عرض مشاركة واحدة
قديم 10-28-2011, 08:06 PM
المشاركة 20
غادة قويدر
أديـبة وشـاعرة سـوريـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

الأستاذة الجميلة غزلان هاشمي يسعدني أن أصافح أول طرح لك هنا في هذا المنبر الجميل ، فدعيني أقول بأن ما نلاحظه في هذه الآونة أن المثقف العربي بات واعيا ومتيقظا لما يدور حوله من أحداث أكثر مما مضى حيث كان دوره يكاد يكون مهمشا ، وقد أثرت هذه الأحداث ، سيما الثورات العربية ، على مجمل نتاجه الفكري والسلوكي حيث تُرجمت لا شعوريا بإنتاج ما يسمى بالأدب الثوري والذي تعودناه في بداية الخمسينيات ولكن تنقصه فاعلية الالتزام وخصوصيته ، حيث انقسم المثقفون العرب إلى تيارين ، تيار ينطق باسم النظام وهذا تحركه بواعث ذاتية لارتباط مصلحته مع من يصفق لهم، وتيار آخر قد وجد نفسه مهيأ للدفاع عن مثل طالما فقدها في ظل تلك الأنظمة وهذا ما جعله يدفع الضريبة مضاعفة ، كالاعتقال والملاحقة أو إلى ما هنالك . ولكن من الجدير بذكره هنا هو الدور الحقيقي للمثقف العربي والذي يكاد يكون معدوما في نطاق العمل للملمة الشمل العربي والعمل من أجل القومية العربية وهذا تزكيه أجندة خارجية لتربطه فكرا بركبها، لكي يبقى قاصرا ، ولكنه يبقى وجدانا مرتبطا بهذه الفكرة والتي تزكيها روابط مشتركة كعامل الدين والتاريخ واللغة . التغيير حاصل لا محالة وما يؤكده تواتر الأحداث العربية وثورة الشعوب ضد حكامها ونبذ كل أشكال الظلم والقهر وسلب الحريات ، ولكن أدوات تحقيق هذا التغيير بطيئة ولا تتماشى مع ما يتطلبه الإنسان العربي وما يطمح إليه ومنه سلوكيات، الإعلام العربي والذي يكاد يكون محصورا في خدمة نظام ما ، وهذا ما يشتت المثقف العربي ويجعله خاضعا للتأرجح في بلورة أفكاره أو بين التصديق أو عدمه . ومن الجدير بذكره أن الثورات العربية الحالية قد عرّت الأنظمة وكشفت اتجاهاتها وانتماءاتها الحقيقية ، هذا شكل من أشكال التغيير والذي لا بد أن ينعكس على الأدباء والمثقفين عامة في هذه المرحلة ولكن ينقصه بتر ساعد الخوف الذي يمتد ليطال الفكر والمفكر معا ، وهذا يقع على عاتق المثقف العربي ، والذي يهوى السباحة يجب أن لا يخشى الغرق ، فالتغيير الحقيقي يحتاج إلى تضحيات جمة وهذا يقع على كاهل المثقفين والعلماء ورجال الدين ولكن للأسف كثيرا ما نجدهم يقفون موقف المراوح مكانه أو المصفق وقلة هم الذين يجازفون للتعبير عن واقعهم بحرية ولكن يدفعون ثمنه غاليا .
أرجو أن لا أكون قد أثقلت عليكم فللحديث هنا شجون لا يتسع لها منبر ولا موضوع .
أحيي الأستاذ الناقد الموفقي لطرحه الجميل والشكر موصول للأستاذ الزهراني لدعوته الجميلة لمعانقة آرائكم الرائعة شكرا لكم جميعا.