أقرب إلى المبنى التعاقبي، وفي قصص الحب والقصص النفسيّة كثيرا ما تلجأ إلى المبنى المقلوب.

- كما تعمل ليلى العثمان على استهلال بعض قصصها بافتتاحيات هي عبارة عن أقوال وتصريحات لبعض الشخصيات قد يكون بقَصْد التدليل على اطّلاعها الواسع.

- اما بخصوص الحَبك القصصي عند ليلى العثمان فهو يتوزّع إلى نوعين يُسيطر الأول وهو الحدَث المفرَد والحَبْكةُ الواحدة البسيطة غير المعقدة على عدد كبير من قصصها.

- أما النوع الثاني فيتميّز بحبكة مزدوجَة أكثر تَعقيدا وفنيّة.

- كما أن الكاتبة تعتمدُ في معظم إبداعها على استخدام ضمير المتكلم الذي يترك انطباعه على المتلقي وكأنه يُعايشُ بطلَ القصة بتفاصيل حياته. كما وهناك القصص التي استخدمت فيها ضمير المخاطب أو التي تداخل فيها الضميرين معا.

- أمّا بداياتُ قصص ليلى العثمان فتغلبُ عليها الإثارةَ حيث تبدأ بالعقدة لتشدَّ القارئ لمواصلة القراءة ولملمة خيوط الحبكة لتتضحَ له الأمورُ فيما بعد.*

- وأحيانا تكون البدايةُ عندها وصفيّةً تهدفُ إلى تحديد مَشهد القصة أو حالة الطقس، أو وصف الوضع الإجتماعي والإقتصادي للعائلة، وأحيانا تكون وصفا للبحر أو حالة البطل.

- وهناك حالات تبدأ فيها الكاتبة قصتها بالنهاية ثم تعود لتسردَ تفاصيلَ الأحداث.

- ومنها بدايات تقليديّة تستهلُ قصتَها بالعَرض والتمهيد مُتتبعة تَسلسلَ وتطوّرَ الأحداث حتى تصلَ إلى التأزّم فالتّراخي فالحلّ.

- وفي بعض قصصها تكون البدايةُ على طريقة الحلم.

- وقد يكون عنوانُ القصة هو بدايتها.

- أمّا نهاياتُ قصص ليلى العثمان في مُعظمها نهايات مُغلقة لا تترك مكانا لأسئلة إضافيّة، خاصة في القصص التاريخية والسياسية وبعض القصص الإجتماعية أيضا. .

- لكنها في قصص الحبّ والتي تُعالج قضايا اجتماعية تترك نهاية قصصها مفتوحة،

- وكذلك تترك النهايةَ مفتوحة في القصص الرمزية.

- كما وتُوَظّفُ ليلى العثمان في نهايات بعض قصصها عنصرَ المفاجأة والدّهشة.