عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-2014, 06:08 PM
المشاركة 1177
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

تابع ...والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية -55 - وسمية تخرج من البحر ليلى العثمان الكويت


- رواية «وسمية تخرج من البحر قصة الحب هذه، مشبعة برائحة البحر أيام البحر، تدور في أزقة الكويت القديمة، وعاداتها، ثم تعود إلى البحر. منه تبدأ، وإليه تنتهي، حين تخرج وسمية، كعروس البحر فوق موجة لا حدود لها لما تستطيع أن تفعل.

- تتحدث الرواية عن المجتمع السائد وهو مجتمع (بطركي) يصادر حرية المرأة ويمنعها من الظهور.

- شخصيات الرواية الرئيسة ثلاث، هي: عبدالله- الابن اليتيم الفقير والذي تعمل أمه 'دلالة' وخادمة لبيةتات الكويت الغنية. فيما وسمية- أبنة اسرة غنية تعمل عندها أم عبدالله، ووسمية تقضي غرقا لعدم معرفتها بالسباحة، فالتقاليد تمنع سباحة الفتاة. وزوجة عبدالله، وهي إمرأة قاسية تكره البحر، تتقزز من رائحة البحر على جسد زوجها عبدالله الذي يتعلق بالبحر حد المرض.

- في الراوية 'ساردان عالمان، سارد عالم بكل شيء، وعبدالله الذي يروي'، وفي الرواية نزوع نسوي يتبنى قضايا المرأة،

- الروائية –ليلى العثمان- منحازة، لكن الرواي مذكر، بمعنى انسجام فعل التهميش الاجتماعي والفني معا، فالمرأة على الهامش في الواقع وفي السرد معا، فالمرأة في الرواية مادة للفعل السردي وليست ساردة.

- سيطر السارد الغائب على 3 مشاهد في الرواية، وسرد عبدالله –بضمير الأنا- 6 مشاهد، وتبدلا الأدوار في مشهدين –الرواية تقدم 11 مشهدا سردي'. الحدث قدم على لسان عبدالله، بمعنى مصادرة المرأة، فنيا وواقعيا، مع بروز الانحياز للرجل واقعيا وسرديا معا..

- وضعت العثمان وضعت أمامنا تجربة قاسية تؤشر على قسوة القيم الاجتماعية وسطوتها ومن تتمرد على مؤسسة الرجال سيكون مصيرها الموت،

- أن المرأة تواجه التهميش في السرد إذ توكل الروائية مهمة السرد لصوتين ذكوريين فيلتقي التهميش الاجتماعي السائد في الحياة مع التهميش الفني.

- والرواية الصادرة عن دار الآداب في بيروت حكاية رومانسية وحالمة عبر تقديم حكاية الجار الفقير “عبد الله” الذي يحب ابنة جاره الثري “وسمية” حبا بريئا وصادقا وحقيقيا وترصد نزعة فتاة مراهقة للتحرر من القيود الاجتماعية الصارمة في فترة الخمسينيات وعليها أن تتقيد بقائمة من الممنوعات التي صنعها المجتمع وقدّسها.

- وتكشف العثمان الزيف الاجتماعي في المجتمع الكويتي وترصد برؤية واضحة ومباشرة الحدود الفاصلة بين طبقات المجتمع

-تستوقف القارئ ملاحظتان، الأولى التوظيف الجميل للمفردة الشعبية الكويتية وبخاصة المفردات المتعلقة بالبحر مثل “العوعو” نجم البحر و”الكرب الأحمر” وهي كرات إسفنجية تدل على موقع الشبكة والمهارة العالية في تأكيد العلاقة الحميمة بين فقراء الكويت والبحر.

- أما الثانية فمن الطبيعي أن تموت “وسمية” غرقا في البحر لأن تقاليد وعادات المجتمع الكويتي تمنعها من تعلم السباحة فإذا اكتشفها الحارس قرب البحر يكون أشد حتى من الموت

- ولكي تكتمل المؤامرة فإن والدتي العاشقين تحكمان خيوطهما ليصبح هو الغادر الذي سرق “وسمية “ من يدي أمها الدلالة وأم “عبدالله” الثرية حيث أخذتاها في العتمة لمنع الاقتراب من البحر نهارا وبالتالي إخفاء قصة خروجها ليلا مع عشيقها في نزهة رومانسية شاطئية.

- الرواية بأنها تمثل منحى مهما يسعى لعدالة الدور وديمقراطية السرد ويكرّس أدوارا متوازية لعدد من شخصياتها نفورا من مرحلة تاريخية طغت على مستوى الواقع استحوذ فيها أشخاص على احتكار الحقيقة.

- بالرغم من أن تعدد الأصوات الروائية يعبر عن نزعة ديمقراطية إلا أنها منحازة لصالح الرجل فهو الجدير أن يسرد ويمتلك الحقيقة لافتا إلى أننا أمام عدالة سردية تصدق على الرجل وتنحاز ضد الأنثى.

- الرواية أقرب إلى رواية النوفيلا التي تراوح بين مستوى الرواية والقصة ويمكن تقسيم شخصياتها لنمطين انطلاقا من دورهما في تشكيل منظومة القيم الاجتماعية التي حكمت على “وسمية” بأن تلقي نفسها في الماء هربا من حكم السلطة الاجتماعية الطاغية.

- الرواية تمزج بين الحب العذري بكل براءته وطقوسه وجمالياته وبين البحر وصخبه وجماله، بطلها “عبدالله” الذي عمل صيادا يعيش بجسمه في الزمن الحاضر على اليابسة وبعقله وخياله مع الماضي ويطوف البحر على أطلال حكاية حب انتهت بمأساة.

- الرواية بأنها تفضح التقاليد السائدة بالكويت في الخمسينيات حول المرأة وتظهر أن الموت أفضل من الحياة لصبية مع قصة حب انكشفت وتبين مدى قهر المرأة “الأم” وتنصيبها حارسة للتقاليد في الوقت الذي يكون الرجل صانعا لها.

- ليلى العثمان امرأة متمردة أرادت أن تعطي صورة صارخة لما كان يجري في المجتمع الكويتي فخروج “وسمية” من البحر في نهاية الرواية حتى على شكل طيف يشير لتمرد المرأة وخروجها من قمقم القيود.